العيد.. مازال جميلا في العيون وفرح الأطفال وضحكاتهم وملابسهم الزاهية

سمير خليل
لكثرة ما عانينا، صارت الاعياد والمناسبات تمر علينا مرور الكرام، العيدان الفطر والاضحى يحلان ضيفان علينا مرتين كل عام، لهفة العراقيين وفرحتهم بالعيد تذبذبت خلال عقد او عقدين من الزمن وخفتت فرحة العيد، ومع برودة اللقاء كان العيد يتشبث في ذاكرتنا وارواحنا فنتهيأ لا إراديا لاستقباله والاحتفاء به، ربما هم اطفالنا، فلذات اكبادنا من يحفزنا للاحتفال بالعيد تضامنا مع فرحتهم، اختلفت مشاعرنا خلال اعياد متتالية، خفت معالم استقبالنا له، بكينا بدل ان نفرح فيه، الا فرحة الاطفال لم تختلف او تحيد لهفتهم، هم من يعطي للمناسبات، ومنها العيد نكهتها بضحكاتهم وفرحتهم واراجيحهم وملابسهم الجديدة، الذين تشرق وجوههم الندية على الوانها الزاهية، نذهب ابعد من هذا ونستقبل العيد وطقوسه متمنين ان يكون كالأيام الخوالي، عندما كان العيد السعيد في العراق كرنفالا للفرح وفسحة للمحبة والتصافي وجلي النفوس، ومع تقادم السنين وحلول العيد تستوطن الذاكرة الرغبة بالمقارنة بين العيد في الماضي والحاضر، وعادة ما تأتي الاجابة مباشرة بان العيد ايام زمان كان افضل بكثير من ايامنا اليوم، وخاصة تلك التي سادها الارتباك الامني الذي انعكس على حركة الناس واحتفالهم خلال العيد، كان العيد ظاهرة اجتماعية إضافة لكونه طقسا احتفاليا، كان العيد سعيدا والناس سعداء بعاداتهم وطقوسهم، بل وتبدأ هذه الطقوس في يوم عرفة، الذي يسبق اول ايام العيد حيث يتهيأ الاطفال بتحضير ملابسهم، وينام اغلبهم ليلة العيد وهو يحلم بالعيدية ومفردات برنامجه لاستقبال العيد والاحتفاء به، صبيحة العيد عادة ما تكون البداية الاهم حيث صلاة العيد مع اصوات المآذن التي تشق عنان الفجر، وبعدها يتوجه الناس نحو المقابر لزيارة احبابهم الراحلين وتصبح البيوت لوحة جميلة الوانها النظافة تستقبل الناس بعد العودة من المقابر وصلاة العيد، ثم تبدأ مراسيم التزاور وتبادل التهاني بين الاحبة مؤطرة بصواني (الكليجة) والاطعمة المتنوعة، كان عيدا للكبار والصغار حتى ان برنامج الكبار ايام العيد كان مزدحما ايضا، التزاور بين العائلات واصطحاب العائلة الى المتنزهات، التي كانت تشكل معالما للمدن العراقية وخاصة العاصمة الحبيبة بغداد حيث متنزه الاوبرا و14 تموز وبارك السعدون ومدينة الالعاب ولاحقا متنزه الزوراء، إضافة للرحلات المنتظمة للاماكن التراثية ومراقد الائمة الاطهار، لقاء الشباب وكبار السن في المقاهي والمنتديات وارتياد دور السينما التي كانت تحتل اماكن معروفة في بغداد والمحافظات أيضا، وصولا الى ساعات الليل حيث لحظات السمر الجميلة البريئة، ولتماسك النسيج الاجتماعي العراقي المتنوع الديانات والطوائف والقوميات التي كانت تعيش تحت سقف العراق الواحد كان المسيحيين والصابئة والايزيديين، يشاركون المسلمين أفراحهم في عيديَ الفطر والأضحى، مثلما كان المسلمون يبادلوهم أفراحهم في مناسباتهم الدينية.
امنيات وآمال ان يعود العيد جميلا زاهيا محملا بالخير والامان لجميع العراقيين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة