-1-
السيد عبد الرزاق الحسني مؤلف كتاب (تاريخ الوزارات العراقية ) بأجزائه العشرة ، مؤرخ معروف ، وباحث كبير ذو شهرة واسعة .
لقد عمل في ميادين عديدة :
منها التعليم فقد عُيّن معلماً في المدرسة الاميرية عام 1920
ومنها الصحافة .
ومنها ميدان البحث والتأليف وقد تجاوزت مؤلفاته الثلاثين ، منها :
-تاريخ العراق السياسي الحديث في 3 أجزاء
-العراق في دوريْ الاحتلال والانتداب في مجلدين
-العراق قديما وحديثا
-الثورة العراقية الكبرى
وكتب أخرى …
راجع موسوعة أعلام وعلماء العراق ج1/ ص484
-2-
والسؤال الآن :
هل كانت له تجربتُه الشعرية الخاصة بِهِ الى جانب كتاباته المشهورة أم انه كان كاتباً فقط ؟
ومِثْلُ هذا السؤال ليس غريباً حيث أنَّ كثيراً من الكُتّاب المعاصرين له كانوا يمارسون تدبيج القوافي على نحو من الأنحاء ، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي الذي تبرز فيه العواطف المشبوهة ازاء الاهل والاحباب أم على المستوى الوطني العام .
-3-
ولم يكن بين يديّ من أوراقه ومذكراته ما أستطيع معه التوصل الى الجواب عن السؤال المذكور .
ولكنني وقفتُ على أبياتٍ له ذَكَرَها د. جودت القزويني في كتابه ( الروض الخميل) ج6 ص 157 قال عنها :
( هذه أبيات قالها في صباه سنة 1342 هـ – 1924 مستنهضاًالهمم ) ولم يذكر المصدر الذي اقتبس الأبيات منه .
-4-
والتأمل في قراءة الأبيات التي نظمها الراحل الحسني في عام 1924 يجعلنا نجد الشبه الشديد بين الأوضاع التي وصفها قبل قرن من الزمن تقريباً وبين أوضاعنا الراهنة،حتى لكأنَّ حالتنا اليوم هي تلك الحالة التي وصفها بالأمس ..!!
-5-
وسنورد الأبيات برمتها، ونترك لكم فرصة المقارنة بين الزمنيْن، ضارِعين اليه سبحانه أنْ يصون العراق واهله من كل سوء، وأنْ يجعله واحةَ الامن والازدهار والاستقرار
قال الحسني :
صبّتْ علينا جورها الأيامُ
فإلامَ تغصبُ حقّنا الأقوامُ
مالي أراكم خاضعين لغيركم
وبلادُكُم ما بينهم أفسامُ
يا قوم يكفي ما نلاقي من أذىً
فالناسُ قد نهضتْ ونحنُ نيامُ
ولقد تمزّق شملكم فكأنكم
بعد التآلف والوئامِ سوامُ
يا حاديا عرّجْ بهم نحو العلى
جهلوا الطريق وما لهُمْ إلمامُ
أين الذي عهدتُهم أسد الثرى
تجثوا الأنامُ تضرعاً انْ قاموا
فالى المعالي والعوالي فانهضوا
ليس الشريف على الهوان ينامُ
والى الترقي ياشَبِيةَ يعربٍ
سيروا ، وكلٌّ منكم مِقدامُ
حسين الصدر