اجتماع أميركي روسي مرتقب في فيينا لبحث التسلح الفضائي

فرنسا تلتحق رسميا بالتنافس العسكري

متابعة ــ الصباح الجديد :

يُرتقب أن يعقد مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا اجتماعا في العاصمة النمساوية فيينا، الاثنين المقبل، لمناقشة احتمالات ممارسة أعمال عسكرية في الفضاء، وكيفية تنظيم ذلك، وفقا لما نقلت صحيفة “غارديان”.

ويأتي الاجتماع على خلفية مزاعم اختبار إطلاق صاروخي من قمر صناعي، قامت به روسيا مؤخرا.

وبحسب الصحيفة، فقد كان هناك اتفاق بين الحكومتين على عقد مباحثات “تبادل لأمن الفضاء” في يناير الماضي، إلا أن الاجتماع تأجل نتيجة لجائحة فيروس كورونا.

وكانت قيادة الفضاء الأميركية، قد صرحت يوم الخميس، بأن لديها أدلة تثبت اختبار روسيا لسلاح فضائي مضاد للأقمار الصناعية خلال الأسبوع الماضي.

وكشفت القيادة عن قمر صناعي روسي يدعى “كوزموس 2543″، تم اكتشافه أثناء تتبعه قمرا صناعيا أميركيا للتجسس، في وقت سابق من هذا العام، حيث أطلق القمر الصناعي الروسي نوعا من القذائف في المدار.

وقالت قيادة الفضاء في بيان إن لديها “دليلا على إجراء روسيا اختبارا غير مدمر باستخدام سلاح مضاد للأقمار الصناعية”.

وذكر الجنرال جون ريمون، قائد قيادة الفضاء الأميركية، في البيان، أن “نظام الأقمار الصناعية الروسية المستخدم لإجراء اختبار الأسلحة في المدار، هو نفس نظام الأقمار الصناعية الذي أثرنا مخاوف بشأنه في وقت سابق من هذا العام، عندما تحركت روسيا بالقرب من قمر صناعي تابع للحكومة الأميركية”.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعربت عن مخاوفها في عام 2018، ومرة أخرى هذا العام، بخصوص سلوكيات الأقمار الصناعية الروسية غير المتسقة مع مهمتها المعلنة، حيث أظهرت هذه الأقمار خصائص سلاح فضائي.

وقال كريستوفر فورد، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، “إن هذا الحدث يسلط الضوء على دعوة روسيا الزائفة، للحد من التسلح في الفضاء الخارجي، والتي تهدف موسكو من خلالها إلى تقييد قدرات الولايات المتحدة”.

واختتم ريموند البيان بقوله إن “الولايات المتحدة، بالتنسيق مع حلفائنا، مستعدة وملتزمة بردع العدوان والدفاع عن الأمة وحلفائنا، ومصالح الولايات المتحدة الحيوية من الأعمال العدائية في الفضاء”.

وتحدثت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي، في حوار مع صحيفة “لا بروفنس” اليومية، عن “العبور من نظرة إلى الفضاء على أنّه “ملكية مشتركة” في خدمة العلوم، إلى فضاء لا تزال القوى تتنافس ضمنه حول الهيمنة العالمية”.

وتؤكد تطورات الأيام الأخيرة ذلك إذ أرسلت الصين الخميس الماضي مسبارا إلى المريخ، وأرسلت الإمارات مؤخرا مسبارا يحمل اسم “الأمل” في أول مهمة فضائية عربية، وسترسل الولايات المتحدة مسبارا باسم “المريخ 2020” في 30 يوليو.

لكن طموحات البعض لا تقتصر على الاستكشاف. ففي مارس 2019، التحقت الهند بمجموعة صغيرة من الدول القادرة على إسقاط قمر صناعي في الفضاء باستعمال صاروخ.

ويذكر ذلك بحادث مماثل في 2017، حين حاول “قمر تجسسي” روسي يحمل اسم “لوش-أوليمب” الاقتراب من قمر صناعي عسكري فرنسي إيطالي يحمل اسم “أثينا-فيدوس”.

وقد ردت فرنسا. لكن قالت بارلي “نحن غير منخرطين بأي حال من الأحوال في سباق تسلح”، وأكدت تمسك فرنسا بـ”استعمال سلمي للفضاء”. مع ذلك، شددت الوزيرة أنه “من مسؤوليتي التيقن من تحديد التهديدات التي يحتمل أن يواجهها بلدنا”.

لذلك، ستتجهز فرنسا بأقمار صناعية تجري دوريات من أجل “رصد، تشخيص وتحديد مرتكبي هذا الصنف من المناورات غير الودية”. ستزود هذه الأقمار بكاميرات تصور على نطاق 360 درجة، و”أجهزة ليزر قوية” لصد وإبعاد “من يحاولون الاقتراب أكثر من اللازم”. وتحدث مصدر حكومي لوكالة فرانس برس العام الماضي عن تطوير “رشاشات قادرة على كسر الألواح الشمسية لأي قمر صناعي يحاول الاقتراب”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة