تركيا تسخر «جماعات ضغط» تقربها من إسرائيل لتأمين «مصالحة زائفة»

اعلام إسرائيلي:

متابعة ـ الصباح الجديد :

حذرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية مما وصفته بـ»مصالحة زائفة» تسعى إليها تركيا مع إسرائيل، وتهدف لعزل الأخيرة وتخريب علاقاتها الجيدة باليونان والإمارات.
وقال سيث فرانتزمان محلل شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة إن أنقرة عملت بشكل وثيق مع جماعات ضغط غربية وخبراء، لمحاولة إقناع الحكومة الإسرائيلية بأن أنقرة تريد صفحة جديدة في العلاقات «لكن تركيا ترفض التغيير، وتريد فقط تعكير صفو المياه بين إسرائيل وشركاءها في المنطقة».
وأوضح أن هذا الترسيخ بدأ في صحيفة «إسرائيل اليوم» التي تفترض أنقرة أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وغير من السياسيين الحاكمين يقرأوها.
وذكر أنه بين الخامس والسادس من ديسمبر، ظهرت مقالات بالعبرية ثم الإنجليزية في الصحيفة تشير إلى أن تركيا تريد المصالحة مع إسرائيل، «بعد عشرة أعوام على استضافة نظام أنقرة، المعادي لإسرائيل، حركة حماس، ومقارنة إسرائيل بالنازيين».
وبحسب فرانتزمان، فإن «المصالحة» ستشمل «حصول تركيا على كل ما تريده، وتدمير علاقات إسرائيل مع اليونان وقبرص، وخاصة صفقة خط أنابيب الغاز التي وقعتها إسرائيل مع هذين البلدين هذا العام».
وتابع «لذا فإن المصالحة ستعني خسارة إسرائيل لحلفائها، ومواصلة استضافة تركيا لإرهابيي حماس، ووصف إسرائيل بأنها دولة نازية».

«مصالح مشتركة»
كما قال إن تركيا عززت هذه الرواية عبر موقع «المونيتور» الذي نشر في 30 نوفمبر مقالا يزعم فيه أن هناك مصالح مشتركة بين إسرائيل وتركيا بشأن إيران والقوقاز.
وفي هذا الإطار، أشارت جيروزاليم بوست إلى التقارب التركي – الإيراني، وقالت: «مع إيران تدعم تركيا حماس، وتتعهد بتحرير القدس».
تواصل تركيا مراقبتها لوقف إطلاق النار في جيب ناغورنو قره باغ الجبلي، بعد التوصل إليه بوساطة روسية منفردة لإنهاء أسوأ قتال منذ عقود بين أذربيجان وأرمينيا، وهما جمهوريتان سوفيتيتان سابقتان، الأمر الذي وصفته صحيفة وول ستريت جورنال بأنه بـ»تنازل هام من الكرملين لأنقرة».
وتابعت الصحيفة «لا يوجد دليل على أن لإسرائيل وتركيا أي مصالح مشتركة بشأن إيران. لكن المقال زعم اتصالات سرية بين تركيا وإسرائيل».
ووفقا لمحلل شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة، لا يوجد أي دليل على هذه الاتصالات المزعومة «السرية»، باستثناء تسريب تركيا عن قصد لهذا الأمر ليبدو أن إسرائيل مستعدة لتنفيذ أوامر أنقرة، على حد قوله.
ومضى يقول: «هذا هو نفس النظام التركي الذي قال القدس لنا، وكثيرا ما يهاجم إسرائيل. لم يقل النظام قط أي شيء إيجابي عن إسرائيل في العقد الماضي».

«غاز المتوسط»
وانتقد فرانتزمان الأسلوب التركي، قائلا: «إذا كان الأمر سرا، فلماذا تتحدث تركيا كثيرا عنه للصحفيين؟».
وأكد أن جماعات الضغط، التي تعمل نيابة عن أنقرة، دفعت بهذه الرواية، «مصحوبة بخرائط مصنوعة في تركيا ومنشورة في وسائل إعلام ومراكز فكرية إسرائيلية».
وقال إن الخرائط أظهرت أن تركيا تسيطر على مياه بالبحر المتوسط قبالة قبرص، وربما تقطع جزءا من المنطقة الاقتصادية الخالصة لإسرائيل.
وعلق على ذلك بقوله إن هذه المصالحة ستكون مقابل التنازل عن سنوات من العمل الإسرائيلي في تطوير غاز المتوسط بالتعاون مع قبرص واليونان ومصر.
ولفت إلى أن عمل إسرائيل مع اليونان يرتبط أيضا بالتطبيع مع الإمارات، التي تنظر إلى تركيا باعتبارها خصما إقليميا لها.
واجتمعت دول بشرق المتوسط في يناير 2019، واتفقت على إنشاء «منتدى غاز شرق المتوسط»، على أن يكون مقره القاهرة.
ويضم المنتدى مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية، من دون أن توجه الدعوة لتركيا التي كانت لتوها وقعت اتفاقية مع ليبيا لترسيم الحدود البحرية، الأمر الذي قوبل بإدانة من اليونان وقبرص ومصر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة