الحلف العالمي الجديد

تستعد الولايات المتحدة الأميريكية لقيادة حلف عالمي جديد تحت شعار محاربة «تنظيم الدولة الإسلامية». الأمر الذي يتطلب الكثير من العمل الدبلوماسي بين دول العالم التابعة والدئرة بالفلك الأميركي.
نستطيع القول بكل وضوح أن الولايات المتحدة الأميركية فشلت بحروبها في منطقة الشرق الأوسط. ويمثل عدم نجاحها بإسقاط نظام الحكم بسوريا على الرغم من جميع المخططات العسكرية هو إخفاق محرج، إن لم يكن مذلا للولايات المتحدة الأميركية التي لم تنجح، بالرغم من تظافر جميع القوى الإقليمية المتنفذة بالمال والسلاح كالمملكة العربية السعودية ودولة قطر وبقية دول الخليج المتواطئة، وبمساندة تركية قوية من قبل حكومة الأخواني أردوغان، لم يستطع هذا التحالف بزعزعة النظام السوري الشرعي الذي تصدى للإرهاب الحقيقي على أرض الواقع وليس برفع الشعارات والعمل سرا خلافها.
قال الخبير الاستراتيجي والإعلامي المصري المخضرم محمد حسنين هيكل بتوصيف هذه المرحلة التي يمر بها الشرق الأوسط والعالم حاليا أنها «اللحظة التاريخية التي تسبق قيام نظام عالمي جديد». هذا الكلام واقعي جدا، العالم سوف يتغير بشكل خطير. تريد أميركيا التغطية على إخفاقاتها السياسية بنجاح عسكري مبين ذي طابع عالمي بقيادتها. قتل أسامة بن لادن كان خبرا مفرحا للشعب الأميركي، لكنه ليس انتصارا حربيا يؤكد عظمة الولايات المتحدة الأمريكية. يفعل الرئيس باراك أوباما ما فعله سابقه الرئيس جورج دبليو بوش، البحث عن نصر عسكري كبير لأميركيا يمكنها من سيادة العالم من جديد. «الحلف العالمي ضد الإرهاب الإسلامي» ما هو إلا يافطة جديدة لغزو وضرب أنظمة جميع البلدان التي لا تخضع لهذا الحلف العالمي الجديد. ذلك يعني سياسيا تكوين وخلق عناصر لحرب عالمية كونية سوف تتصدى لها بكل قوة روسيا والصين وجميع قوى الخير بالعالم.
الضجة الإعلامية التي تقودها أجزة المخابرات في جميع الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بتضخيم الحرب على داعش والدولة الإسلامية هي ضجة إعلامية مضخمة ومبالغ بها كثيرا. لا يتطلب من أميركيا وحلفائها سوى تجفيف منابع الإرهاب الذي تديره هي وتوابعها من دول الخليخ عن طريق قطع الإمدادات اللوجستية والمال والسلاح والرجال عن المناطق التي تنشط فيها تلك التنظيمات الإرهابية ضمن مخططات معروفة للسيطرة وخلق عالم جديد. لا نحتاج لحروب جديدة. يدرك ذلك الجميع. لن يكتب النجاح لهذا الحلف الجديد لأنه حلف ملفق لا يستند على وقائع سياسية أكيدة ومتينة بقدر أستناده على حجج واهية تساندها قرع طبول الحرب الكونية وزغزعة النظام العالمي المبتلي بكل أنواع الأمراض والفقر والإرهاب المجاني.
علي عبد العال

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة