النقد.. اضاءة مضامين النص لإغناء عوالمه بالحوار والقراءة الجدلية

في تحولات الفكر وجدل المنهج..الجدلية

النقد هو الذي يبلغ الناس رسالة الأديب، فيدعوهم إليها ويرغبهم فيها.. أو يصرفهم عنها ويزهدهم فيها. وهو الذي يبلغ الأديب صدى رسالته في نفوس الناس وحسن استعدادهم لها أو شدة أزورارهم عنها أو فتورهم بالقياس إليها. فالنقد، نص هو الآخر، لكنه نص كاشف وليس منشئا، بمعنى أنه كاشف لنص قبله، وليس منشئا لفكرة أو صورة إبداعية، رغم أن النقد بوصفه نص، هو إبداع أيضا. كلا النصين، لا يفترقان عن بعضهما، فالأول بحاجة الى الثاني والثاني، بحاجة الى الأول. ورغم أن النقد ليس هو الكوة الوحيدة لدخول القارئ أو المتلقي إلى النص، حيث بإمكان المتلقي، هو يتولى بنفسه، مهمة الكشف عن مضامين النص، والاطلاع على جماليته وقبحياته، بعيدا عن النقد والنقاد، لكن الحقيقة الثقافية الدارجة، أن لا غنى عن النقد في قراءة النص الأدبي. يقول د. بدوي طبانه، في كتابه» التيارات المعاصرة في النقد الأدبي» : وقد بحث الأدباء والنقاد منذ أقدم العصور عن العوامل والأسباب التي يبلغ بها الفن الأدبي غايته في التأثير في عواطف القراء والسامعين… وأرجعوا الى هاتين الخاصيتين السر في الاحساس بما فيه من متعة او منفعة بمواهب الأدباء وبعظمة الفن الأدبي وهما: المعنى الممتاز والتعبير الممتاز. فلا قيمة للعمل الأدبي بدون تعابير جميلة ومؤثرة أضافة الى المعنى الجميل. العمل النقدي، وكما أشار محور هذا الملحق، والأقلام التي ساهمت فيه، إلى دور المنهج النقدي في تشكيل نص نقدي رصين، ذلك أن غياب المنهج عن النقد، يعني غياب الرؤية الواضحة التي تمكن من قراءة النص الأدبي قراءة دقيقة، فاحصة. وقد ساهم في المحور هذا، كل من الناقدة والاكاديمية د. نادية هناوي التي ساهمت بمقالة: التمنهج ما بعد النقدي: غياب الرؤى والتباس التمرس. ومما جاء في المقال: وبوجود المنهج لن تغدو الممارسة ما بعد النقدية مجرد كلام على كلام ـ وهو الطاغي على الغالب من الكتابات التي يسمها أصحابها بأنها ما بعد نقدية ـ وإنما سيكون كلاماً عن العقل النقدي في حضوره الإنساني ساعة محاورته وبما يغني الطرف المحاور ويسمح بإنتاج مقروئية جديدة هي نفسها ستقبل التحاور والجدال، اغناءً لعوالم أدبية ونقدية واستيعاباً لمعطيات تستجد في أوانها أو اشتمالاً على تحولات ومتغيرات يفرضها أحد الطرفين المتجادلين على الآخر أو يتفقان عليها. كذلك كتب محمد الديهاجي مقالا بعنوان: المناهج النقدية وإشكالية التطبيق. وضم الملحق ايضا حوارا مع الناقد العراقي حاتم الصكر، إضافة الى مقالين للناقد يوسف عبود ود. عمار ابراهيم الياسري. إن محور هذا الملحق، هو محاولة للفت الانتباه الى أهمية المنهج في الكتابة النقدية، وتسليط الضوء عليها من خلال مساهمات لنقاد عراقيين وعرب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة