وداعاً يا صاحب النهج العظيم

-1-

الإمام علي بن ابي طالب (ع) شخصية استثنائية فذّة ، لن يستطيع الناس – مهما بلغوا من العلم والفضل والمعرفة – أنْ يحيطوا بكل ابعادها .
انّها شخصية فريدة جمعت من الفضائل والمكارم والمناقب والفتوحات الرسالية والانسانية ما تجمّع في سلسلة طويلة من الانبياء والاوصياء (عليهم السلام) ويكفيه أن تكون النبوة وحدها هي الفارق بينه وبين الرسول (ص) وهو على حد قول الرسول : كهارون من موسى
فقد قال له (ص) :
” أنت مني كهارون من موسى الاّ أنّه لا نبيّ بعدي )
يقول فيه كاتب السطور :
أنتَ مِنْ ( أحمدٍ) كهارون مِنْ
( موسى ) وَحُوشيتَ بَعْدَهُ من نظيرِ
وكفاهُ فخراً انّه قسيم الجنّة والنار :
حيث لا يحبه الاّ مؤمن ،
ولا يبغضه الاّ كافر أو منافق .
وقد خلق الله الجنة لصفوة عباده المؤمنين كما خلق النار للكافرين .

-2-

يقول المرحوم الشاعر بولص سلامة :

واذا لم يكن عليٌّ نبيّاً
فلقد كان خُلْقُه نبويّا
لا تَقُلْ شيعةٌ هواةُ عليٍّ
إنَّ في كُلِّ مُنصِفٍ شيعيّا
ومن هنا ترى عباقرة العالم على اختلاف أديانهم وعصورهم وأقطارهم يتغنون باسمه وببطولاته ومروءاته ..
فسلام الله عليه يوم ولد في الكعبة المعظمة ، ويوم نهض وجاهد فقام الاسلام بسيفه ،
ويوم استُشْهِدَ في محرابه على يد أشقى الخلق (عبد الرحمن بن ملجم ) فكانت شهادته مُصاباً مُفجعا أليماً تتفطر لهوله القلوب ، وتتفتت الاكباد..
-3 –

وما أروع ما رسم لنا من منهج في مضمار التعايش الاجتماعي حين قال (ع) :
” خالطوا الناس مخالطة ان مِتُّم بَكَوْا عليكم ،
وإنْ عِشْتُم حنّوا اليكم “
ولقد كانت أقواله مطابقةً لأعمالِه تمامَ المطابقة ،
وقد وجد الناس في ظلاله أروع ألوان العدل والانصاف والمحبة والرعاية
ومن هنا قال الشاعر حين ذكر الرقة :
أرّقُ مِنْ دَمْعَةِ شيعيةٍ
تبكي عليَّ بنَ ابي طالبِ
لقد بكيناه بالدموع الحمراء ويبكيه الأحرار والحرائر بكل لوعة متفجعين، ويبقى الجرحَ النازف الى يوم الدين، فهو جرح الرسالة الخاتمة ، وجرح الانسانية التي وجدتْ في نهجه العظيم وصراطهِ المستقيم، موئلها الأمين ودرعها الحصين .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة