ما الذي ستفعله لو ابتسم بوجهك الحظ و”بقدرة قادر” كما يقولون.. جلست على كرسي إحدىالوزارات السيادية أو حتى الخدمية على أقل تقدير..؟
هل ستبدأ بتغيير طقم الأثاث أولاً..؟ أم بتغيير فريق إدارة مكتب من سبقك..؟
هل ستقوم بزيادة أفراد الحماية الشخصية والسيارات المدرعة أم الاكتفاء بالعشرة التي على الشجرة..؟
هل ستقـوم بتعييـن الأقـارب قبل العقارب وتمنح حصـة الأسد من المراكز المهمـة في إدارة الوزارة الى مؤيـدي الكتلة السياسية التـي تنتمي اليها والى الأصدقـاء والخلان وتحرم الذين يقفـون في طابور طلـب الوظائف الحكومية..؟ أم أنـك ستمنح ما تبقى مـن فتـات الدرجـات الوظيفيـة.. لهـم أيضـاً..؟
هل ستفضل النوم في المكتب الوزاري أم القيام بجولات ميدانية للاطلاع على نشاط كتلتك السياسية في الذود عن حياض الوطن..؟
هل ستقوم بترشيح وإيفاد من يستحق تمثيل وزارتك في الدورات والورش أم تترك هذا الأمر لمقاولي الإيفادات في الدوائر الحكومية..؟
هل ستقوم بالإيعاز الى فريق إعلامي متخصص بمرافقتك لتغطية وتوثيق تمثيلك للبلد في المحافل الدولية المهمة أم ستترك القيام بهذه المهمة لأحد أفراد حمايتك لتوثيق ذلك عبر الموبايل الشخصي..؟
هل ستقوم بنصرة الأصدقاء وإغاثة الملهوف من أقاربك وأحبتك.. فقط..؟ أم ستترك الأقدار تتحكم بالمصير المجهول للمواطن..؟
هل ستترك طريق الحق لقلة سالكيه..؟ وتسلك طريقاً آخر يؤدي الى حصولك على امتيازات أكثر..؟
هل ستقوم بتكريم الموظف المخلص لعمله ولوطنه..؟ أم ستتركه لعبة بين يدي حيتان وجرذان دائرته..؟
هل ستتبنى المقترحات والدراسات التي تحقـق طفـرة نوعية في العمـل..؟ أم ستنشغـل بالقيـل والقـال ومـا يثرثـر بـه الحبربـش..؟
هل ستهتم بطلبــــــات وشكــــاوى ومظـالـــــم المواطنــــين والموظفين..؟
أم تفضل طلبات السياسيــــين والأصدقـــــاء والأقربين.. وفق نظرية “الأقربون أولى بالواسطة”.. ؟
هل ستقوم بتطبيق وترسيـــخ ثقافــــــة الإتيكيت والبرتوكول وأسس التعامل الحضاري في وزارتك..؟ أم ستترك الأوضاع لثقافة الفوضى والانفلات الوظيفي واللغو الفارغ..؟
هل ستُبقي على حالة وهن النظام العام وضعفه وعدم فاعليته..؟ أم ستزيد الطين بلّة..؟
وهل..؟ وهل..؟ أسئلة كثيرة.. قبل الإجابة عليهانقول: لاتفرح كثيرا ..بالحصول على المنصب بهذه البساطة .. وخصوصا إذا كنت مستقلاًوتكنوقراطاً.. لهذا ماعليك سوى أنتظار موسم “المشمش” .. حتى يتم استيزارك .. وبحضوركم يتم الفرح والسرور!
•ضوء
وزير بالمحاصصة.. خير من ألف “تكنوقراط” على الشجرة !
عاصم جهاد