داعش تختفي من معقلها في سوريا “الرقة” وتلزم صمتاً إعلامياً

مقتل 25 شخصاً بقصف لمواقع المعارضة في حمص

متابعة الصباح الجديد:

اختفي تنظيم “داعش” عن الأنظار في محافظة الرقة, معقله السوري منذ أجاز الرئيس باراك أوباما توجيه ضربات جوية أميركية له في سوريا.. فلم يعد يظهر في الشوارع وأعاد نشر أسلحته ومقاتليه وحد من ظهوره الإعلامي.

في مدينة الرقة على بعد 450 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من دمشق يقول سكان إن الجماعة تنقل معدات كل يوم منذ أشار أوباما في 11 أيلول إلى إمكانية توسيع الهجمات الجوية على مقاتليها بحيث تمتد من العراق إلى سوريا.

ونشطاء التنظيم الذين كانوا يردون في العادة على أسئلة على الإنترنت أغلقوا صفحاتهم. ولم يبدر رد فعل مباشر من زعماء الجماعة على أوباما ولم يرد ذكر للكلمة التي أدلى بها الأسبوع الماضي في التسجيل المصور الذي بثه التنظيم يوم السبت الماضي لذبح الرهينة البريطاني ديفيد هينز بيد أحد مقاتلي الجماعة.

وبينما تسعى الولايات المتحدة لتجميع تحالف من أجل قتال الدولة الإسلامية تحاول الجماعة الجهادية على ما يبدو أن تحيط استراتيجيتها بأكبر قدر ممكن من الغموض.

وحين واجهوا ضربات جوية أميركية في العراق ترك مقاتلو داعش الأسلحة الثقيلة التي جعلتهم أهدافا سهلة وحاولوا الاندماج وسط سكان المناطق المدنية. وربما كانت الجماعة تفعل نفس الشيء في سوريا توقعا لغارات مماثلة.

وقال أحد سكان الرقة عبر الإنترنت “يحاولون أن يبقوا في حالة حركة”,وأضاف الساكن الذي طلب عدم نشر اسمه خوفا على سلامته “لديهم خلايا نائمة في كل مكان… ولا يجتمعون إلا في إطار محدود جدا”.

ووعد رئيس هيئة الأركان الأميركية الثلاثاء بحملة “مستمرة ومتواصلة” على الدولة الإسلامية في سوريا.. وربما تكون واشنطن ترصد بالفعل مواقع التنظيم في الرقة. وكان أوباما قد أجاز الشهر الماضي القيام بطلعات مراقبة فوق سوريا وأظهرت لقطات صورها نشطاء هذا الشهر طائرة أميركية الصنع بلا طيار فيما يبدو وهي تحلق فوق المدينة.

والمقاتلون ليسوا في سبات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتتبع أحداث العنف في سوريا إنهم أسقطوا طائرة حربية سورية قرب الرقة باستخدام مدافع مضادة للطائرات.

إلا أن ساكنا آخر قال “تتخذ داعش الآن خطوات دفاعية تكتيكية من خلال تحريك أصولها لأماكن مختلفة بحيث لا تتمركز كل أسلحتها الثقيلة في مكان واحد”.

ومدينة الرقة والمحافظة التي تقع بها هي القاعدة الأساسية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وفي الشهر الماضي أخرج مقاتلو الجماعة آخر قوات حكومية من المنطقة حين سيطر التنظيم على قاعدة جوية.

ومنذ سيطرت الجماعة على مدينة الموصل العراقية في حزيران وسعت سيطرتها على محافظة دير الزور السورية الحدودية المجاورة. وأوفت الجماعة بوعدها بإعادة رسم الشرق الأوسط فأعلنت الخلافة في أرض على جانبي الحدود بين البلدين.

من جانب آخر افاد المرصد السوري عن مقتل 25 شخصا في قصف جوي من قوات النظام الثلاثاء على مدينة تلبيسة في ريف حمص الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، ما يرفع عدد ضحايا القصف خلال 24 ساعة الى حوالى خمسين.

وقال المرصد السوري في بريد الكتروني أمس الاربعاء “ارتفع الى 25 قتيلا بينهم سبع نساء وطفل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في مدينة تلبيسة” في ريف حمص. وبين القتلى قائد لواء إسلامي ومقاتل.

وجاء ذلك غداة قصف مماثل استهدف المدينة وقتل فيه 23 شخصا.

وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص، باستثناء مدينتي تلبيسة والرستن اللتين تعتبران معقلين بارزين لمقاتلي المعارضة، وحي الوعر في مدينة حمص. كما يتواجد مقاتلو المعارضة في منطقتي الحولة والغنطو القريبتين من تلبيسة وبعض القرى المجاورة مثل ام شرشوح التي تشهد معارك عنيفة بينهم وبين قوات النظام.

ويستهدف مقاتلو المعارضة من تلبيسة بقذائف الهاون عددا من القرى المحيطة الموالية للنظام.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة