السؤال الوجودي للشعر

الشعر، بحر كبير، يضم بين أمواجه بحور الشعر المعروفة وغير المعروفة، الشعر بحور لا نهاية لها، فكل شاعر يخلق بحرا خاصا به. لذا فإن الاسئلة والجدل والبحث والتنقيب بين أطلال الشعر والشعراء لن يتوقف عند حد معين، فالكلام النابع من أعمق نقطة داخل الإنسان، وتلك النقطة التي تختلف بين شخص وشخص آخر، لابد أن تكون مثار جدل واختلاف، لابد أن تتصارع مرجعيات ثقافية وأدبية فيما بينها محاولة منها للسيادة على عرش الشعر. أسئلة كثيرة، كان من المنطق، تجاوزها منذ زمن بعيد، لكنها ما انفكت تطرح هنا وهناك، سعيا من قائليها لإنبات نوايا غير بريئة، تهدف الى خلخلة التربة التي شكلتها تجارب كبيرة وكثيرة. قصيدة النثر، تربة شكّلها شعراء منذ زمن طويل، وتراكم التراب والكلمات، لينتج بعد كل هذه السنين أرضا صالحة لدس بذور الشعر فيها. ما حدث ويحدث بين مدة ومدة اخرى، أن أحدا من النقاد أو الكتاب يمسك بفأس ويقلب تلك التربة، ليطرح أسئلة مشهدية لا تتناسب مع مقصديات الشعر ولا نوايا نقدته ولا كتبته: هل الكلام غير الموزون يماثل الكلام الموزون؟ هل تجريد الكلام من الموسيقى والايقاع لا يحدث خللا في تركيبته؟ هل مملكة الشعر تتسع للجميع؟ نحاول اليوم في ملحق « زاد» أن نسلط الضوء على هذه الاشكالية النقدية والشعرية وفي آن واحد، من خلال استطلاع آراء شعراء وحوارات مع شعراء لهم تجارب في كتابة قصيدة النثر، في محاولة لاستكشاف هذا النمط من الكتابة وإعطاء القارئ فكرة عنها. فالحوار مع الكاتب والشاعر علي جعفر العلاق، الذي أشار إلى مسألة مهمة لم يلتفت إليها أحد وهي أن ثمة كتابات سبقت رواد الشعر الحر، كتبت الكلام غير الموزون وغير المقفى، لكنه يدخل ضمن نطاق الشعر، كتجربة الريحاني وغيره. فقصيدة النثر، لها موطئ قدم في التجربة الشعرية العربية قبل أن تتبلور وتتشكل لتكون في مظهرها الحالي. وثمة حوار مع الشاعر ولاء الصواف صاحب التجربة الشعرية منذ تسعينيات القرن الماضي، في حوار معه حول تجربته الشعرية وتصوراته عن الشعر. وثمة استطلاع لمجموعة من الشعراء حول مفهومهم وتصوراتهم وآرائهم عن الشعر وكتاباته. كذلك ثمة مقالان للناقد علي الفواز والكاتب كه يلان محمد عن الشعر والشعراء.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة