العروسة والمنصب !

يحكى أن شاباً أراد أن يخطب فتاة جميلة من بنات قريته لكنه كان يخشى أن يرفض طلبه من قبل أهل الفتاة بسبب كثرة المتقدمين والراغبين في الزواج من هذه الفتاة.. طلب من والده أن يكلف «مختار» القرية بالتوسط لدى ذوي الشأن بهدف التأثير والضغط عليهم لإتمام الخطبة والزواج من دون مشكلات أو اعتذارات من خلال استغلال مكانته ومنزلته في المجتمع والقرية.. رحب مختار القرية بهذا التكليف وقال لوالد الشاب: «تدلل عيوني أبو فلاح.. غالي والطلب رخيص – فلاح – مثل ابني وميكون خاطرك إلا.. طيب.. آني بيديه أزفه.. واليوم أروح أخطبله.. وأدزلك البشارة للبيت «.. عاد «أبو فلاح» الى بيته فرحاً ليزف البشرى الى ولده الذي كان ينتظر والده بفارغ الصبر.. قائلا: «ابني اليوم بعد العشا.. راح يروح المختار.. ويخطبلك البنية اللي تتمناها واللي تحلم تكون زوجتك وخلي من هسة ببطنك بطيخة صيفي!».
جاء المساء وأبو فلاح وفلاح والعائلة يترقبون الخبر السعيد من مختار القرية وقد تسمرت عيونهم على الباب بانتظار من يطرقه وينقل لهم البشرى!
مرت الدقائق والساعات ثقيلة.. وموجعة، تجاوزت عقارب الساعة منتصف الليل.. ولكن «لا خبر لاجفية لاحامض حلو».. وبدأ القلق يسري عند العائلة شيئا فشيئا وخصوصا الشاب العريس مع وقف التنفيذ «فلاح» .. ولوضع حد لهذه الحيرة.. وللتخفيف من وطأة الحزن والقلق الذي أصاب العائلة.. بادر أبو فلاح مخاطبا الجميع: «اللهم اجعله خير.. باجر من الصبح.. أروح لبيت المختار وأشوف شنو السالفة!».
وعند الصباح توجه «أبو فلاح» الى بيت المختار لاستطلاع الأمر.. وعند الباب قال للمختار: «خير.. مختار أقلقتني.. والبارحة للصبح منايم.. وظليت بحيرة.. خوما أكو شي ؟ « أجاب المختار: «لا.. لا أبدا.. ماكو شي .. بس» وهنا قاطعه أبو فلاح قائلا: «مختارنا.. بس.. شنو.. صار قدر لا سمح الله ؟ « أجاب المختار مترددا: لا.. لا ماكو شي .. بس» هنا قاطعه أبو فلاح وهو يقول: «مختار.. دحجي مو نشفت ريكَي» .. أجابه المختار: «ابو فلاح تعرف الزواج قسمة ونصيب» وهنا قاطعه أبو فلاح مرة أخرى قائلاً: هاي نعرفها ونؤمن بيها.. يعني رفضوا الطلب.. ؟» أجاب المختار: مو.. رفضوا .. رفضوا.. لكن قسمة البنية راحت لغير شخص ! قال أبو فلاح: «يعني أكو أحد سبقنا وراح خطب البنية.. قبل متوصل أنت لبيتهم؟».. أجاب المختار مترددا ونظراته تتلفت مرتبكة في كل الاتجاهات: «الحقيقة أبو فلاح وأرجوك لا تزعل مني.. آني عجبتني البنية وخطبتها لـ …»وهنا قال له أبو فلاح: هسه توضحت السالفة.. كَول عجبتني وخطبتها لابني؟
وهنا .. قال مختار القرية: «لا.. أخويه أبو فلاح.. عجبتني البنية وخطبتها لنفسي وكَلت آني أولى بيها من ابنك وابني!»
يبدو أن هذه الحكاية الطريفة.. صورة طبق الأصل للمشهد السياسي وما يجري فيه من صراع للاستحواذ على المناصب التنفيذية بشتى درجاتها.. على وفق شعار رئيس الكتلة أولى بالعروس ..عفواً .. أولى بالمنصب .. !!

•ضوء
تعددت المناصب.. والوجه واحد!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة