الشاعر الذي يكتب ويطبع ويصدر الدواوين الكثيرة ليس بالضرورة شاعر جيد

محمد أحمد فارس :

حاوره / عمر اواره

الشاعر محمد أحمد فارس شاعر وصحفي عراقي من مواليد مدينة امرلي العراقية 1973 ، دخل عالم الشعر والأدب منذ نعومة أصابعه ومازال مستمرا في تقديم عطاءاته الأدبية ، فهو عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وعضو مؤسس منتدى أمرلي الأدبي ورئيس ومؤسس منتدى مسار آخر للتنوير والإصلاح، له العديد من الإصدارات الأدبية والفنية منها (افيق في وجهك حلما ورغبة في عراء الياقوت) ، التقينا به وكان هذا الحوار:

ـ ما هي مقاييس القصيدة الناجحة ؟ ومن برأيك الحكم الحقيقيّ لنجاح القصيدة؟

 ـ مقاييس القصيدة الناجحة برأيي كثيرة ، لعل أهمها ان تكون القصيدة عميقة في فكرتها وأسلوبها وصورها وتجربتها،  ان تلامس وجدان المتلقي،  ان تنحاز للإبداع والدهشة وحركة المفارقة،  اي ان تكون مكتنزة باللغة العالية والرؤية الفنية المتولدة من صلب الحداثة ، ان تكون صورة من الم الشاعر وبياض ضميره،  والحكم الحقيقي لنجاح القصيدة يقينا هو المتلقي،  جمهور الشعر من النخبة .

ـ هل توافق على مقولة إنّ إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولًا وأخيرًا؟

ـ الغزارة ليس دليلا على الإبداع،  الشاعر الذي يكتب ويطبع ويصدر الدواوين الكثيرة ليس بالضرورة شاعر جيد ، أو مبدع كبير ، مع غياب الرقابة وانتشار المطابع أصبحت ظاهرة طبع الكتب امرا مزعجا حيث دخل الوسط الادبي الكثير من الطارئين الذين يحملون هوية اتحاد الادباء وما هم بأدباء، أنا أؤمن ان النص الكبير هو الذي يبقى ويعيش اطول عمرا من كاتبه،  أصالة وقوة الشعر ليس في انتشاره وكميته،  وإنما في حيويته،  وتأثيره وتفاعل الجمهور معه ، إثبات الذات لأي شاعر هو في بقاء قصيدته حية ، خالدة ، شاحنة للذاكرة والوجدان .

ـ أيّ أنواع الأدب يستحوذ على اهتمامك بعد الشّعر طبعًا، ولماذا؟

ـ أنا اقرأ الرواية ، لدي ولع بقراءة الرواية وكذلك القصة ، اعتقد ان الرواية تمنح الشاعر فسحة من شحذ التفكير ، والتأمل،  والاقتراب من شلالات الخيال ، تمنحه ثروة لغوية ، اقرا ماركيز وساراماكو وبارغاس يوسا وعلي بدر وخالد حسيني واورهان باموك،  الرواية المحطة التي أجد فيها لذة استثنائية فيها بعد الشعر .

ـ أيّ أصناف الشّعر الأقرب الى روحك؟

ـ انا شاعر قصيدة نثر ، معجون بهذه القصيدة ، ومتورط بها ، واعتبرها طائفتي ومعتقدي،  هي اجمل هدايا الحداثة للإنسان ، كونها تجمع الشعر والفلسفة والجمال في سلة واحدة،  أو على طاولة واحدة .

ـ هل كان لشاعر ما تأثيره عليك، وعلى نهجك في مسيرتك الشعريّة؟

ـ بالتأكيد لا يوجد شاعر الا وقد تأثر أو وقع تحت تأثير شاعر ما، أنا صراحة تأثرت في بدايات تجربتي الإبداعية بالشاعر محمود درويش ولا زلت أرى فيه البوصلة والقدوة ، درويش شاعر قضية وأرى في قصائده وتجربته ذخيرة لبناء نفسي كانسان،  وتجربتي كشاعر .

 ـ من هو الشّاعر النّاجح من وجهة نظرك؟

ـ الشاعر الناجح هو الشاعر الذي يجعل من شعره قضية إنسانية،  هو الذي يكتب من أجل الإنسان وحريته وكرامته،  ويجعل من كل قصيدة من قصائده موقفا،  هو الذي يحمل رسالة لكل العالم ، رسالة جمال ومحبة وسلام .

ـ ما مكان المرأة ومكانتها في أشعارك؟

ـ المرأة تشكل جزءا أساسيا وحيويا من تجربتي،  علاقتي مع المرأة مثل علاقة المطر والشتاء،  علاقة الفلاح بارضه،  والمناضل مع بندقيته،  المرأة بالنسبة لي قضية مركزية، اناضل من أجل حريتها،  أغازلها كثيرا ، ولولا النساء لم تكن القصيدة ، ولا حملت قلوبنا هذا المقدار العظيم من الحب.

ـ كلمة تحبّ توجيهها إلى القرّاء ؟

ـ اقول للقراء ، ان الشعر سيبقى مدافعا عن الإنسان،  ومكملا له في مواجهة الحياة،  في محاربة القبح بكافة أشكاله،  واتمنى لهم السعادة والسداد،  والحب والأمل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة