وداد إبراهيم
المتحف كما عرَّفته الموسوعة العربية، “دار لحفظ الآثار القديمة، والتحف النادرة، وروائع المنحوتات اللوحات الفنية، وكل ما يتصل بالتراث الحضاري، وقد يضم المتحف أعمالاً علمية أو أعمالاً فنية، ومعلومات عن التاريخ والتقنية”، ولأننا نمتلك موروثا فنيا وثقافيا ثرا، كانت فكرة انشاء متحف يضم الموروث الفني الدرامي والاذاعي.
تقول مينا امير الحلو مديرة مشروع متحف الاعلام العراقي “فكرة تأسيس متحف للإعلام طرحت قبل ثلاث سنوات على ان يتضمن كل ما قدم في الإذاعة والتلفزيون والصحافة من برامج ومسلسلات، وصار الاتفاق مع مجموعة (الق بغداد وصندوق تمكين رابطة المصارف ) على ان يكون المتحف في بناية معهد التدريب الإذاعي التابعة لشبكة الاعلام العراقي، وهي بناية مهجورة منذ عام 2003 لذا بدأ المشروع بتأهيل البناية لتكون متحفا متطورا يتضمن ثلاث قاعات، قاعة خاصة للدراما العراقية والتمثيليات واخرى للإذاعة والثالثة للصحف والمجلات العراقية، والتوثيق سيكون منذ اول صحيفة وأول عمل درامي وإذاعي، باعتماد فاترينات فيها عرض مصغر، مثلا بالنسبة للصحافة يستطيع الزائر ان يطلع على اسم الصحيفة او المجلة ورئيس التحرير وتاريخ اصدار اول عدد منها وهكذا بالنسبة للدراما العراقية والإذاعة.
وتابعت: سيكون هناك تأطير للأحداث الفنية المهمة مثلا الجوائز والمهرجانات الفنية (بابل وقرطاج) وغيرها، اما الطابق الثاني من البناية فيضم استوديو كامل للبرامج العراقية التي أحبها الناس مثلا برنامج (الرياضة في أسبوع) وسيكون فيه صوت يشرح تفاصيل البرنامج الذي بدأ عام 1964 وتوقف عام 1963 وتم انجاز استوديو يشبه السابق بكل تفاصيله.
واضافت: “تم الاتفاق مع المذيعة الرائدة امل المدرس بأن يكون الترحيب والتعريف بالمتحف وقاعاته بصوتها، لما لها من وقع وبصمة ناصعة ومحببة لدى الجمهور العراقي.
اما عن المصاعب التي واجهت تأسيس المتحف فقالت الحلو: الصعوبات تمثلت بان الكثير من المجلات والصحف لم اجد لها اثر في دار الكتب والوثائق، وهناك مجلات ظهرت وأغلقت ولم اعثر حتى الان على العدد الأول منها إضافة الى ان نقل الأجهزة من كاميرات وأجهزة التسجيل الإذاعي والتي تعد أجهزة نادرة جدا بأعدادها الكثيرة لم يكن سهلا، اذ احتاج الى موافقات رسمية علما ان العمل بها قد توقف منذ عشرات السنين وتعد توثيقا ملموسا للدراما والتمثيليات العراقية وكيف صورت، فاعتمدت على خبير في الأجهزة التلفزيونية والاذاعية ليضع لنا تفاصيل كل جهاز وهذا أيضا عمل شاق وكبير.
ووجهت دعوة الى الفنانين ممن ارشفوا أعمالهم، ان يقدم نسخة منها للمتحف او لمن يمتلك جهاز تلفزيون قديم او كاميرا تصوير قديمة او راديو او من يستطيع ان يتبرع للمتحف، “لأننا سنضع اسم المتبرع على الجهاز الذي يتبرع به ويمنح كتاب شكر من المتحف، وتقرر ان يكون هناك ما يسمى بالسجل الذهبي لمن يمتلك ارشيفا كاملا لأعماله الفنية مثلما حدث مع الكاتب صباح عطوان الذي زودنا بسجل كامل عن كل اعماله”.
علياء المالكي معاون مدير المتحف قالت: من الضروري ان يلتفت الكل لهذا المتحف بما فيهم الدولة والفنان والإعلامي، فقد اكتشفنا ان الفنان العراقي لا يحتفظ بأرشيفه الفني وهذه احدى المعاناة وليس لدينا ذاكرة إعلامية، ولم تكن هناك ارشفة للأعمال الدرامية، قد تكون الصراعات هي السبب في اهمال الأرشيف او ضياعه او سرقته، هناك مقتنيين لأجهزة فنية او صور اعمال لكن التواصل مع هؤلاء صعب، والمتحف حتى الان بحاجة الى دعم كبير من الجميع، لأننا نريده ان يضاهي المتاحف العالمية ان لم يكن افضل منها.