بالصراحة نكسب انفسنا ولو خسرنا بعض الاشخاص

احلام يوسف
الكثير من الناس عندما يتحدثون عن انفسهم يقولون ان الصراحة اهم ما يميزهم وقد خسروا بسببها الكثير من الاصدقاء وحتى بعض الافراد من الاقارب، لكن هل فعلا هناك هذا العدد الكبير من الاشخاص الصريحين؟ السنا من الشعوب المجاملة الى حد بعيد ربما يصل في كثير من الاحيان حد النفاق الاجتماعي ولأسباب عديدة.
بعيدا عن الفرق بين الصراحة والوقاحة وبين المجاملة والنفاق، سألنا عددا من الاشخاص فيما لو تعرضوا الى موقف معين اجبرهم على ان يكونوا صريحين وواضحين وان كنوا خسروا جراء هذا، صديقا او قريبا!
عبد الرحمن الموسوي يقول: “علمني ابي مذ كنت صغيرا ان اكون صريحا، وواضحا، وكان يؤكد لي ان الشخص المحب والذكي والعارف لغايتك سيحترم صراحتك ويتمسك بك اكثر، اما الشخص الذي اعتاد النفاق والكذب فلن تعجبه صراحتك ووضوحك ومثله خسارته مكسب. عملت بنصيحته ووجدتها اعظم ما يمكن ان نتعلمه. اليوم لدي عدد كبير من الاصدقاء الذين احترمهم ويحترموني، وكلهم رائعين واعدهم اخوتي، فقد تمسكوا بعلاقتهم بي برغم اني كنت في بعض الاحيان اتصرف بوقاحة لاني اصدمهم بالحقيقة من دون اي مفردة تهونها”.
اما مثال السراي فقد خسر العديد من اصدقائه للسبب نفسه، الصراحة اذ قال: “للأسف هناك اشخاص يفضلون العيش بكذبة ويحبون من يخدعهم حتى وان كانوا يدركون خديعتهم له المهم انها لا تصدمه ولا تمنعه من فعل ما يريد. عدد من الاصدقاء انقطعت علاقتي بهم بسبب اني كنت انصحهم بفعل او عدم فعل شيء معين، مع اني اتحدث لصالحهم، لكنهم لم يفهموا غايتي وبعضهم ظن اني احاول التقليل من شأنه ومن طريقته بالتفكير. المهم اني اليوم اشعر بالندم احيانا لاني كنت صريحا معهم، فيبدو ان هذا الزمن زمن نفاق ومجاملات فارغة”.
مع ان الموضوع لا يتعلق بزمن، والدليل ما ذكره عبد الرحمن الموسوي، لكن يبقى لكل منا رأيه ووجهة نظره التي يبنيها على اساس تجاربه الشخصية.
بثينة عبد الرزاق تحدثت عن موقف حصل معها وخسرت بسببه صديقة مقربة وقالت: “آسفة لبعض العقول التي لا تفكر ابعد من انفها، كانت لدي صديقة مقربة، احبها جدا لدرجة اني قطعت علاقتي مع احداهن لانها لم تكن تحبها، وبسبب انها كانت دائمة السؤال ما رايك بي وما رايك بما فعلته، فكانت هي من يطلب الرأي وكنت بحكم الصداقة والعلاقة التي افترضتُ انها تجاوزت موضوع المجاملة كنت اصارحها برأيي وكانت دائما تنتفض ويزعجها رأيي”.
وتابعت: “في احدى المرات اخبرتها اني لن اجيب الا اذا وعدتني بتقبل صراحتي ووافقت، فصارحتها بكل ما اريد وقلت في نفسي سيكون الموقف اليوم مفترق طرق اما ان تتقبل الامر او لا وساعتها لن استمر بعلاقتي معها لأني اجد مثلها اناس كاذبون وغير واضحين وانا اخاف امثالها، وبالفعل غضبت بشدة ووصل الامر الى كيل من الاتهامات طالتني منها فاخترت ان انسحب من علاقتي بها اخسرها لأني بالفعل وجدت في هذا مكسب، لأنها لم تثق بي مثلما فعلت، ولم تحبني بالقدر نفسه”.
عشتار مشني الباحثة بعلم النفس اختصرت الأمر بقولها: “لا يمكن ان نختصر موضوع الصراحة بجملة او حتى صفحة كاملة في جريدة، لكن هناك نقطة اساسية علينا ان ننتبه اليها، ان الحديث الصريح مع الصديق يختلف عنه مع القريب ويختلف عنه مع من هم اكبر سنا او اصغر، ويختلف عندما يكون المقابل احد الوالدين، فأخي يمكن ان اخبره انه مخطئ لكن من هو اكبر مني سنا او امي او ابي لا يمكن ان اقولها حرفيا لكن يمكن ان المح بطريقة غير مباشرة، هنا انا كنت صريحة لكن بحدود، وهذا امر مهم كي يتقبل الاخر صراحتنا ولا يعدها وقاحة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة