من تداعيات رفض اوربا عودة مواطنيها المنتمين الى داعش
الصباح الجديد – وكالات:
أكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية وفاة رضيع شميمة بيغوم، المراهقة البريطانية التي التحقت بتنظيم الدولة الإسلامية.
وجاء إعلان الجماعة، التي تدير المعسكر الذي تقيم فيه شميمة، عن وفاة الطفل الرضيع امس الأول الجمعة.
وأشارت شهادة الوفاة إلى أن الطفل، الذي عاش لأقل من ثلاثة أسابيع، مات جراء الإصابة بالتهاب رئوي.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن وفاة أي طفل « مآساة وفجيعة بالغة للأسرة».
وأضاف أن الحكومة دأبت على التحذير من عواقب السفر إلى سوريا وسوف «تواصل فعل ما تستطيع لمنع الناس من الانجرار إلى الإرهاب والسفر إلى مناطق النزاعات الخطيرة»
وعُثر على شميمة، التي غادرت بريطانيا مع صديقتين لها في 2015 للانضمام إلى تنظيم الدولة، في أحد المخيمات في سوريا في فبراير/ شباط الماضي.
وأرادت الشابة، التي تزوجت من عضو هولندي في التنظيم، العودة إلى بريطانيا، لكن الحكومة البريطانية سحبت منها الجنسية.
وأُبلغ ياغو ريديك، زوج شميمة المحتجز في سجن قريب من مخيم اللاجئين الذي تقيم فيه، بوفاة طفله.
وقال مسعف يعمل لدى الهلال الأحمر الكردي لبي بي سي إن طبيبا فحص الرضيع قبل أن يُنقل إلى المستشفى مع والدته، لكن الطفل توفي في الساعة الواحدة والنصف ظهرا بالتوقيت المحلي.
وعادت شميمة إلى المخيم بعد وفاة ابنها الذي دُفن هناك.
وكان متحدث إعلامي باسم قوات سوريا الديمقراطية، قد قال قبل تأكيد الوفاة، إن الطفل على قيد الحياة وفي حالة صحية جيدة.
قال ساجد جاويد، وزير داخلية بريطانيا، قبل تأكيد وفاة الرضيع: «قد يكون هناك الكثير من الأطفال الأبرياء تماما الذين وُلدوا في منطقة الحرب هذه.»
وأضاف: «ليس في وسعي سوى التعاطف مع الأطفال الذين وُرطوا في هذا الأمر، وهو ما يؤكد لنا كم هو خطير جدا أن يكون أي شخص في منطقة حرب كهذه.»
ووضعت شميمة، 19 سنة، مولودها الشهر الماضي بعد أن عثر عليها صحفي في مخيم اللاجئين السوريين بوقت قصير، وذلك بعد أن غادرت مدينة باغوز، آخر معاقل تنظيم الدولة.
وقالت شميمة في وقت سابق إنها فقدت طفلين بالفعل، وإنها سمّت وليدها الجديد «جرّاح» على اسم مولودها الأول.
وبما أن الطفل وُلد قبل سحب الجنسية من أمه، فإنه اعتبر بريطانيا.
وفي مقابلة مع بي بي سي بعد ولادة جراح، قالت شميمة إنها ليست نادمة على السفر إلى سوريا مع أنها لا توافق على كل ما فعله تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت أنها لم تكن ترغب في أن تصبح «فتاة دعاية» لتنظيم الدولة الإسلامية، وأنها تريد فقط أن تربي طفلها في مناخ هادئ في بريطانيا. وكانت شميمة بصحبة أكاديزا سلطانا وأميرة أبايز، وهما فتاتان من مدرستها، عندما غادرت حي بيثنال غرين شرقي لندن إلى سوريا في 2015.
وقال جاويد في وقت سابق إن «سحب الجنسية من بيغوم لن يمتد إلى ابنها»، موضحا أن «الأطفال لا ينبغي أن يعانوا، لذا إذا فقد الوالدان الجنسية البريطانية لن يكون لذلك تأثير على حقوق الطفل.»
وقالت أسرة شميمة، بعد تجريد ابنتها من الجنسية البريطانية، إنهم سوف يتقدمون بطعن على قرار وزارة الداخلية، مطالبين بإحضار الرضيع إلى بريطانيا.
ونشر محامي بيغوم تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر لرد وزارة الداخلية على مطلب الأسرة.
وقال أكونجي: «أخبرتهم الداخلية البريطانية بأن مسألة إحضار الطفل إلى بريطانيا أمر من اختصاص الخارجية، والتي تحتاج إلى موافقة من والدته.»
وتلتزم الخارجية بدراسة جميع طلبات المساعدة القنصلية، وفقا لخطاب الداخلية الذي تسلمته أسرة شميمة ردا على طلبها.
وقال مراسل الشؤون الداخلية لدى بي بي سي دانيال سانفورد إنه ربما كان بإمكان الحكومة البريطانية إحضار الرضيع من سوريا، لكن الأمر «صعب من الناحية السياسية».
وأضاف: «ثبت مرارا أن موقف الحكومة – الذي يتضمن أن الذهاب لإخراج الناس من المخيمات ينطوي على خطورة بالغة- غير دقيق على الإطلاق لأن الصحفيين يتمكنون من الوصول إلى تلك المخيمات وهم آمنون نسبيا.»
وتابع: «العمل مع الهلال الأحمر، على سبيل المثال، قد يساعد على إخراج الناس من تلك المخيمات إذا ما توافرت إرادة سياسية لذلك.»
« فشلت الدولة»
وقال دال بابو، مفتش شرطة سابق في لندن وصديق عائلة شميمة، لبي بي سي: «لقد فشلنا كدولة في حماية الطفل.»
وأضاف: «كان من الممكن تفادي مقتل مواطن بريطاني، واستغاثت الأسرة بالفعل بوزارة الداخلية، وطلبت المساعدة، لكن الوزارة أرسلت ردا يفيد بأنهم توجهوا إلى الوزارة غير المعنية بالأمر.»
وأكد أن «وزارة الداخلية لم تحاول المساعدة على الإطلاق»، معربا عن صدمته من «طريقة تعاملها مع الموقف».
كما انتقدت ديان أبوت، وزيرة الداخلية في حكومة الظل المعارضة في بريطانيا، إجراءات الداخلية عبر تغريدة على حسابها على تويتر، قائلة: «أنا ضد القانون الدولي عندما يسمح بترك شخص بدون جنسية، والآن مات طفل بريء نتيجة لتجريد امرأة بريطانية من جنسيتها، إنه أمر قاس وغير إنساني.»
وقالت كريستي ماكنايل، رئيسة قسم السياسات والدعم والحملات بمنظمة «سيف تشليدرن» ( انقذوا الأطفال) الخيرية: «جميع أطفال تنظيم الدولة ضحايا الصراع ولابد أن يُعاملوا كذلك.»
وأضافت: «كان من الممكن تفادي وفاة هذا الطفل وغيره من الأطفال. ولابد أن تتحمل بريطانيا وغيرها من الدول التي ينتمي إليها آباء وأمهات هؤلاء الأطفال مسؤوليتها تجاه مواطنيها الموجودين في شمال شرق سوريا.»