إطلاق الصواريخ بين غزة وإسرائيل مستمر وتهديدات بالتصعيد بين الجانبين

أكبر عدد من الصواريخ في السنوات الأخيرة

متابعة ـ الصباح الجديد :

استمر التصعيد خلال الساعات الماضية بين قطاع غزة وإسرائيل، بإطلاق دفعة صواريخ جديدة من القطاع صباح امس الأحد، فيما قتل منذ امس الاول السبت ستة فلسطينيين وإسرائيلي في تبادل إطلاق الصواريخ من جهة والقصف الجوي والمدفعي من جهة أخرى.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو امس، أن إسرائيل ستواصل «ضرباتها المكثفة» على قطاع غزة ردا على إطلاق الصواريخ.
وقتل الإسرائيلي (58 عاما) امس جرّاء سقوط صاروخ على منزله في مدينة عسقلان في جنوب إسرائيل القريبة من حدود القطاع. وكانت إسرائيلية أخرى تبلغ من العمر ثمانين عاما أصيبت بجروح خطيرة في كيريات غات على بعد عشرين كيلومترا من غزة.
في الجانب الفلسطيني، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس امس الاول السبت مقتل أربعة أشخاص، بينهم أم حامل وطفلتها، بقصف إسرائيلي، إلا أن الجيش الإسرائيلي نفى ذلك، مؤكدا أن الطفلة وأمها قتلتا في انفجار صاروخ أطلقته حماس. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي اليوم مقتل اثنين من ناشطيها في قصف إسرائيلي على مخيم البريج في وسط القطاع.
وأطلق 430 صاروخا من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ امس الاول السبت، بحسب الجيش الذي قال إنه اعترض العديد منها. وهو أكبر عدد من الصواريخ يطلق على إسرائيل في يومين، خلال السنوات الأخيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه ردّ عبر استهداف دبّاباته وطائراته نحو 120 موقعاً عسكريّاً تابعاً لحركتَي حماس الإسلامية والجهاد الإسلامي. ومن المواقع المستهدفة، نفق مخصّص للهجمات تابع للجهاد الإسلامي يمتدّ من جنوب القطاع حتّى الأراضي الإسرائيلية، بحسب المتحدّث باسم الجيش جوناثان كونريكوس.
وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي دمّر مبنيَين من طبقات عدة في مدينة غزة. وأشار الجيش إلى أن أحدهما كان مقرّاً لأجهزة عسكرية وأمنية تابعة لحماس.

تهديد
وأعلن نتانياهو في بداية اجتماع للمجلس الوزاري المصغر امس الأحد أنه أمر «الجيش هذا الصباح بمواصلة ضرباته المكثفة على عناصر إرهابية في قطاع غزة»، و»بتعزيز القوات حول القطاع بالدبابات والمدفعية وقوات المشاة».
وكانت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية أصدرت بيانا امس الاول السبت أكدت فيه مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ بالقول إن «استهداف عسقلان وأوفاكيم وكريات جات برشقات صاروخيّة» جاء «ردّاً على استهداف الاحتلال للبنايات السكنيّة». وأضاف البيان «في حال تمادى العدو سنوسّع ردّنا إلى أشدود وبئر السبع».
وشدّدت حركة الجهاد الإسلامي على أنّ «المقاومة تقوم بواجبها ودورها في حماية الشعب الفلسطيني والذود عنه ومستعدّة للاستمرار في الردّ والتصدّي للعدوان إلى أبعد مدى (مكانا وزمانا)».
كذلك، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم «هذا ليس فقط حقّ المقاومة في الدّفاع عن شعبها، هذا واجبها المقدّس في مقابل جرائم الاحتلال وحصاره».
ووزّع الجناح العسكري للجهاد الإسلامي شريطاً مصوراً يظهر فيه مقاتلون يحملون قذائف ويهدّدون مواقع إسرائيليّة رئيسيّة، بينها مطار بن غوريون الدولي قرب تلّ أبيب.
ودانت الولايات المتّحدة إطلاق صواريخ من قطاع غزّة باتّجاه إسرائيل، معبّرةً عن دعمها «حقّ» الإسرائيليّين في الدفاع عن أنفسهم، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجيّة الأميركيّة السبت.
ودعا الاتحاد الأوروبي من جهته إلى «وقف» إطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة على إسرائيل «فوراً».
ودعا مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف «جميع الأطراف إلى تهدئة الوضع والعودة إلى اتفاقات الأشهر الأخيرة».
ودعا الأردن امس الأحد إلى «وقف العدوان الإسرائيلي» على قطاع غزة على الفور، مؤكداً أن «العنف لن يؤدي إلا إلى المزيد من التوتر والمعاناة».
وأعلنت إسرائيل امس الاول السبت إغلاق معابر البضائع والأفراد مع غزّة وكذلك منطقة الصيد البحري حتى إشعار آخر.
وندّدت تركيا امس الاول السبت بتدمير مبنى في غزّة يضمّ مكتب وكالة أنباء الأناضول الحكوميّة جرّاء قصف للطيران الإسرائيلي.

زيارة إلى القاهرة
وخاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب، ويثير التصعيد كل مرة مخاوف من اندلاع حرب رابعة.
وساهم اتّفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس رعته مصر والأمم المتحدة في تهدئة نسبية تزامناً مع الانتخابات التشريعيّة في إسرائيل في التاسع من نيسان.
وسمحت إسرائيل بموجب اتفاق وقف النار لقطر بتقديم مساعدات بملايين الدولارات إلى القطاع لدفع الرواتب وتمويل شراء الوقود لتخفيف حدة أزمة الكهرباء. كما وسعت في وقت لاحق منطقة الصيد البحري قبالة شاطئ غزة.
وعادت إسرائيل وقلصت الثلاثاء الماضي المنطقة التي تسمح لصيّادي السمك قبالة شواطئ قطاع غزة المحاصر بالتحرّك في إطارها، رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه الدولة العبرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي أنّ مقاتلاته قصفت مجمّعاً عسكريّاً تابعاً لحماس بعدما أُطلقت بالونات محمّلة مواد قابلة للانفجار عبر الحدود.
وبعد غارة الخميس الماضي، أفاد الجيش الإسرائيلي أنّ صاروخين أُطلِقا من غزّة باتّجاه إسرائيل، ما تسبّب بإطلاق صفّارات الإنذار في مناطق بالجنوب.
وفي مسعى لإنقاذ اتفاق وقف النار، غادر وفد من حماس بقيادة رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار القطاع إلى القاهرة الخميس الماضي لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين بشأن الهدنة.
وينظّم الفلسطينيون بانتظام منذ أكثر من عام تظاهرات تخللتها مواجهات على طول الحدود بين غزة وإسرائيل مطالبين بتخفيف الحصار على القطاع.
وقُتل 271 فلسطينياً على الأقل بنيران القوات الإسرائيلية منذ بدء تظاهرات «مسيرات العودة» في 30 آذار 2018. ولا تشمل هذه الحصيلة الأم وطفلتها اللتين قتلتا السبت. وقتل جنديان إسرائيليان خلال الفترة ذاتها.
وتتهم إسرائيل حماس باستخدام التظاهرات غطاءً لتنفيذ هجمات ضدها وتعتبر طريقة ردّها ضرورية للدفاع عن حدودها وصد محاولات التسلل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة