قاسم الشمري
إلى
صديقي القديم أمرئ القيس
لك أن تعبر َ الأوان و ترحلْ
عاليا ً كالخيال لا تتأولْ
لك أن تمنح َ الفرائد عمراً مطلقاً ,
مثل َ ما تشاء يُشكَّل ْ
أن ترى القبرَ دون مرماكَ سهماً
موتُكَ الحقُّ حين َ ذكرُكَ يأفلْ
حين َ لا تجرح ُ السماءَ شهاباً
حين لا طعنة ً بصدرك تُثكلْ
حين لا تشتهيكَ أُنثى القوافي
كفؤها الظافر ُ العنيد ُ المُبجل
فدع الدهر َ يُطعم الأرض َ خَلقا ً
إنه في رُباك َ ( ناقف ُ حنظل )
……………………..
لك أن تُقنعَ الهزيمة َ أنّا
ما ندبنا اللوى و لم نبك ِ حومل
بعد موت ِ الخيول ِ
ما انطفأت حرب ٌ
على ثأرها ينام ُ المهلهل
بعد صمت الكؤوس لا تبغ ِ أمرا ً
قيصرا ً لم يكن ْ من القوم ِ أنبل
فكِلا السيئَين ِ يغرس ُ سجنا ً
في العيونِ التي ترى الله أجمل ْ
و كِلا السيئَين ِ يُفتي ركوعا ً
لجباه ٍ بها السموات تُعقل ْ
علقوا بالمُحال ِ نخلا ً نبيا ً
قولُ أعذاقه ِ من الوحي أثقل ْ
و على بيدر ِ الخسارات ِ شادوا
وطنا ً باعنا لأول ِ منجل ْ
وطنا قد نضبت ُ فيه شبابا ً
لم يزل ْ مؤمنا ً بوعد السموأل
وطنا ً بايع الحسين َ مياهً
مدَّ نحرا ً له , فشَحَّ و أوحل ْ
وطنا ً يُسمنُ الفراغ َ و يمضي
مشبعاً بالسلاح ِ و العقلُ أعزل
وطنا ً نصّبَ الخراب َ إلها ً
و له الحقُّ .. فيه قلب ٌ معطل ْ
يا إلهَ الذبولِ وردي صغير ٌ
و قطيع ُ القفار ِ خلفي يصهل
فمتى سرّح َ الخليفة ُ فجرا ً ؟!
و لياليه ِ بالأرامل ِ تُجدل ْ
ومتى أسرج الخليفة ُ نهراً ؟!
موكب ُ النصر باليتامى مُبلل
و متى و الجواب ُ موتٌ مقيم ٌ
و الذي جفَّ حبرُهُ كيف يسأل ؟
فدع ْ الصحو َ لا تحاولهُ مُلكاً
عرشُك َ الكأسُ يا امرَأَ القيس ِ فاثمل ْ
……………….
أيها المشرئِبُ في اللغة الأُولى شراعا ً
بالعاصفات ِ يُقَبل ْ
تَهَب ُ القلب َ للقصيدة ِ مَهرا ً
إن تَنَلْ وصلَها فأنت َ المُدلل
أو ستُذريك َ لانتظارٍ جسيم ٍ
رب َّ عمرٍ من القيامة ِ أطول ْ