تابع الشارع الرياضي العراقي نتائج انتخابات اللجنة الأولمبية العراقية والمفاجأة التي حدثتْ باقصاء الرئيس رعد حمودي وفوز الأمين المالي السابق سرمد عبدالاله مع ترميمات جديدة في المناصب التي اسفرت عنها الانتخابات الأولمبية مؤخراً. للأسف، مازالت الرياضة العراقية تعيش الفقر المدقع في الانجازات على صعيد الألعاب الفردية والجماعية مع محاولات خجولة هنا وهناك ويبقى الاخفاق الأبرز غياب علم العراق عن منصات التتويج في الألعاب الأولمبية وتبقى الميدالية اليتيمة لعبدالواحد عزيز في ارشيف الرياضة الأولمبية وذاكرة العراقيين لا تجاريها ميدالية جديدة من أي لون والتي يتطلع العراقيون لهذه اللحظة التاريخية التي تحققها دول بامكانات أقلّ من العراق مالياً وتاريخياً.
عاشتْ اللجنة الأولمبية مثل بقية المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المدعومة من الدولة ايام الميزانيات المالية الانفجارية ولم تأتِ هذه الأموال بشيء يذكر مجرد معسكرات وسفرات ومشاركات لم تتعد حدود المشاركات الشرفية.
لا يخفى على أحد ان دور اللجنة الأولمبية مهم في رسم سياسة الحركة الرياضية ودعم ومتابعة الاتحادات ومراقبة المال العام والمساهمة في صناعة الانجاز الذي للأسف احتاج لاعجاز ولم يبصر النور في خزائن واروقة الاتحادات ولم تتزين صدور رياضيينا بميداليات على المستوى الاولمبي، العالمي، ومازالت الألعاب الجماعية غائبة كلياً عن المنافسة آسيوياً واكتفينا بالمسابقات العربية والدولية وغرب آسيا. في الوقت نفسه، طوال السنوات العجاف المنصرمة لم نعرف ولم نطلع على الأسباب الحقيقية لابتعاد الرياضة العراقية عن تحقيق الألقاب الآسيوية والتأهل للأولمبياد ولكأس العالم الخاصّة بالالعاب الجماعية مثل كرة السلة، الكرة الطائرة، كرة اليد وغيرها، وان تعدد الأسباب سيفوق المعقول وغير المعقول.
سؤالي: هل ستشهد اللجنة الأولمبية بالادارة الجديدة تغييراً في العمل الإداري والتنظيمي؟ وهل ستبحث الإدارة المنتخبة على أساليب وخطط للنهوض بواقع الألعاب؟ وما الاسباب الحقيقية لغياب الانجازات طوال السنوات المنصرمة؟ وهل ستعيش الأولمبية والرياضة العراقية حقبة التغيير في مختلف مفاصلها؟
أخيراً، لا يولي الشارع الرياضي أهمية للمشكلات التي ترافق العمل الإداري بقدر اهتمامه ومتابعته في المقام الأوَّل للعمل الحقيقي الذي يرتقي بالواقع الرياضي المتراجع وان محاولة التغيير التي طرأت على الاتحادات والأولمبية يجب ان تعود بالفائدة على الرياضة العراقية ونحن على اعتاب 2021 نريد تغيير في العمل الإداري وليس فقط في الوجوه والأشكال والمسميات. نتمنّى ان لا تكون الاخفاقات مصاحبة للادارات الجديدة وان يحالفنا ويحالفها الحظ والتوفيق ونرى الانجازات وعودة الرياضة العراقية بقوَّة للمنافسة والحضور الحقيقي في المسابقات العالمية والطموح للحصول على الميداليات والألقاب وليس هذا الشيء بالصعب طالما توجد الارادة والعمل والنية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية الضيقة التي قتلت في داخلنا الأمل منذ السنوات العجاف.
أحمد عبدالكريم حميد