العام الدراسي الجديد على الابواب ، وبعد ايام قلائل تفتح المدارس ابوابها لاستقبال الطلبة من كل الاعمار والمراحل الدراسية ، وموسم فرح للكثير من الطلبة الذين قضوا ايام العطلة الصيفية في راحة تامة والجلوس امام التفلزيون او تصفح قنوات التواصل الاجتماعي بشتى صنوفها ، وهو لبعض الطلبة يعني مرحلة دراسية جديدة فيها كتب وقرطاسية واقلام ملونة وحقائب تحمل رسوم الطيور والفراشات ، وقمصان ناصعة البياض وشر ائط واربطة ملونة للبعض وخاصة اطفال المدراس الابتدائية بمراحلها التي تشد التلاميذ بقوة الى مدرستهم وهي المناهج اللاصفية منها الالعاب الرياضية والمرسم المدرسي والسفرات المدرسية والمخيمات الكشفية ، كل هذه النشاطات التي يذكرها الجميع والتي تحبب العام الدراسي الى التلاميذ والطلبة على حد سواء . الا ان هذا العام الدراسي يختلف عن كل الاعوام الدراسية التي عشناها وعاشها بعدنا اجيال من الطلبة ، هذا العام يأتي والعراق يعيش محنة الاحتلال ، تنظيم داعش كما هو معروف احتل مدنا واحال الحياة فيها الى غمامة سوداء تمطر الما وحزنا على ربوعنا التي كانت الى وقت قريب ترفل بالحب والسلام ، داعش الذي سرق فرحة الصغار بعودتهم الى ساحات اللعب المدرسية والى صفوف تزهو بطلابها والى تحية العلم كل يوم خميس وتلك الاناشيد الجميلة والقصائد التي تتغنى بحب الوطن ، نذكر كل ذلك في بداية العام الدراسي هذا وكلنا امل في ان تكون احوالنا هذه مجرد زوبعة في فنجان ، وان تستطيع كل القوى الخيرة الى جانب الجهد العسكري ان تعيد لنا ايام الدراسة التي يحن اليها ابناؤنا الاعزاء ، سألني صغيري اليوم وهو متالم انه يخشى الذهاب الى المدرسة لانه يسمع من الكبار ان داعش تهدد بغداد ، وانه قلق ان تهاجم داعش مدرسته وتذبح الطلاب هناك ، كاد الصغير ان يبكي وهو يريد اجابة شافية عن قلقه هذا ، بقيت حائرة كيف لي ان ازرع الطمأنينة في قلب ذلك الصغير القلق ، اخبرته ان لنا جيشا ورجالا اشداء وسوف يهزمون داعش قبل ان تفتح مدرسته ابوابها .
ثم سالني الصغير ولكن ما هو مصير الطلبة الصغار الذين هم بعمره في الموصل وفي بعض المدن العراقية التي تقع تحت الاحتلال ، اخبرته وانا اشعر بالحرج من صدق كلامي ان العالم كله سيقف مع تلك المدن وسوف يعمل الخيرون على عودة الابتسامة الى اطفال المدن المحتلة ، وسوف تعود الحياة الى سابق عهدها .
سها الشيخلي