نحن مهددون…وتهديداتنا اكبر منا..سيما ودفاعاتنا ضدها ذاتية وروحية وليست مادية، هل ثمة من يمتلك سلاحا ضد التغير المناخي مثلاً؟ هل يمكن لأي منا ان يصنع ماكنة تحافظ على التنوع الحيوي، لتحمي أنواعا من النبات والحيوان من الانقراض؟ واكثر من هذا هل يمكن لأي آلة ان تحلل البلاستيك وتنهيه؟
لا بالتأكيد، ليس هنالك من دفاع ضد هذه الآفات سوى الدفاعات الذاتية، وحتى هذه الدفاعات لن تؤتي نتائجها ان لم يتحد العالم بقضه وقضيضه ضد الجشع والشركات ذات الرساميل الضخمة والتي لم تترك موردا من موارد الطبيعة الا واستغلته بنحو مفرط لتحقيق الأرباح تلو الأرباح من دون ان تعبأ بنداءات علماء الطبيعة والبيئة والصحة والمناخ التي تطالب الصناعيين وأصحاب الشركات الكبرى بترشيد تلك الموارد وبنحو يحافظ على بيئة يمكن العيش فيها بنحو سليم.
العالم كله مضطرب، وتكاد كل الدراسات تتسم بالتشاؤم، بل ان منها ما يطبق على انفاسنا عند قراءته.
حكومات بعض الدول تبنت بعض نداءات العلماء فاتجهت الى اصدار قوانين خاصة بها، ولكنها طبقت البعض فيما عجزت عن تطبيق البعض الأكبر لارتباطه بدول أخرى، ولأنه بات بالأحرى يتطلب حلا عالميا تذعن له كل المنظومة الدولية.
ثمة منظمات تقوم اليوم باعداد تشريعات او مشاريع لقرارات، تعرضها على قادة الدول، ومنها ما حالفها التوفيق فاستجيب لها، ومنها ما عجزت، فآثرت العزلة.
ثمة دول وضعت رسوما وضرائب كبيرة على بعض الصناعات ومنها البلاستيك، وأخرى شارك قادتها الجشعين جشعهم، فوقفوا بالضد من دعوات العلماء ونداءاتهم، وهناك دول ما زالت بعيدة كل البعد عن ما يجري وتتمثل هذه ببلدان العالم الثالث، حيث الفقر والجوع والثروات المنهوبة.
هل ينبغي ان نسكت لأننا من بين أبناء دول العالم الثالث؟
نعم صناعاتنا اقل من صناعات غيرنا…نعم أيضا ان بيئاتنا ما زالت انظف، ولكن هذا لا يعني اننا بمنأى عن التهديد، ومن هنا نحتاج ان نحتاط.
نحتاج من مراكزنا العلمية والبحثية ان تسهم في دراسات الطبيعة والبيئة والمناخ على الأقل لتوعية الناس بان التغير المناخي شملنا او سيشملنا، لكي نحتاط فنغير من بعض عاداتنا او اساليبنا في العيش.
نحتاج حملات توعية بشأن البلاستيك، سيما وان اكياسه والتي نصطلح عليها ب»العلاكة»، تتطاير في الشوارع والازقة، واحيانا تستقر في طارمات البيوت، نحتاج ان تشرع قوانين او تتخذ قرارات ملزمة تحكم حركة المصانع والمعامل وتفرض عليها مراعاة البيئة، كما نحتاج الى معالجة تصريف مخلفات المصانع سواء تلك التي توجه منها الى النهر، او التي لا يدري احد اين تصرف.
في هذا الملحق اخترنا لكم جزء يسيرا مما يحدث اليوم في العالم والطبيعة والبيئة من تهديدات للبشر والأرض والمناخ، وما يسعى اليه البعض.
انها دعوة ان نعنى بارضنا وطبيعتنا وبيئتنا مادامت اقل تضررا من غيرها.
مدير التحرير