احلامك في متناول يدك فلا تضيعها بالخوف

احلام يوسف

كل منا لديه احلام، مذ اول لحظة نعي فيها ما حولنا ويدهشنا كل ما يحصل، وتظل الاحلام تكبر وتتعقد وتتنوع، بعضنا استطاع بمجهوده مع قليل من الحظ تحقيق الكثير منها، والبعض الاخر الكسول حصرا لم يحقق أيا منها.

الخوف اول عقبة تصادفنا في طريق تحقيق احلامنا، الخوف من الفشل من الخطورة من الكثير من الاشياء، لكن لو اننا علمنا ان هناك يوما واحدا بقي لنا في هذه الحياة، لأي سبب كان، ربما نيزكا متوجها الى الكرة الارضية وسيحيلها الى ذرات تسبح في الكون، هل ستبقى حالة التردد ملازمة لنا ام اننا سننفذ كل ما يخطر ببالنا في تلك اللحظة من دون تفكير او خوف او قلق من نتيجته وسنسعى لاستثمار كل لحظة من اجل تحقيق بعض مما نرغب؟

مجموعة من الاشخاص ومن شتى الاعمار طرحنا عليهم هذا الموضوع فتنوعت قراراتهم ما بين البسيط جدا والمعقد جدا:

بان عبد الله “51 عاما” تحدثت وكان الوجع واضح على نبرة صوتها عن حياتها الزوجية التي اجبرت على تقبلها اكثر من عشرين عاما والتي لم تجد يوما حلوا فيها وقالت: انا اسمع ان الحياة فيها الحلو والمر والحلو اما ان ياتينا في النصف الاول من حياتنا او النصف الثاني لكني للأسف لم احظى بيوم واحد حلو، منذ كنت اعيش في بيت اهلي ومن ثم انتقالي الى بيت الزوجية، لذلك فأول شيء سأفعله، ترك حياتي بكل ما فيها وبكل من فيها واسافر الى اي بلد، استمتع واعوض في هذا اليوم كل ما عانيته من الم وقهر وخيبات.

اقترحنا على بان ان تحاول من اليوم التحدث الى زوجها ومصارحته بكل ما يزعجها ويحزنها لأنها خطوة يمكن ان تفضي الى تغيير ايجابي ويكون امامها حياة كاملة افضل وليس يوم واحد.

علي حسن فالح “44 عاما” قال: سأركض الى زميلة لي بالدراسة قبل اعوام والتي احببتها جدا لكني لم اجرؤ على الاعتراف لها بحبي، ولا ادري حتى ما الذي حصل معها خلال كل تلك السنين، لكني سأزورها واخبرها بما كنت اشعر به تجاهها، فبرغم اني تزوجت واحب زوجتي واعيش حياتي بشكل جيد والحمد لله، لكن لا ادري لم ظل هذا الموضوع يأخذ مساحة من تفكيري، ولم استطع التخلص من لوم نفسي على الخوف والتردد الذي منعني من مصارحتها.

يوسف كمال “24 عاما” ضحك وصاحبت ضحكته مسحة حزن وقال: سأصدقك القول باني اتمنى ان تنتهي الحياة على الارض، قد تبدو انانية مني لكن هذا ما اشعر به، فلم نعش نحن الشباب يوما واحدا مثلما يعيش شباب العالم، نحن لا نعيش حياتنا بالفعل، لكننا مجبرين عليها. لا ادري ان بقي يوما واحدا في حياة الارض قد افكر بالسفر والسباحة في البحر طوال اليوم الى ان تنتهي الحياة، فالبحر اشعر انه ليس مجرد ماء يمكن السباحة فيه بل لديه القدرة على غسل الهم والقلق، ومنحنا السكينة والاسترخاء.

الكثير من الاحلام التي نود تحقيقها واغلبها احلام بسيطة وتحقيقها ليس صعبا بل يحتاج الى قرار واصرار على تنفيذه. اسع لتحقيق احلامك في الاقل البسيطة منها، سافر، افصح عن مشاعرك لمن تحب ولمن لديك مشكلة معه، فقد تكون بداية لخلق علاقة جديدة افضل، ان كنت تود القيام بأمر طفولي لا تتردد، فاجمل ما يمكن ان يحدث لك تحرير الطفل بداخلك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة