الرواية.. سطوة مغريات الكتابة في أسر موهبة الكاتب وتوجيهها

سلام مكي

المساحة الواسعة، والقدرة على استيعاب الأفكار والصور والمشاهد اليومية للكاتب، والمرونة في التعاطي مع الأحداث، كانت سببا مهما في توجه الكثير من الكتاب نحو الرواية، فإلى جانب الكاتب المختص بكتابة الرواية، منذ بزوغ موهبته، ثمة شعراء وقصّاصون، توجهوا نحو الرواية، في سبيل الحصول على أكبر قدر ممكن من المساحات والوقت الكافي لطرح ما تجود به مخيلاتهم من حوادث وحوارات يشكلون بها رواية. ولهذا السبب، استشكل البعض استسهال كتابة الرواية من قبل فئة محددة من الكتاب، بدوا كأنهم طارئون على هذا الفن المهم والخطير.
وليس هذا ما يدفع الكتاب للتوجه نحو الرواية حسب، بل احتفاء الوسط الثقافي والرسمي بها، وتخصيص الجوائز من جانب، وتلقف دور النشر للعمل الروائي من جانب آخر، واقبال القراء على اقتناء الرواية، تعد كلها مغريات كبيرة للكتاب في التوجه نحو الرواية، عكس الشعر الذي تراجع بشكل ملحوظ لصالح الرواية.
الصباح الجديد، وادراكا لأهمية هذا الجنس الأدبي المهم، قررت أن يكون ملحق زاد الاسبوعي مخصصا للرواية، من خلال استحضار نماذج روائية، ونقدها، اضافة الى تنظيرات عن الرواية ومكانتها في الوقت الحاضر بالنسبة للثقافة العراقية والعربية.
إن الحديث عن الرواية، لا تسعه صفحات قليلة، بل يحتاج الى كتب وبحوث، لما تمتلكه المكتبة الثقافية من إرث وحاضر روائي كبير، اضافة الى استمرار دور النشر بطباعة الروايات بشكل مستمر ودائم.
ولكون أهمية الرواية وظروفها في الوسط الثقافي العراقي، تختلف عنه في الوسط الثقافي العربي وان ليس بنحو كبير، آثرنا التعامل مع روايات محلية، ويكمن السبب في الأوضاع الحالية التي تمر بالبلاد وتنعكس على مختلف الأصعدة ومنها الصعيد الثقافي الذي يفرض تشابك أحداث الروي العراقي ويشكل مسارات لابد للقارئ من تتبعها بشكل دقيق.
هذا الملحق، محاولة للفت الانتباه الى الرواية وأهميتها وتناغما مع المزاج الثقافي العام والخاص، بغية تقديم وجبة ثقافية للقارئ عن الرواية من قبل عدد من الكتاب والنقاد المتخصصين والمهتمين بالشأن الروائي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة