الصباح الجديد – متابعة:
هناك قصة معروفة تحولت الى فيلم سينمائي بأكثر من نسخة وحتى فيلم كارتون عن «الدكتور جيكل» الذي تعيش بداخله شخصيتين متناقضتين، احداهما تمثل الخير والاخرى تمثل الشر. وفي الفيلم العربي «عفريت مراتي» تؤدي الفنانة شادية دور امرأة مصابة بمرض نفسي يدفعها لان تعيش حياة ابطال الافلام السينمائية، الفيلم يحمل طابع الكوميديا، وفي الفيلمين يعرض الفيلم شخص تعيش بداخله اكثر من شخصية، ولم نكن نعرف ان هناك مرض بالفعل موجود ويعيش للمصاب به اكثر من شخصية.
اضطراب الهوية التفارقي المعروف سابقاً باسم اضطراب تعدد الشخصيات، اضطراب عقلي يوصف بوجود شخصيتين في الاقل متميزتين ودائمتين نسبياً، وغالبا ما يصاحب ذلك حالة من صعوبات في تذكر الأحداث بشكل لا يمكن تفسيره. وهذه الحالات تظهر بشكل متناوب في سلوك الشخص، وتختلف من شخص لشخص آخر.
ويُعتقد أن صدمة الطفولة، سبب اضطراب الهوية التفارقي، ففي حوالي 90 ٪ من الحالات كان هناك تاريخ من سوء المعاملة في مرحلة الطفولة، في حين ارتبطت الحالات الأخرى بتجارب الحروب أو المشكلات الصحية في أثناء مرحلة الطفولة. كما يُعتقد أيضا أن العوامل الوراثية تلعب دورا.
ويمكن تعريف مرض تعدد الشخصيات بأنه واحد من مجموعة من الحالات تسمى اضطرابات الانفصام، ويصاحبها ظهور مجموعة من الأعراض قد تكون خفيفة أو شديدة، لدرجة أنها من الممكن أن تتداخل مع الأداء العام للشخص، سواء في الحياة الشخصية أو العمل.
وحالات اضطراب الشخصية الانفصامية الحقيقية نادرة جداً، ولكن يمكن أن تحدث في أي عمر، وتعدُّ الإناث أكثر عرضة من الذكور للإصابة بها.
وبحسب كليفلاند كلينك « مؤسسة كليفلاند كلينك ومقرها الرئيس في أوهايو من أفضل ثلاث مستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية» فان حوالي 90% من حالات اضطراب الهوية الانفصامي أو مرض تعدد الشخصيات ترتبط عادة بتاريخ الصدمة، وغالباً ما تتضمن الصدمة إساءة عاطفية وجسدية أو جنسية شديدة، وقد تكون مرتبطة أيضاً بالحوادث والكوارث الطبيعية والحروب، كما أن الخسارة المبكرة، مثل فقدان أحد الوالدين أو فترات طويلة من العزلة، بسبب المرض، قد تكون أحد عوامل تطوير الاضطراب.
ويمكن أن تحدث نوبات اضطراب الهوية الانفصامي من خلال مجموعة متنوعة من الصدمات الحقيقية والرمزية، بما في ذلك الأحداث الخفيفة، مثل التورط في حادث مروري بسيط أو الإجهاد.
الشخص المصاب بمرض تعدد الشخصيات تكون لديه شخصيتان مختلفتان ومتميزتان أو أكثر، إحداهما المعتادة أو الأساسية للشخص، والأخرى بديلة، وقد يعاني الشخص من فقدان الذاكرة عندما يتحكم الشخص الآخر في سلوكه.
وقد يكون في بعض الاحيان الشخص المصاب بمرض تعدد الشخصيات على دراية بحالات الشخصية الأخرى، والأوقات التي تكون فيها الشخصية البديلة هي المسيطرة. وتنجم عن التعرّض للإجهاد، أو التذكير بصدمة ما، وفي كثير من الأحيان يخلق مرض تعدد الشخصيات حياة فوضوية ومشاكل في العلاقات الشخصية والعملية.
لمرض تعدد الشخصيات العديد من الأعراض النفسية مماثلة لتلك الناجمة عن الاضطرابات النفسية الأخرى، بما في ذلك: تغيير مستويات الأداء. وصداع شديد أو ألم في أجزاء أخرى من الجسم. وتبدد الشخصية (الشعور بالانفصال عن أفكار المرء ومشاعره وجسده). والغربة عن الواقع (الشعور بأنَّ البيئة المحيطة غريبة أو غير واقعية). والاكتئاب أو تقلب المزاج. والشعور بالقلق. واضطرابات الأكل والنوم. وفقدان الذاكرة أو الشعور بتشوه الوقت. والهلوسة (تصورات خاطئة أو تجارب حسية، مثل سماع أصوات).
هناك نقص عام في الإجماع على تشخيص وعلاج لإضطراب الشخصية التفارقية، والبحث على فعالية العلاج ركز بشكل رئيس على الطرق السريرية الموصوفة في دراسات الحالات. تعليمات العلاج بشكل عام تبقى بمرحلة الاقتراح، حتى المعالجين ذوي الخبرة العالية لديهم القليل من المرضى الذين وصلوا لهوية موحدة.
طرق العلاج الشائعة تتضمن خليط انتقائي من تقنيات العلاج النفسي، والتي تتضمن العلاج السلوكي المعرفي(CBT)، والعلاجات الموجهة للبصيرة، والعلاج السلوكي الجدلي، والعلاج بالتنويم المغناطيسي وإعادة المعالجة وإزالة التحسس لحركة العين.
يمكن ان تستعمل الأدوية للإضطرابات المرضية المصاحبة والتي تستهدف زوال الأعراض. الأفراد المصابين باضطراب الشخصية التفارقية يواجهون صعوبات غير اعتيادية في الثقة بالمعالج وتأخذ فترة طويلة لتشكيل توافق علاجي مريح. التواصل المنتظم (أسبوعياً أو كل أسبوعين) هو أكثر شيوعاً، والعلاج عادةً يستمر لسنوات ليس لأسابيع أو شهور.
النوم الصحي تم اقتراحه كخيار للعلاج، ولكن لم يجر اختباره. بشكل عام هناك القليل جداً من التجارب السريرية على علاج اضطراب الشخصية التفارقية.