الصباح الجديد – خاص:
كشفت مصادر امنية مطلعة في محافظة ديالى عن استعانة تنظيم داعش بضابط سابق في كتائب “فدائيو صدام” لمسك ملف السيطرة على ناحية الضلوعية ضمن حدود محافظة صلاح الدين، مشيرة الى انباء كاذبة سبق ان نشرت عن مقتل هذا الضابط على يد القوات الامريكية.
وقال مصدر أمني في محافظة ديالى فضل عدم الاشارة الى اسمه الـى ” الصباح الجديد”،ان” تنظيم داعش استعان بعد مقتل احدى ابرز قادته على يد عشائر الجبور في ناحية الضلوعية بمحافظة صلاح الدين والمكنى الأسودي قبل اسبوع بقيادي آخر بديل يحمل عدة القاب الا انه يشتهر بكنية”ابو شبل” واسمه الحقيقي ليث وهو ضابط سابق في كتائب فدائيي صدام التي انشأها النظام السابق في عقد التسعينات من القرن الماضي واصبحت فيما بعد تحت قيادة نجل رئيس النظام السابق”.
واضاف ان” (ابو شبل ) يحمل رتبة نقيب في كتائب فدائيي صدام ثم انخرط بعد عام 2003 بعدة فصائل مسلحة واصبح مع نهاية عام 2005 احدى ابرز مساعدي الزرقاوي ومسؤول قاطع القاعدة في جنوب بعقوبة بالكامل ثم أُعلن عدة مرات عن مقتله في وسائل الاعلام لكن لم تكن هناك ادلة دامغة على ذلك لكن الامر التي اتضح فيما بعد بان ابو شبل غادر البلاد نحو سوريا بوثائق مزورة واختفى اثره منذ عام 2007 وحتى بداية عام 2014″.
واشار المصدر الى ان” هناك معلومات كثيرة تحدثت عن رؤيته في الموصل وهو يقود مفارز مسلحة مرتبطة بداعش ومقرب من البغدادي وقاد بعض الهجمات الكبيرة ضد القوات الامنية ابان سقوط الموصل في حزيران الماضي”.
واكدت المصدران”هذه المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد بما لايقبل الشك بان ابو شبل هو من يقود العمليات المسلحة ضد عشائر الجبور في ناحية الضلوعية وهو من خطط للعمليات الأخيرة خاصة استهداف المدنيين بهمرات مفخخة وزوارق انتحارية”.
الى ذلك قال عدنان العزاوي خبير في شؤون المنظمات المسلحة في ديالى ان” الكثير من القيادات البارزة في التنظيمات المسلحة التي برزت بعد عام 2006 هربت الى خارج البلاد ثم سرعان ما عاد بعضها الى البلاد وتوجهت الى المناطق الساخنة لتصبح فيما بعد عناوين بارزة ولعل من بينها ابو شبل”.
واضاف العزاوي ان” ابو شبل اول القيادات التي قامت بحز الروؤس وكان متطرفاً لدرجة خطيرة لدرجة ان قام بسلسلة اعدامات ضد المدنيين في العديد من القرى وخاصة في اطراف بعقوبة نهاية عام 2007″.
وبين العزاوي ان” شقيقة ابو شبل قامت منتصف عام 2007 بتنفيذ عملية انتحارية استهدفت تجمع للصحوات شرق بعقوبة اسفرت انذاك عن مقتل واصابة العشرات”.
واضاف ” ليست لدينا معلومات مؤكدة بان ابو شبل موجود في الضلوعية الان لكن ما متأكد لنا انه كان في الموصل وقاد بعض العمليات ضد القوات الأمنية والبيشمركة، اضافة الى انه من القيادات المقربة جدا من البغدادي “.
من جانبه قال قائممقام قضاء الخالص عدي الخدران ان” العشرات من فلول داعش التي هربت من تقدم القوات الأمنية اثناء عمليات تطهير حوض العظيم ( 60 كم شمال بعقوبة ) توجهت الى اطراف ناحية الضلوعية عبر وادي نوره وعركوب ومن ثم قرى البو حشمة وصولا الى اطراف الناحية”.
واضاف الخدران ان” ناحية الضلوعية تقع في الجهة المقابلة لقضاء الخالص عبر نهر دجلة وتحتل موقع استراتيجياً مهم جدا، لذا عمد تنظيم داعش الى تكثيف هجماته للسيطرة على منظومة طرق عديدة بعضها ستراتيجي ويمثل طرق امداد للقوات الامنية”.
وتابع الخدران ان” طرق وادي النورة والعركوب وصولا الى قرى حشمة ومن ثم الى اطراف الضلوعية تعتبر من طرق الامداد السرية التي اعتمد عليها التنظيم مؤخرا قبل ان يجري كشفها بمساعدة السكان المحليين”، لافتا الى ان “اغلب تلك الطرق تم اغلاقها في مسعى لتخفيف من وطأة الهجمات التي يشنها داعش ضد عشائر ناحية الضلوعية التي تتميز بتضاريس معقدة للغاية في ظل وجود بساتين زراعية كثيفة تمثل عائقاً في تقدم المدرعات والدبابات”.
وفي السياق ذاته اكد مروان الجبوري مراقب محلي للشؤون الامنية في بعقوبة بان “الضلوعية ذات موقع ستراتيجي معروف لذا عمد تنظيم داعش للسيطرة عليها في مسعى منه لقطع طرق الامدادات العسكرية بين بغداد وسامراء اضافة الى تعزيز قدراته في محاولة العودة الى حوض العظيم لانها مناطق قريبة جدا من بعضها البعض”.
واضاف الجبوري ان” العشائر في الضلوعية ضربت مثالا حياً على قدرتها في مواجهة التنظيمات المتطرفة اذا ما توفرت الارادة والتصميم”، مشيراً الى ” ضرورة توفير دعم حكومي قوي لعشائر الضلوعية لادامة زخم المقاومة والتصدي لانها ستصبح بداية انطلاق حقيقية لتطهير مناطق اخرى تخضع لسيطرة داعش”.