نينوى ـ خدر خلات:
تنتاب سكان مدينة الموصل، الواقعة بقبضة تنظيم داعش، هواجس عديدة مع اقتراب العام الدراسي الجديد 2014/2015 وتتنازعهم مخاوف من المناهج الدراسية التي فرضها تنظيم داعش.
فبين الاخبار التي تشير الى قيام التنظيم بطباعة وتهيئة مناهج دراسية جديدة تتفق مع منهجه المتشدد، مع الغاء بعض المواد الدراسية، هناك مخاوف لدى الشريحة التعليمية والتدريسية بسبب الرواتب التي لا تصل كل نهاية شهر، اسوة بما كان عليه الحال قبيل سقوط المدينة بيد داعش، لكن الامل يبقى معلقا، لدى الاهالي في الخلاص من كل هذه المعاناة بواسطة الضربات الجوية الاميريكية الغربية المتوقعة في اية لحظة.
ويقول مصدر محلي مطلع، طلب عدم الكشف عن اسمه، الى «الصباح الجديد» انه «مع بدء العام الدراسي الجديد، فان اهالي مدينة الموصل تنتابهم كوابيس وافكار عديدة بسبب الاخبار التي يتناقلها الجميع حول المناهج الدراسية».
واضاف «هناك اخبار، لا نستطيع تأكيدها او نفيها، تقول ان تنظيم داعش اقدم على طباعة وتهيئة مناهج دراسية لغالبية المراحل الدراسية، وان تلك المناهج تتفق مع ايدولوجية هذا التنظيم المتشدد، كما انه قام بالغاء عدة مواد دراسية، مثل الادب والتاريخ وكل ما يرتبط بالفنون الجميلة».
ولفت المتحدث الى انه «في حال ثبت صحة هذه الاخبار، فان غالبية اهل الموصل سميتنعون عن ارسال اولادهم للمدارس هذا العام، رغم خطورة هذا الموقف بسبب وحشية وقسوة عناصر هذا التنظيم الارهابي».
وتابع بالقول «على كل العراقيين ان يدركوا إن أهل الموصل مغلوبين على امرهم، وان ما حصل من سقوط المدينة بيد تنظيم داعش، وما يحصل الان من اصدار فتاوى تريد اعادة الموصل واهلها الى الخلف ولمئات السنين، لا يتحمله اهل المدينة فقط، بل ان حكومة بغداد هي السبب الاول فيما يحدث لنا الان».
وحول كيفية الخلاص من مسألة «مناهج داعش الدراسية» قال المصدر «ليس لنا سوى أمل واحد وهو الضربات الجوية الامريكية الغربية المتوقعة في اية لحظة، وهذه الضربات كفيلة بطرد داعش من عموم محافظة نينوى، وسنتخلص منه ومن فتاواه المتخلفة الى الابد».
من جانبها، قالت المعلمة خالدة. ص من احدى مدارس حي سومر، الى «الصباح الجديد» ان «ما يقلقنا ليس فقط الاحاديث عن مناهج دراسية هيئها تنظيم داعش لطلبة المدارس، بل هناك مسائل اخرى».
وزادت بالقول «نحن نخشى الالتحاق بمدارسنا وتدريس مناهج داعش، لانه من الممكن ان يتم طرد تنظيم داعش لاحقا، والسؤال هنا، هل ستعاقبنا وزارة التربية العراقية ام لا اذا ما درّسنا مناهج داعش؟ علما ان الكل يعلم ان هذا التنظيم لا يرحم احدا ابدا».
ونوهت الى ان «المسألة الاخرى هي مسالة الرواتب المتقطعة، فهل سيدفع التنظيم رواتبنا بانتظام، وهل ستقبل وزارة التربية ان تدفع رواتبنا اذا ما درّسنا مناهج داعش؟». تساءلت متحدثتنا.
وبينما تعاني مدينة الموصل من حصار شبه كامل، وشح شديد في الاغذية، وشبه انعدام تام في الخدمات العامة، تقود الولايات المتحدة الامريكية جهودا دبلوماسية كبيرة لحشد التأييد ومشاركة عشرات الدول الغربية والعربية لتوجيه ضربات جوية الى تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وكان تظيم داعش قد فرض سيطرته على مدينة الموصل في العاشر من حزيران الماضي بعد انسحاب مفاجئ للقوات الامنية من المدينة.