وسام صابر
توصف مهنة الصحافة بانها مهنة المتاعب خصوصا ذلك الصحفي الذي يحرص على ذكر الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، لكن من ذلك الذي يرضى بسماع الحقيقة؟ القليل جدا، وماذا لو كانت هذه الحقيقة تعريه وتكشف وجهه القبيح الذي طالما حرص على اخفائه عن الأصدقاء والأعداء بقناع الفضيلة والاخلاق العالية.
فيلم ( kill the masinger ) أو ( أقتل الرسول )، يتحدث عن أحد هؤلاء الذي ظن “واهما” أنه يعيش ببلد الحرية والديمقراطية، فيتابع مجموعة من مهربي المخدرات، وعندما يقترب من كشف الحقيقة يصطدم بجدار اقوى منه بكثير. الحقيقة أن مهربي المخدرات يعملون بحماية من مسؤولين أميركان رفيعي المستوى، وكشفهم سيعرض ذلك الصحفي ومن معه الى الخطر، فتكون النتيجة أن رئيس التحرير ينقله الى مدينة بعيدة عن عائلته وأولاده، وتنشر إحدى الصحف الموالية للمسؤولين خبرا عنه أنه شخص غير مستقر نفسيا ومصاب بهلوسات تصور له أمورا غير حقيقية!
لم يستسلم البطل وحرص على متابعة ما بدأه، لكن التيار الذي قرر السباحة ضده كان أقوى منه بكثير، خسر بسبب اصراره زوجته واولاده وعمله، لا شيء أمامه الآن ليفعله، لا شيء غير انهاء حياته، وذلك ما فعله في النهاية.
تذكرت وأنا أتابع الفيلم ادوارد سنودن الذي عمل كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي قبل أن يسرب تفاصيل برنامج التجسس بريسم إلى الصحافة، وجوليان اسانج مؤسس موقع ويكليكس، فقد خسروا حياتهم المهنية والعائلية لفضحهم الحكومة الاميركية وأساليبها غير الشريفة وخياناتها لحلفائها، واليوم يعيش سنودن وأسانج خارج بلدهم مهددين بالموت، أو الحبس وكل ذنبهم انهم فضحوا خطأ.
الحقيقة وحاملها دائما في خطر
التعليقات مغلقة