افتتحت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية، والسفيرة أنا ميلينا مونيوس سفيرة كولومبيا لدى مصر، معرض البورتريه الكاريكاتيري “محفوظ يلتقي ماركيز”، وذلك بمتحف محمود مختار، بحضور عدد كبير من سفراء دول أميركا اللاتينية من بينهم سفير كل من الأرجنتين وبيرو وبنما، ونخبة من الفنانين والإعلاميين ومحبي محفوظ وماركيز.
وصرحت الدكتورة إيناس عبدالدايم؛ أن وزارة الثقافة قررت أن تحتفي هذا العام بذكري ميلاد الكاتب الكبير نجيب محفوظ بعدد من الفعاليات الثقافية المختلفة التي تسلط الضوء على حياته وإبداعاته، ومن بين هذه الفعاليات معرض للبورتريه الكاريكاتيري والذي اقيم فى إطار مبادرة” علاقات ثقافية”، والتي تسعى لتحقيق مزيد من التواصل الثقافي بين مصر ودول العالم المختلفة، ونجحت في أن تحقق حراكًا ثقافيًا دوليًا في مصر رغم كل القيود الدولية المفروضة على حركة التبادل الثقافي، وقدمت نموذجًا مختلفًا لقدرة الإبداع والابتكار لتجاوز القيود المفروضة على التواصل الثقافي الدولي، وأضافت أن فكرة المعرض مستلهمة من إحدى أمنيات الراحل نجيب محفوظ التي رواها للكاتب الكبير محمد سلماوي؛ وهي أن يلتقي مع جابرييل غارسيا ماركيز الكاتب والروائي الكولومبي، والحائز أيضًا على جائزة نوبل .
أقيم المعرض بالتعاون بين قطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة الدكتورة سعاد شوقي، وقطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور، وسفارة كولومبيا بالقاهرة، والجمعية المصرية للكاريكاتير برئاسة الفنان جمعة فرحات، وقام بتنسيق معروضاته الفنان فوزي مرسي، وضم 110 عملاً كاريكاتيريًا لنحو 95 فنانا من عدة دول؛ من بينها مصر، كولومبيا، المكسيك، كوبا، البرازيل، كوستاريكا، بيرو، أورجواي، إسبانيا، الهند، الصين، إندونيسيا، وروسيا، وغيرها.
يشار إلى أن الكاتبين محفوظ وماركيز لم يلتقيا أبدا وان كانا قد تبادلا الرسائل مرتين، الأولى عام 1994عند تعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال حيث تلقى خطاباً شخصياً من جابرييل جارسيا ماركيز من صفحتين كتبهما بخط يده باللغة الإسبانية، تضمن تهنئة لمحفوظ وللأدب العربى على نجاته، قائلاً إن أشعة الشمس تنتصر دائماً على السحب مهما كانت داكنة أو محملة بالأمطار، وتحدث ماركيز في الخطاب عن تأثير محفوظ على الآداب العالمية وحثه على استمرار عطائه تحت كل الظروف.
أما المناسبة الثانية فجاءت بعد ذلك بعشر سنوات عندما أرسل محفوظ لمركيز خطاب شخصياً حثه فيه على أن يكتب في جميع الأحوال، فالكاتب يجب ألا يترك القلم، وتحدث إليه كما يتحدث المرء لصديق مقرب أو لشقيق، قائلاً له: يجب ألا يكون لديك شيء تكتبه حتى تمسك بالقلم، أمسك بالقلم في جميع الأحوال واكتب، وكان ماركيز يمر هو الآخر في المناسبة الثانية بمحنة شخصية، وكان يتردد في الأوساط الأدبية آنذاك أنه فقد القدرة على الكتابة، وأنه لم يعد قادراً على مواصلة عطائه الأدبي، كما أشار لذلك الكاتب محمد سلماوي في الكثير من كتابته عن نجيب محفوظ.
*عن ميدل أيست أون لاين