يتعهدون بإجراء انتخابات عامة
متابعة ــ الصباح الجديد :
دفعت الظروف السياسية المعقدة التي عاشتها مالي زمرة من العسكريين إلى الأخذ بزمام المبادرة والانقلاب على السلطة الحاكمة التي دفع أداؤها الشارع إلى ميادين التظاهر والاعتصام، داعيا إلى التخلص منها بعد أشهر من الاحتقان الذي ضاعف معاناة البلاد.
وأعلن امس الأربعاء الكولونيل إسماعيل واغي الناطق باسم قادة الانقلاب العسكري في مالي، تشكيل “لجنة وطنية لإنقاذ الشعب” متعهدا بإجراء انتخابات عامة في البلاد بعد القيام “بانتقال سياسي مدني خلال مهلة معقولة”.
ودعا واغي منظمات المجتمع المدني والحركات الاجتماعية والسياسية بالبلاد للانضمام إليهم لوضع خارطة طريق ترسي “أسس مالي جديدة”. وكان الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا قد أعلن استقالته وحل الحكومة والبرلمان قبل ذلك بنحو ثلاث ساعات في خطاب بثه التلفزيون الحكومي.
بعد أكثر من ثلاث ساعات على إعلان الرئيس المالي أبو بكر كيتا “قراره مغادرة منصبه” بعد يوم عصيان تحول إلى انقلاب عسكري، أعلن العسكريون الذين استولوا على السلطة في مالي امس الأربعاء على قناة التلفزيون العامة “أو أر تي إم” عن تشكيل “لجنة وطنية لإنقاذ الشعب”، مؤكدين أنهم يريدون القيام “بانتقال سياسي مدني” يفترض أن “يؤدي إلى انتخابات عامة” خلال “مهلة معقولة”.
وظهر رجال ببزات عسكرية على شاشة التلفزيون، وقال أحدهم مقدما نفسه على أنه الناطق باسم العسكريين الكولونيل إسماعيل واغي مساعد رئيس أركان سلاح الجو “نحن، قواتنا الوطنية المجتمعة داخل اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب، قررنا تحمل مسؤولياتنا أمام الشعب وأمام التاريخ”. وأضاف أن “بلادنا تغرق يوما بعد يوم في الفوضى وعدم الاستقرار بسبب الرجال المكلفين مصيرها”.
ودان “المحسوبية السياسية” و”الإدارة العائلية لشؤون الدولة” وكذلك “سوء الإدارة والسرقة والحكم التسعفي”، وقضاء “منفصلا عن واقع المواطنين” و”تعليما وطنيا يتدهور” وكذلك المجازر بحق القرويين و”الإرهاب والتطرف”.
وتابع أن “المجتمع المدني والحركات الاجتماعية السياسية مدعوة للانضمام إلينا لنقوم معا بإيجاد أفضل الظروف لانتقال سياسي مدني يؤدي إلى انتخابات عامة تتمتع بالصدقية للممارسة الديمقراطية عبر خارطة طريق ترسي أسس مالي جديدة”. وطلب من المنظمات الدولية والإقليمية “مواكبتنا من أجل خير مالي”.
وأكد الكولونيل واغي أن بعثة ألأمم المتحدة “مينوسما وقوة برخان (الفرنسية لمكافحة الجهاديين) ومجموعة الدول الخمس لمنطقة الساحل وقوة ‘تاكوبا’ (تجمع لقوات خاصة أوروبية لمواكبة الماليين في المعارك)، تبقى شريكاتنا”. وأضاف أن “كل الاتفاقات الموقعة” ستحترم، مشددا على أن العسكريين “متمسكون بعملية الجزائر” اتفاق السلام الذي وقع في 2015 بين باماكو والمجموعات المسلحة المنتشرة في شمال البلاد.
وأكد إسماعيل واغي أيضا “لسنا متمسكين بالسلطة لكننا متمسكون باستقرار البلاد الذي سيسمح لنا بأن ننظم في مهل معقولة انتخابات عامة ليتاح لمالي الحصول على مؤسسات قوية”.
وفيما تنتظر الأقاليم الجنوبية في البلاد استقرار السلطة لدفع عجلة التنمية فيها، تزداد المخاوف في الشمال بعد سنوات من فشل المسار السياسي ما ضاعف معاناة السكان في إقليم أزواد الذي أصبح ساحة حرب بين الجيوش المتحالفة وبين فلول من الإرهابيين يقودهم تنظيمي داعش والقاعدة.
وحسب محللين، فإن الحل في مالي لن يكون سهلا إلا بإيجاد حكومات نزيهة تمثل جميع أطيف الشعب شمالا وجنوبا، وبتطبيق بنود السلام القاضية بتنمية الأقاليم الشمالية، ودفع عجلة التنمية المتراجعة في الجنوب، إضافة إلى محاربة الفساد الإداري والمالي الذين أفقدا مالي الاستفادة من المساعدات الدولية التي تتدفق عليها سنويا.