الاسكتلنديون يرفضون الاستقلال ويتطلعون إلى إصلاح دستوري

النتيجة ترفع قيمة الاسترليني والأسهم

متابعة الصباح الجديد:

امام مقر اقامته في لندن قال كاميرون أمس الجمعة إن مسألة استقلال اسكتلندا حسمت لجيل, وقال كاميرون “لا يمكن ان تكون هناك خلافات أو إعادة… استمعنا إلى الإرادة الراسخة للشعب الاسكتلندي”.

وعلى حسابه على موقع تويتر قال كاميرون “تحدثت للتو مع زعيم الحزب القومي الاسكتلندي أليكس سالموند وهنأته على الحملة الشرسة. أنا سعيد لأن الحزب القومي الاسكتلندي سينضم لمحادثات نقل السلطات”.

وهلل مؤيدو الاتحاد وتبادلوا القبلات واحتسوا النبيذ والجعة في جلاسجو أكبر مدينة في اسكتلندا حيث فاز الإنفصاليون في حين اعترف الزعيم القومي أليكس سالموند بالهزيمة في إدنبره التي دعم الناخبون فيها الوحدة مع المملكة المتحدة.

وقال سالموند “قررت اسكتلندا بالأغلبية ألا تصبح دولة مستقلة في هذه المرحلة. أقبل حكم الناس هذا وادعو كل سكتلندا إلى أن يحذو حذوي في قبول القرار الديمقراطي لشعب اسكتلندا”.

رفضت اسكتلندا الاستقلال في استفتاء تاريخي هدد بتقطيع أوصال المملكة المتحدة وببث الاضطراب في القطاع المالي وتقليص ما تبقى من نفوذ بريطانيا في العالم لكنها في الوقت ذاته تتطلع إلى سلطات جديدة أوسع.

وبدد التصويت لصالح الاتحاد الذي تشكل قبل 307 أعوام بواعث قلق ملايين البريطانيين ومن بينهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي كان منصبه أيضا على المحك فضلا عن الحلفاء الذين روعهم احتمال إنفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة في مختلف أنحاء العالم.

وبعد اعلان نتائج 31 دائرة انتخابية من أصل 32 دائرة حصل دعاة الإنفصال على 45 بالمئة من الأصوات بينما حصل أنصار البقاء في المملكة على 55 بالمئة من الاصوات.

ومع ذلك اتفق زعماء سياسيون من مختلف الأطياف على أن بريطانيا سوف تتغير إلى الأبد, وفي وقت سابق من يوم أمس أوضح نائب رئيس الوزراء نيك كليج أنه يريد من الحكومة نقل سلطات جديدة لاسكتلندا قائلا إن رفض الاسكتلنديين للاستقلال يعكس ضرورة المضي في إصلاح دستوري أوسع في مختلف أنحاء بريطانيا.

وقال كليج “أنا سعيد للغاية أن الشعب الاسكتلندي اتخذ هذا القرار بالغ الأهمية للحفاظ على الأسرة التي تضم بلادنا للأجيال القادمة”.

وألهبت الحملة من أجل الاستقلال حماس اسكتلندا التي يقطنها 5.3 مليون نسمة لكنها أيضا فرقت بين الأصدقاء والأسر من الجزر الاسكتلندية النائية بالمحيط الأطلسي إلى مدينة غلاسجو.

وقفز الجنيه الاسترليني مقابل الدولار واليورو في حين ارتفعت أسعار الأسهم البريطانية. وقال رويال بنك أوف سكوتلند إنه ألغى خططا لنقل مكتبه إلى إنجلترا.

وأدت أنباء فشل الدعوة إلى استقلال اسكتلندا إلى ارتفاع في قيمة الجنية الاسترليني في الأسواق الأسيوية التي بدأت تعاملاتها في وقت مبكر قبل بدء الأسواق الأوربية.

وتتواصل عمليات فرز الاصوات في الاستفتاء التاريخي بشأن البقاء ضمن المملكة المتحدة أو الاستقلال عنها بعد أكثر من ثلاثمئة عام من الاتحاد.

وشهدت الانتخابات اقبال كبير من الناخبين في اسكتلندا و ُسمح لمن هم في السادسة عشرة من العمر بالتصويت، وذلك للمرة الأولى في تاريخ بريطانيا.

وبلغ عدد مراكز الاقتراع أكثر من ألفي مركز تصويت عبر مختلف مناطق البلاد لاستقبال المشاركين في التصويت الذي انتهى في العاشرة مساء الخميس.

ويتم فرز الأصوات في اسكتلندا، بما فيها مشاركة المصوتين عبر البريد، والذين بلغ عددهم رقما قياسيا في تاريخ اسكتلندا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة