حفتر “يخنق” حكومة الوفاق اقتصاديا
متابعة ـ الصباح الجديد :
تتجه أنظار العالم إلى ليبيا التي يبدو أن جميع الأطراف فيها، تشحذ أسلحتها قبل معركة متوقعة في واحدة من أهم مناطقها الاستراتيجية، والتي تعتبرها مصر خطا أحمر ومعها المعسكر المؤيد للمشير خليفة حفتر، في المقابل لم توفر قوات حكومة الوفاق فرصة إلا وتنشر صورا للتعزيزات العسكرية تحضيرا لما بات يعرف بـ”المعركة الكبرى”.
وخلال مكالمة تليفونية جرت امس الاول الاثنين بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي واعلن عنها البيت الأبيض أكدا، ضرورة وقف التصعيد الفوري في ليبيا، بما في ذلك من خلال وقف إطلاق النار، والتقدم في المفاوضات الاقتصادية والسياسية.
وأعلنت الرئاسة المصرية في وقت سابق ، أنه تم التوافق بين الرئيسين علي تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا وعدم التصعيد تمهيدا للبدء في تفعيل الحوار والحلول السياسية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، أن السيسي استعرض موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه القضية الليبية، الهادف الي استعادة توازن أركان الدولة والحفاظ علي مؤسساتها الوطنية.
وأكد حرص مصر على منع المزيد من تدهور الأوضاع الأمنية، وذلك بتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي، لأنها لم تزد القضية إلا تعقيدا وتصعيدا، حتي باتت تداعيات الأزمة تؤثر على الأمن والاستقرار الاقليمي بأسره.
من ناحيته، أبدى الرئيس الأميركي تفهمه للانشغالات المتعلقة بالتداعيات السلبية للأزمة الليبية علي المنطقة، مشيدا بالجهود المصرية الحثيثة تجاه القضية الليبية، التي من شأنها أن تعزز من مسار العملية السياسية في ليبيا.
واعتبرت صحيفة جيروزالم بوست أن قوات الشرق الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، غيرت استراتيجيتها في معركتها ضد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، من حرب عسكرية إلى حرب اقتصادية، بعد “سلسلة الهزائم” التي مٌنيت بها على يد قوات الوفاق.
ويعتمد حفتر في الاستراتيجية الجديدة على الحصار النفطي بهدف قطع أي إمدادات عن حكومة الوفاق في طرابلس، فقواته تسيطر على حقول النفط شريان الحياة للاقتصاد الليبي، كما تسيطر على جزء كبير من الساحل الليبي، مما يمنع الناقلات من نقل النفط عبر البحر الأبيض المتوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاستراتيجية “البسيطة” قطعت المصدر الأساسي لإيرادات حكومة الوفاق، ودمرت الاقتصاد الليبي في الغرب، ويقدر البنك المركزي الخسارة بسبب هذه السياسات النفطية الجديدة بأكثر من 7 مليارات دولار.
وكانت ليبيا تنتج مليون برميل من النفط يوميًا قبل هذا الحصار بينما يبلغ الإنتاج الآن حوالي مائة ألف برميل.
وبحسب الصحيفة، إذا استمر الحصار فإن حكومة الوفاق الوطني ستواجه انهيارًا اقتصاديًا محتملًا، في تحول مفاجئ للأحداث.
وفي هذا الإطار، أشارت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط إلى أن الحرب الاقتصادية قد يكون لها أثر أكبر بكثير على الحكومة من الحملة العسكرية.
ويطالب حفتر بالمراجعة الدولية للبنك المركزي الليبي، ويعتقد أن الفحص سيكشف عن الفساد داخل الحكومة المعترف بها دوليًا، وأن “حكومة الوفاق وضعت أموال النفط في جيوبها، وسرقة المواطنين الليبيين”، بينما أكدت حكومة الوفاق أن طرابلس جاهزة للتدقيق والمحاسبة، مشيرة إلى أن مجلس النواب في الشرق هو من لديه ما يخفيه.
لا خيارات
وأضافت الصحيفة أن حفتر يعلم أن الحرب العسكرية ليست في صالحه حاليًا، وأن هناك عدة تقارير تفيد بأن طائرة حفتر الخاصة قامت برحلة إلى فنزويلا، لتبادل العملات مقابل الذهب، لأن الذهب بمثابة بوليصة تأمين في حال فرض عقوبات دولية على أصول حفتر .
وأشارت إلى أن هذه الخطوة تضع حفتر في موقف “صعب”، لأنه يبيع الذهب إلى فنزويلا خصم الولايات المتحدة، وأن مثل هذه الخطوة قد تجبر الولايات المتحدة على الوقف بجانب حكومة الوفاق رسميا، كما قد تعيد فرنسا لتقييم دعمها له.
وأكدت أنه إذا استمر حفتر في إزعاج حلفائه، فقد يكون هناك قائدا جديدا للجيش الوطني الليبي، مضيفا أن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، يقوم بجولة في أوروبا، لإظهار أن الجيش الوطني الليبي أكثر من مجرد حفتر.
وأفادت الصحيفة أن حكومة الوفاق ليس لديها خيارات كثيرة، فإذا لم يتوقف الحصار الاقتصادي، فسوف تعاني من حالة انهيار اقتصادي، مضيفة أن حفتر يخطط للاستمرار في حصاره لأنه يعلم أن حكومة الوفاق لن تتقدم إلى سرت، الخط الأحمر الذي أعلنت عنه مصر، تجنبا لحرب دولية على الأراضي الليبية.
ومع ذلك، فإن حكومة الوفاق الوطني ستحاول السيطرة على حقول النفط قبل أن تدخل في أي مفاوضات