جمعية البيئة والصحة العراقية تنظم مؤتمرها العلمي الثامن في جامعة لندن
السليمانية – عباس كاريزي:
نظمت جمعية البيئة والصحة العراقية في المملكة المتحدة مؤتمرا علميا تحت عنوان «معالجة وتدوير النفايات في العراق بين متطلبات حماية البيئة والصحة وفرص الاستثمار» الذي استمر لمدة يوم واحد في جامعة (UCL) في لندن بحضور أكاديميين وخبراء و باحثين عراقيين من المهتمين بشؤون و معالجة و تدوير النفايات و ممثلي الجمعيات العراقية في المملكة المتحدة ومشاركة اعضاء في مجلس النواب العراق وابناء الجالية العراقية من طلبة الدراسات العليا في بريطانيا.
افتتحت الدكتورة جيهان بابان رئيسة جمعية البيئة والصحة العراقية المؤتمر بالترحيب بالضيوف، والاشارة الى اهمية انعقاد المؤتمر والتأكيد على ضرورة الاخذ بالتوصيات التي يخرج بها، واشارت الى معضلة تراكم النفايات في العراق كنتيجة للنشاط البشري، الذي قالت ان له تبعات صحية خطيرة وتطرقت ايضاً الى المعوقات التي واجهتها الوزارات الاتحادية والحكومات المحلية في التعامل مع النفايات على الرغم من وجود تخصيصات مالية، أبرزها ضعف الإرادة في اتخاذ القرار وتدني الخبرات في طرق الإدارة وتشظي منظومة الحوكمة والسيطرة التي تضمن الجودة و النوعية وهشاشة البيئة الجاذبة للأستثمار، اضافة الى إشكالات اخرى مرتبطة بالفساد و هدر المال العام.
وأكدت ضرورة مراجعة التشريعات القانونية المتعلقة بالنفايات وتعزيز تطبيقها الفعال والتركيز على مشاريع القوانين التي قدمت للحكومة الاتحادية.
ثم القى الدكتور لطيف رشيد وزير الموارد المائية العراقي الأسبق، محاضرة بعنوان «ادارة واعادة تدوير النفايات في العراق، الاولوية للبيئة والصحة وتوفير فرص العمل الاستثماري» ، التي تطرق فيها الى مشكلة النفايات المائية ومياه الصرف الصحي في العراق، حيث أكد ان الماء هو اهم مصدر للحياة وان الخلل في معالجة مشكلات المياه في العراق لا يقتصر على نقص المعلومات او انعدام الخطط والبرامج العلمية التي قدمها عدد كبير من العلماء العراقيين من داخل البلد و خارجه والخبراء الاجانب كما انها ليست مشكلة علمية او فنية، وانما الخلل يكمن في الاداء و الادارة والتنفيذ وضعف دور السلطات التشريعية والتنفيذية.
واضاف في حديثه الذي تابعته الصباح الجديد، ان تلوث المياه له اثار خطيرة على تغيير خاصية ونوعية الحياة الطبيعية، ويحدث هذا التغيير على مصارد المياه المخزونة في العراق (بحيرات صناعية) والانهار وابار المياه وحتى مياه الامطار وتصبح غير صالحة للاستعمال والاستخدام البشري.
ولفت رشيد الى ان موارد المياه في العراق تعاني من مشكلات جمة مثل عدم وجود نظام صرف صحي مناسب او جيد، فضلاً عن عدم وجود نظام توزيع عصري لمياه الشرب ونقص في محطات تنقية وتحلية المياه ومعالجة وتصفية المجاري.
واشار الى ان هناك نوعين من التلوث الاول عضوي والثاني غير العضوي، لافتاً الى ان التلوث الصناعي من المصادر الرئيسة للتلوث، وهو يمثل نسبة كبيرة من التلوث الحاصل في مياه الخزانات ومياه الانهار، وحتى البحار، نظراً لان الصناعات المختلفة لها تاثير خطير على تلوث البيئة والمياه.
واشار الى، ان مياه الصرف الصحي والمجاري لديها نتائج خطيرة ومدمرة على عكرة المياه (نظافة المياه)، حيث يتم صب او توجيه معظم منافذ الصرف الصحي والمجاري نحو خزانات المياه والانهار، الذي له تأثير سلبي على المياه الجوفية ايضاً.
هذه سيكون لها اثار سلبية دائمة على نوعية المياه والموارد المائية حيث تشغل مياه الصرف الصحي المستخدمة في المطابخ والمصانع ودورات المياه ومحطات والوقود، وغيرها نسبة 90% من المياه والبقية تتكون من التربية والمواد الكيمياوية وفي بعض الاحيان هذه تحتوي على زيت كربوهيدرات وحوامض واشياء اخرى غير مقبولة.
وتناول في جانب اخر من محاضرته التلوثات الناتجة عن الزراعة والري، الذي قال انه ينتج جراء استخدام المواد الكيمياوية، في الاسمدة والمبيدات الحشرية، والمواد الكيمياوية الاخرى التي تستخدم كاسمدة للمنتوجات الزراعية.
مشيرا الى وجود انواع اخرى من التلوث منها العسكري، السائد في العراق الناجم عن التحركات العسكرية والقتال وفي بعض الاحيان، الذي استخدم فيه اليورانيوم المنضب والمواد الكيمياوية والتلوث الناجم عن تسرب الغاز والنفط، الذي يؤثر بنحو مباشر على المناطق القريبة من ابار النفط وخزانات الوقود، الذي قال انه يخلف اثاراً جسيمة على صحة الانسان ويؤدي الى تفشي امراض التيفوئيد والسرطان والكوليرا وامراض الجلد وخاصة بين الاطفال والفئات العمرية الاخرى.
ودعا الدكتور لطيف رشيد في ختام محاضرته الى اجراء مسح لتحديد الخطوات والبرامج التي يمكن توظيفها والاستفادة من بعض المشاريع قيد الانشاء، مثل مشروع الكرخ ومشروع شرق دجلة وبعض المشاريع الحكومية الاخرى.
واصدار بعض التشريعات المطلوبة عبر اشراك برامج عالمية لمعرفة التنقية والخبراء التقنيون للتشاور حول هذه الترشيعات.
وتخصيص الاموال المطلوبة لتحسين شبكات مياه الشرب والصرف الصحي والتعقيم، والتعاون بين العراق ودول الجوار بشأن تقاسم المياه لمكافحة التلوث.
يشار الى ان المؤتمر العلمي الثامن لجمعية البيئة والصحة العراقية في المملكة المتحدة خرج بالعديد من القرارات والتوصيات، التي طرحت من قبل خبراء واكاديميين وفنيين ومختصين، مشاركين في المؤتمر، تلخصت بالسعي لوضع مسألة تدوير و معالجة النفايات من أولويات الخطط البيئية في العراق وتعزيز دور وزارة البيئة وتزويدها بتخصيصات مالية وتشكيل هيئة وطنية لمراقبة البيئة العراقية.
ومعالجة ضعف الإدارة والحوكمة عبر تطوير الكفاءات الأدارية في ادارة المشاريع المتعلقة بالبيئة العراقية وتوفير البيئة القانونية والمالية لدعم مشاريع تدوير ومعالجة النفايات وخلق وسط جاذب للأستثمارات في مجال معالجة النفايات وتحويلها الى طاقة حرارية او كهربائية، وتحديث التشريعات القانونية المتعلقة بالنفايات و مياه المجاري في العراق بما يلائم و الطرق العصرية الحديثة في معالجتها.