في مولد المسيح (ع) … سنكرس العيد للدعاء من اجل العراق
بغداد – وداد ابراهيم :
(المجد لله في الاعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة) ىية من الانجيل المقدس، كتبت على جدران احدى الكنائس في بغداد في حين دخلت النسوة ومن عدة أطياف للتضرع والدعاء ومن ثم التوقف قرب شباك ذهبي علقت عليه الكثير من قطع القماش الأبيض من اجل تحقيق الاماني، فيما انشغل البعض منهن بايقاد الشموع من اجل الشهداء ومن اجل تحقيق الأمان للعراق والعراقيين، في هذا الوقت تستعد الكنائس في عموم بغداد لاقامة اكبر صلاة صبيحة يوم عيد ميلاد السيد المسيح (ع).
في جولة « للصباح الجديد « بين عدد من الكنائس في بغداد ومنها كنيسة (مريم العذراء) في الصالحية وكنيسة (العذراء فاطمة) في كرادة مريم وكنيسة (الأرمن الارثدوكس) في الميدان، نكتشف بسهولة خلو هذه الكنائس من الزينة ومن التحضيرات للعيد عدا صلاة جماعية في الكنيسة الرسمية(مار يوسف) او كما تسمى الكاتدرائية الواقعة في الكرادة ولتكون للاعياد في هذا العام الخصوصية بالدعاء والتراتيل من اجل العراق.
في كنيسة (مريم العذراء) في كرادة مريم البابا غدير الكرملي قال: تعد هذه الكنيسة من الكنائس القديمة في بغداد اذ بنيت عام 1956 وتحمل اسم (عذراء فاطمة )، واسم فاطمة هو اسم منطقة في بلغاريا تعد من الأماكن الدينية المهمة لدى الطائفة المسيحية، وتقام في هذه الكنيسة طقوس العيد سنوياً بحضور اعداد كبيرة من الطائفة المسيحية، ولهذا العام طقوس غير الاعتيادية اذ لن تكون هناك أي زينة في اركان الكنيسة احترامًا لدم الشهداء الذين سقطوا في ساحة التحرير وهم يطالبون بحقوقهم في العيش بحرية وامان وسلام، وصلينا وسنصلي من اجل شهداء العراق من دون استثناء فأنا اعرف ان هناك شهداء عراقيين لكن لا اعرف من أي طائفة المهم انهم اخوة يعيشون في وطن واحد يحملون اسم العراق، واستشهدوا للسبب نفسه من اجل وطن واحد وهو العراق .
وتابع : هناك طقوس دينية للعيد مثل وجود المغارة كرمز يمثل المكان الذي ولد فيه السيد المسيح (ع) ورمز للحيوانات التي كانت تحيط المغارة ،إضافة الى التراتيل والدعاء وخطبة العيد التي تحث على السلام والأمان والمحبة والتسامح والعمل من اجل الاخرين ليعم الخير، وستكون لنا صلاة أخرى يوم رأس السنة وفيها خطبة عن حضور الله في نفوسنا وكيف نراجع انفسنا خلال العام الماضي، وماذا ستكون امانينا في العام الجديد اذ ستكون هناك تراتيل وادعية ان يكون العام الجديد عام سلام وامان .
وزاد البابا : اما (كنيسة القديسة مريم العذراء للأرمن الارثودكس) في منطقة الميدان والتي عرفت بأنها من اقدم الكنائس في بغداد اذ يستقبلك لوح من المرمر كتب عليه(شيدت عام 1639) كما عرفت هذه الكنيسة بوجود كتابات مسمارية على جدرانها في حين كتب على جدرانها باللغتين العربية والمسمارية (المجد لله في الاعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة) ووجود شباك علق عليه زائرو الكنيسة امانيهم واحلامهم من خلال قطع من القماش وخلفه رفاة أربعة شخصيات دينية كانت تعمل في هذه الكنيسة منذ التأسيس.وشهدت هذه الكنيسة دخول عدد من الزائرين وهم يوقدون الشموع من اجل تحقيق الاماني والامال.
آما الاب شماس ارمان قال: بدا الناس يدخلون هذه الكنيسة والتي يطلق عليها اهل بغداد (كنيسة الميدان) منذ يومين يوقدون الشموع ويدعون من الله ان يعم الأمان والخير والمحبة والسلام في بلادنا الحبيبة، ولن يكون في الكنيسة أي زينة غير الشموع والصلاة والتراتيل لأن العيد في هذا العام يأتي وهناك دم عراقي يسيل في ساحة التحرير.
ام ريمون احدى الزائرات في الكنيسة قالت: أعياد الميلاد لهذا العام فيها الكثير من الحزن واللوعة على الشباب الذين سقطوا في ساحة التحرير، فهم ينتمون لهذا البلد العظيم بكل أطيافه وقومياته، اذ نشارك في صلاة العيد صبيحة يوم الميلاد ولن تكون هناك أي احتفالية في أي كنيسة في حين امتنعت الكثير من العائلات عن تحضيرات العيد في وضع الزينة في البيوت احترامًا لدم الشهداء في ساحة التحرير بل سنكرس العيد للدعاء من اجل العراق والعراقيين وان ينعم بلدنا بالأمان والسلام وان يكون العام الجديد عام خير وبناء.