جراء الهجوم على اثنتين الخميس الماضي..
الصباح الجديد ـ متابعة :
أفادت صحيفة «تايمز» البريطانية بأن دول الغرب تبحث، خططا لنشر قوات لحماية السفن المدنية في الخليج العربي، في أعقاب حادث استهداف ناقلتين للنفط مؤخرا في خليج عمان.
ونقلت الصحيفة امس السبت عن مسؤولين غربيين تقليلهم من شأن الأحاديث عن رد سريع محتمل على الحادث الأخير، مشيرين إلى ضرورة إكمال التحقيق في ما حصل، على الرغم من قناعتهم بأن إيران هي من يقف وراء الحادث الثاني من نوعه خلال نحو شهر.
في الوقت نفسه، شدد المسؤولون للصحيفة على ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية الناقلات النفطية والسفن المدنية الأخرى في منطقة مضيق هرمز، وهو ممر بحري دولي استراتيجي وأهم شريان لتصدير النفط في العالم.
وأوضح أحد المسؤولين: «التحدي هو ضرورة التوصل إلى إجماع بشأن كيفية تحقيق ذلك بين بريطانيا والشركاء الأوروبيين الآخرين والولايات المتحدة والحلفاء الخليجيين واليابان والنرويج، وأي طرف معني آخر.
وأشارت الصحيفة إلى أن النرويج واليابان والسعودية والإمارات تضررت جراء الحادثين اللذين حصلا خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة، فيما تعد الصين والهند وكوريا الجنوبية من أكبر مستوردي النفط الخام الخليجي.
ولفتت الصحيفة إلى أن لدى العديد من الدول المتأثرة جراء الأحداث الأخيرة تواجدا بحريا عسكريا دائما في منطقة الخليج، مع سلسلة قواعد بحرية في شبه الجزيرة العربية، لكن المشكلة تكمن في تحديد جهة حيادية يمكن للحلفاء الانضواء تحت رايتها لتنفيذ عمليات حماية مشتركة.
وأكدت الصحيفة أن المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة قد تضطلع بهذا الدور، لكنها قد تفتقد إلى النفوذ السياسي. وحملت الولايات المتحدة وبريطانيا، إيران المسؤولية عن الحادث الأخير، فيما رفضت طهران هذه الاتهامات بشدة. وكانت ناقلتا نفط تعرضتا لهجوم صباح الخميس الماضي في خليج عمان وبمسافة تبعد ثلاثين ميلا عن ايران، وبعد ساعات اتهمت الولايات المتحدة ايران بالحادث وبثت فيلما لقارب بجوار احدى الناقلتين قالت انه للحرس الثوري الإيراني وان الطاقم فيه انتزع لغما لن ينفجر، ونفت ايران بشدة مسؤليتها عن الحادث.
ورفض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في وقت لاحق تصريحات إيران التي تصر فيها على نفي صلتها بالهجوم على ناقلتين نفطيتين في خليج عمان، مكررا اتهامات بلاده لها بالمسؤولية عنها. وأشار ترامب إلى مقاطع الفيديو التي تقول واشنطن إنها تظهر القوات الإيرانية على متن قارب صغير تزيل لغمًا لم ينفجر من على جسم إحدى السفن.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يجب العمل على إظهار الحقيقة بوضوح، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل في الحادث.
وحذرت روسيا من التسرع في إصدار الأحكام والاستنتاجات.
وجاءت الانفجارات بعد شهر من تدمير أربع ناقلات وسفن شحن في هجوم قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة، اتهمت الولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عنها، لكنها لم تقدم أي أدلة، في حين نفت إيران هذه الاتهامات.
وقال الرئيس ترامب في تصريح لمحطة فوكس نيوز التلفزونية إن إيران «قامت بالتفجير».
وأضاف «أعتقد أن أحد الألغام لم ينفجر وربما يكون قد احتوى على اسم إيران مكتوبا عليه. لقد رأيتم القارب في الليل وهو يحاول إزالة اللغم، وقد نجح بالفعل في إزالته من على جسم الناقلة، وقد شاهدتم ذلك بوضوح».
وأشار أيضًا إلى أنه من غير المحتمل أن تغلق إيران مضيق هرمز، الممر الملاحي الحيوي الذي يمر عبره ثلث النفط العالمي المنقول بحراً كل عام، ولكن إذا حدث ذلك، فلن يظل المضيق مغلقًا «لفترة طويلة».
وجاء تدخل ترامب بعد أن قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن الأسلحة المستخدمة، ومستوى الخبرة اللازمة لتنفيذ الهجمات، فضلا عن الهجمات الإيرانية المماثلة الأخيرة على الناقلات، أظهرت أن إيران كانت وراء ذلك. وقال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، إن الولايات المتحدة ستتبادل المعلومات الاستخباراتية في محاولة «بناء إجماع دولي بشأن هذه المشكلة الدولية».
واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة يوم الجمعة بانها تشكل «تهديداً خطيراً للاستقرار في الشرق الأوسط»، من دون الإشارة مباشرة إلى الهجمات في خليج عمان. وجدد روحاني دعوته للأطراف الدولية الموافقة على اتفاق عام 2015 النووي للوفاء بالتزاماتها، بعد انسحاب أحادي الجانب من الولايات المتحدة.
كما اتهم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الولايات المتحدة على موقع تويتر، بكيل الادعاءات «دون إبراز أي أدلة واقعية أو ظرفية» متهما إياها باستخدام ما وصفه «دبلوماسية التخريب».
غير ان «فرانك غاردنر» مسؤول الشؤون الامنية في بي بي سي حلل الاحداث بقوله:
«تبدو حتى الآن اللقطات التي نشرتها الولايات المتحدة يوم الخميس أكثر إقناعًا من الأدلة الظرفية التي قدمتها في وقت سابق.
ويشبه قارب الدورية البيضاء الصغير في الفيديو إلى حد كبير نموذج القوارب المستخدمة من قبل الحرس الثوري الإيراني في الخليج».