فيما العالم يتطور صوب انهاء الفقر في عام 2030..
زينب الحسني
عام 2020 بداية مفعمة بالاحداث على جميع الاصعدة ومنها الاحداث العلمية والبيئية التي شهدها العالم فما بين حريق وتغير في المناخ واكتشافات ودراسات جديدة وظواهر طبيعية مختلفة، تنوعت الاحداث .
في زاد «الصباح الجديد» الاسبوعي وكما هو معتاد تسلط صحيفتنا الضوء على بعض الاحداث المهمة التي شهدها العالم واهمها حرائق استراليا التي بدأت قبل ثلاثة شهور ودمّرت حتى الآن ألفي منزل، وقتلت 25 شخصًا وما يقدّر بملايين الحيوانات، وما زالت مستمرةً وتتوسع، وفي هذا السياق بدأ الحديث عن ظاهرة ملفتة للنظر في الطبيعة الأسترالية، إذ تقوم طيور جارحة بتوسيع نطاق النيران ونشرها بهدف الانتفاع منها.وقدّر العلماء في جامعة سيدني أن يكون مليار حيوان قد نفق في الحرائق، ويشمل هذا الحيوانات الثديية والطيور والزواحف.
وقال الأستاذ في جامعة سيدني كريس ديكمان في بيان له إن «الدمار الجاري، وهو دمار سريع جداً في مساحة شاسعة جداً، لا يقارن بأي دمار آخر. إن حدثاً فظيعاً على صعيد المساحة وكذلك عدد الحيوانات»، مشيراً إلى أن عامل الاحتباس الحراري خلف الحرائق.
وتابع «يُقال أحياناً إن أستراليا أشبه بعصفور يحتجز في منجم فحم لينذر بالخطر.. إننا نشهد على الأرجح في أستراليا ما ستكون نتيجة الاحتباس الحراري في مناطق أخرى من العالم».
وغطى الدخان السام الناجم عن تلك الحرائق سماء مدن رئيسة في أستراليا، مثيراً مخاوف صحية.
وعبر الدخان مسافة أكثر من 12 ألف كم إلى البرازيل والأرجنتين، على وفق وكالات الأرصاد في البلدين.
من جانب آخر حذر مدير برنامج منظمة «أمازون ووتش» البيئية، كريستيان بوارييه، من أن إزالة الغابات نتيجة الحرائق في غابات الأمازون المطيرة التي يطلق عليها الجهاز التنفسي للأرض، تعد دمارًا لا يوصف، ليس للأمازون فحسب، بل للكوكب بأكمله.
وقال بوارييه إن»إجمالي مساحة الغابات التي تم تسجيل إزالتها في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين هي 8 آلاف و934 كم مربع، ما يمثل زيادة بنسبة 83% عن الفترة نفسها من عام 2018».
وأضاف أن المنطقة المتضررة تساوي تقريبًا مساحة بوتوريكو (جزيرة في البحر الكاريبي).
في سياق آخر، وليس بعيدا عن المشكلات والكوارث البيئية، يلقى نحوثمانية ملايين طن من البلاستيك في المحيطات سنوياً، من قصبات الشرب إلى الأغلفة والأنواع الأخرى من النفايات، على وفق منظمة «أوشن كونسرفانسي» الأميركية غير الحكومية.
وتهدد هذه النفايات أجناساً بحرية كثيرة كما تلوث عدداً كبيراً من المواقع التي كانت بعيدة عن التأثير البشري في الماضي. وتكتسب هذه المشكلة أهمية خاصة في جنوب شرق آسيا.
وفي مواجهة هذا المد من البلاستيك، اعتمدت منظمة «ذي أوشن كلين آب» الهولندية غير الحكومية حلا غير مسبوق يعتمد على سفينتها «إنترسبتر» البالغ طولها 24 متراً والتي تشبه عبّارة مجهزة بحاجز مقوس لجمع النفايات العائمة التي تسحبها التيارات المائية.
وعلى مستوى التطور العلمي، والتغير المناخي، نشرت مجلة «وايرد» الاميريكية تقريرًا أوردت فيه ستة توقعات لما يمكن أن يكون عليه العالم في عام 2030، تتوقع فيها أن تقام مستعمرة على القمر، ويستعمل العالم محطات نووية صغيرة للغاية، وينتهي الفقر على ظهر الكوكب، وتنظم الرحلات للمريخ، وتتوافر الكثير من المواد الجينية على نحوٍ يسهل نوعًا من المراقبة الوراثية الجماعية.
غير أن كل ذلك ستخيم عليه ظلال قاتمة سيفرزها التغير المناخي، الذي ربما يجعل الحياة صعبة على الأرض، ما لم تخفّض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف.
في البداية تقر هيئة تحرير المجلة بأن التنبؤ بالمستقبل أمر صعب، لكن هذا لا يمنع الناس من المحاولة، وخاصة من يدعى إيلون ماسك، فهو خير من يعلم أن الجرأة هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تُحِيل القلاع المتخيلة إلى قلاعٍ من الخرسانة (أو الخشب أو القرميد أو المعدن).
في هذه القائمة جمعت مجلة «وايرد» حفنة من الأهداف بعيدة المدى التي تشكل إطارًا لما يمكن توقعه في العقد المقبل. مثل مستعمرات الفضاء، والتوسع الهائل في تسلسل «الجينوم»، ومحطات الطاقة النووية الصغيرة، وليس من السابق لأوانه أبدًا البدء في تحميل صُنَّاع الوعود المسؤولية عن مزاعمهم. على أية حال حتى الملياردير يحتاج إلى صديق يضعه موضع المساءلة.