الصباح الجديد – متابعة:
اضيف القلق الى قائمة امراض العصر بعد الصداع الذي سمي مرض العصر منذ عقود، والذي يكون نتيجة لحالات كثيرة من ضمنها الشعور بالقلق.
في المرحلة الراهنة التي يمر بها العالم والمستجدات التي تتعلق بالصحة العامة ونخص بالذكر جائحة كورونا التي قلبت الموازين وغيرت الكثير في حياتنا، زادت حالة القلق وتعمقت اكثر، فصار الهاجس الاهم بالنسبة للكل كيفية الوقاية ومنع الفيروس من ان يصيبه وان اصابه فكيف سينقذ نفسه وينتصر عليه.
ومع كل الاحداث المؤلمة والخوف والقلق الذي اصاب العالم فهناك اشخاص ظلوا متمسكين بالأمل لا بل هناك من بحث وحفر كي يجد بقعة ضوء لما حدث، وصار يبحث عن ايجابيات كورونا التي لم تقنع الكثير منا.
المستشار التربوي والنفسي «الدكتور عبدالله خاطر» وجه نصائح للشباب ليكون العام الجديد بالنسبة اليهم فرصة البحث اكثر عن الجوانب الايجابية في كل ما يحدث وسيحدث خلال العام. وشرح بشكل مبسط مفهوم القلق وأسبابه وطرق تجاوزه.
بداية اكد «الدكتور عبدالله» بأننا نعيش في عصر القلق، و»مؤشرات القلق على مستوى العالم جديرة بالاهتمام، إلا أنه وفي المقابل ما زال الكثير من الناس يعيشون في فسحة من الأمل، ويجعلون من التفاؤل بغد أجمل رفيقهم الدائم في شوط الحياة».
وقال: «يجب أن نعلم أنّ هذا الشعور ليس بالأمر السيئ، فأحيانًا يدفعنا للإبداع والإنجاز، وقد يلعب دورًا مهمًا بدفعنا للقيام بالسلوك المفيد والهادف والذي يسهل عملية التعلم».
أما في حال زادت حالة القلق عن الحد المعقول فإنه «سيؤثر في شخصية المصاب انفعاليًّا واجتماعيًّا وسلوكيًّا، بل قد يصاحبه أعراض صحية كضيق في النفس أو تسارع في نبضات القلب أو الصداع».
وتابع: «من الواضح أنّ القلق يؤثر بشكل واضح على جودة حياة الشباب والفتيات، فتسبب لهم الإحباط وتصيبهم بالوهن الجسدي، كما يقلل من فاعليتهم في المجتمع، ويدمر علاقاتهم مع من حولهم، ويؤدي بهم إلى الانطواء والعزلة، لذا يجب عليهم ألا يستسلموا له، ويواجهوه بالتفكير الإيجابي، مع ممارسة الرياضة والهوايات المتنوعة، والبحث عن أشخاص إيجابيين يبعثون في النفس الراحة، ويزرعون في داخل الإنسان القلق نظرتهم الإيجابية للحياة.
واوضح: «لابد أن نعلم ان علاج القلق موجود ويمكن السيطرة عليه من الأسابيع الأولى للعلاج، وسرعان ما يمتثل المصاب به للشفاء، فإضافة لما تم ذكره سابقًا من أساليب تساعد على تجاوزه ليس هناك من حرج في استشارة طبيب نفسي إن كان الأمر يستدعي ذلك، فمن خلال مراجعة الطبيب تتم معرفة أسباب القلق المحتملة لدى المريض وطرق التكيف معها».
هناك اربع رسائل مهمة وجهها الدكتور عبد الله خاطر لكل شاب وفتاة يعانون من القلق، وهي: ان القلق جزء من الحياة. والقلق ليس عدوًا، ويجب فقط معرفة كيفية التحكم به والتعامل معه. وما يشعر به المرء من أعراض فسيولوجية في أثناء القلق مرتبطة بالتسارع القلبي والتنفسي وليست نوبة قلبية.
وذكر انه من الضروري والمهم لكل شاب وفتاة أن يتعلما كيف يصبحان أكثر وعيًّا لأفكارهما المضطربة، وكيف يحولانها إلى أفكار أكثر وعيًّا ومنطقية، وذكر عدة وسائل لمساعدتهم في هذا من اهمها:
- أسلوب السهم النازل، وفيه يتم اكتشاف أسلوب نمط التفكير عند الشاب أو الفتاة وما ينتج عنها، ويستعمل فيه الشخص السؤال الذي يبدأ بماذا لو؟ ثم يكتب الجواب الذي هو نتيجة لتفكيره.
- أنظر إلى الأشياء بواقعية، فعندما يكون الشخص بحالة قلق فإنه يتخذ القرارات بشأن كل ما هو خطير بشكل تلقائي، فلا يتوقف ولو للحظة ليفكر هل هذا الموقف خطير أم لا؟ وهو بكل بساطة يفترضه كذلك. لذا عليه أن يقيم المخاطر المحتملة.
- تعامل مع العواقب بشكل طبيعي، فقد يقع الشاب أو الفتاة في دائرة فكرة خاطئة، وهي افتراض أنّ أي فشل قد يتعرض له قد يصبح كارثيًّا.
وكانت نصيحته الاخيرة: «فكروا بالقلق على أنه مجرد امر مثير، أو أنه ببساطة مجرد ضجيج يمكن التحرر منه. ابحثوا عن الحلول المُناسبة للمشكلات والعوائق التي قد تحدث معكم، وتوقُعوا النّجاح دائمًا. ركِّزوا على ما يجعل حياتكم أكثر سعادةً وجمال، واطردوا القلق منها، وانظروا إلى الجانب المُشرق دائمًا، وعندما تشعرون بضغط أو تشاؤم بادروا إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتحدثوا مع الناس لتخرجوا من عزلتكم».
واكد على ضرورة التفكير بصورة إيجابية ومتفائلة فهو يساعد على تحرير الطاقات الكامنة بداخلنا، ويعد أمرًا مفيدًا صحيًّا وذهنيًّا.
واضاف: «تعلّموا من اليوم فصاعدًا أن تتعاملوا مع التحدي على أنه فرصة للنمو وفرصة للتعلّم وللمواجهة الممتعة وللنضج أكثر والتعلّم من الحياة. فلا تفسحوا المجال للمشاعر السلبية أن تسيطر عليكم طويلاً، انتفضوا وانهضوا بعزيمة وقوة وتفاؤل، استعيدوا قواكم وتركيزكم، وتذكّروا الدرس الذي مررتم به دومًا كي لا تقعوا فيه مرة أخرى، بهذا تضعون أقدامكم على أول الطريق الذي يجعلكم تحولون الضعف والفشل إلى قوة ونصر، وعندها فقط ستستعيدون عزيمتكم وثقتكم بأنفسكم».
الصباح الجديد – متابعة:
اضيف القلق الى قائمة امراض العصر بعد الصداع الذي سمي مرض العصر منذ عقود، والذي يكون نتيجة لحالات كثيرة من ضمنها الشعور بالقلق.
في المرحلة الراهنة التي يمر بها العالم والمستجدات التي تتعلق بالصحة العامة ونخص بالذكر جائحة كورونا التي قلبت الموازين وغيرت الكثير في حياتنا، زادت حالة القلق وتعمقت اكثر، فصار الهاجس الاهم بالنسبة للكل كيفية الوقاية ومنع الفيروس من ان يصيبه وان اصابه فكيف سينقذ نفسه وينتصر عليه.
ومع كل الاحداث المؤلمة والخوف والقلق الذي اصاب العالم فهناك اشخاص ظلوا متمسكين بالأمل لا بل هناك من بحث وحفر كي يجد بقعة ضوء لما حدث، وصار يبحث عن ايجابيات كورونا التي لم تقنع الكثير منا.
المستشار التربوي والنفسي «الدكتور عبدالله خاطر» وجه نصائح للشباب ليكون العام الجديد بالنسبة اليهم فرصة البحث اكثر عن الجوانب الايجابية في كل ما يحدث وسيحدث خلال العام. وشرح بشكل مبسط مفهوم القلق وأسبابه وطرق تجاوزه.
بداية اكد «الدكتور عبدالله» بأننا نعيش في عصر القلق، و»مؤشرات القلق على مستوى العالم جديرة بالاهتمام، إلا أنه وفي المقابل ما زال الكثير من الناس يعيشون في فسحة من الأمل، ويجعلون من التفاؤل بغد أجمل رفيقهم الدائم في شوط الحياة».
وقال: «يجب أن نعلم أنّ هذا الشعور ليس بالأمر السيئ، فأحيانًا يدفعنا للإبداع والإنجاز، وقد يلعب دورًا مهمًا بدفعنا للقيام بالسلوك المفيد والهادف والذي يسهل عملية التعلم».
أما في حال زادت حالة القلق عن الحد المعقول فإنه «سيؤثر في شخصية المصاب انفعاليًّا واجتماعيًّا وسلوكيًّا، بل قد يصاحبه أعراض صحية كضيق في النفس أو تسارع في نبضات القلب أو الصداع».
وتابع: «من الواضح أنّ القلق يؤثر بشكل واضح على جودة حياة الشباب والفتيات، فتسبب لهم الإحباط وتصيبهم بالوهن الجسدي، كما يقلل من فاعليتهم في المجتمع، ويدمر علاقاتهم مع من حولهم، ويؤدي بهم إلى الانطواء والعزلة، لذا يجب عليهم ألا يستسلموا له، ويواجهوه بالتفكير الإيجابي، مع ممارسة الرياضة والهوايات المتنوعة، والبحث عن أشخاص إيجابيين يبعثون في النفس الراحة، ويزرعون في داخل الإنسان القلق نظرتهم الإيجابية للحياة.
واوضح: «لابد أن نعلم ان علاج القلق موجود ويمكن السيطرة عليه من الأسابيع الأولى للعلاج، وسرعان ما يمتثل المصاب به للشفاء، فإضافة لما تم ذكره سابقًا من أساليب تساعد على تجاوزه ليس هناك من حرج في استشارة طبيب نفسي إن كان الأمر يستدعي ذلك، فمن خلال مراجعة الطبيب تتم معرفة أسباب القلق المحتملة لدى المريض وطرق التكيف معها».
هناك اربع رسائل مهمة وجهها الدكتور عبد الله خاطر لكل شاب وفتاة يعانون من القلق، وهي: ان القلق جزء من الحياة. والقلق ليس عدوًا، ويجب فقط معرفة كيفية التحكم به والتعامل معه. وما يشعر به المرء من أعراض فسيولوجية في أثناء القلق مرتبطة بالتسارع القلبي والتنفسي وليست نوبة قلبية.
وذكر انه من الضروري والمهم لكل شاب وفتاة أن يتعلما كيف يصبحان أكثر وعيًّا لأفكارهما المضطربة، وكيف يحولانها إلى أفكار أكثر وعيًّا ومنطقية، وذكر عدة وسائل لمساعدتهم في هذا من اهمها:
- أسلوب السهم النازل، وفيه يتم اكتشاف أسلوب نمط التفكير عند الشاب أو الفتاة وما ينتج عنها، ويستعمل فيه الشخص السؤال الذي يبدأ بماذا لو؟ ثم يكتب الجواب الذي هو نتيجة لتفكيره.
- أنظر إلى الأشياء بواقعية، فعندما يكون الشخص بحالة قلق فإنه يتخذ القرارات بشأن كل ما هو خطير بشكل تلقائي، فلا يتوقف ولو للحظة ليفكر هل هذا الموقف خطير أم لا؟ وهو بكل بساطة يفترضه كذلك. لذا عليه أن يقيم المخاطر المحتملة.
- تعامل مع العواقب بشكل طبيعي، فقد يقع الشاب أو الفتاة في دائرة فكرة خاطئة، وهي افتراض أنّ أي فشل قد يتعرض له قد يصبح كارثيًّا.
وكانت نصيحته الاخيرة: «فكروا بالقلق على أنه مجرد امر مثير، أو أنه ببساطة مجرد ضجيج يمكن التحرر منه. ابحثوا عن الحلول المُناسبة للمشكلات والعوائق التي قد تحدث معكم، وتوقُعوا النّجاح دائمًا. ركِّزوا على ما يجعل حياتكم أكثر سعادةً وجمال، واطردوا القلق منها، وانظروا إلى الجانب المُشرق دائمًا، وعندما تشعرون بضغط أو تشاؤم بادروا إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتحدثوا مع الناس لتخرجوا من عزلتكم».
واكد على ضرورة التفكير بصورة إيجابية ومتفائلة فهو يساعد على تحرير الطاقات الكامنة بداخلنا، ويعد أمرًا مفيدًا صحيًّا وذهنيًّا.
واضاف: «تعلّموا من اليوم فصاعدًا أن تتعاملوا مع التحدي على أنه فرصة للنمو وفرصة للتعلّم وللمواجهة الممتعة وللنضج أكثر والتعلّم من الحياة. فلا تفسحوا المجال للمشاعر السلبية أن تسيطر عليكم طويلاً، انتفضوا وانهضوا بعزيمة وقوة وتفاؤل، استعيدوا قواكم وتركيزكم، وتذكّروا الدرس الذي مررتم به دومًا كي لا تقعوا فيه مرة أخرى، بهذا تضعون أقدامكم على أول الطريق الذي يجعلكم تحولون الضعف والفشل إلى قوة ونصر، وعندها فقط ستستعيدون عزيمتكم وثقتكم بأنفسكم».