في سبايكر ذبحت 1600 مرّة…

يحيى البطاط

كانت تكفيني ميتة واحدة، لكي أختفي من حياتك يا أخي،
رصاصة واحدة كفيلة بتحويل وجودي إلى ذكرى في تاريخ وجودك،
لماذا قتلتني، 1000 مرة، 1600 مرة، 3000 مرة
هذا كثير
كثير عليّ وكثير عليك..
أكثر مما تتحمله أرواحنا
تريدني أن أرحل عنك إلى الأبد،
أنا لا أستطيع،
قد أنجح مرّة، لكنّي لا أستطيع أن أرحل عنك إلى الأبد.
قد تنجح أنت مرّة وتدفع بي إلى تلك الهاوية المظلمة،
مرّة إلى قاع النهر
ومرّة إلى أعماق الحفرة التي أعددتها لبقاياي،
ستتركني هناك تلمع في رأسي رصاصة، انطلقت من رأسك..
ستنجح مرّة،
ستنجح 1600 مرة،
لكنّك لن تستطيع أن تنجح إلى الأبد،
لسبب بسيط
هو أنّني أشبهك
أمّي تشبه أمّك
وأبي لديه ملامح أبيك نفسها
لأنّي أحلم مثلك، وأفكر مثلك، وأتألم مثلك
أنا وأنت
متشابهان حد الموت،
لذا لا أستطيع أن أرحل بعيداً عنك،
الأمر ليس بيديّ ولا بيديك،
لماذا تريد أن تجعل وجودك ناقصاً من وجودي؟
ماذا ستفعل وحدك؟،..
حياتك ستكون موحشة من دوني،
مثلما أصبحت حياتي موحشة الآن بسببك..
لماذا تريد لروحك أن تنزف من ثقوب جسدي إلى الأبد؟
ستختفي روحك في النهاية.
أخي
يا قاتلي
خذ نافورة الدم التي تحلم بها
ضعها في غرفة نومك،
دع أولادك يستحمون في سوائلي الحمر،
لكنّك ستأكل من الأرض نفسها التي أخفيت فيها جثّتي،
وستشرب من النهر نفسه الذي واريت فيه ملامحي،
سأكون فيك،
أتجوّل في أحلامك،
وأنبش في أعماقك بحثاً عني،
ستبقى عيناي مفتوحتين إلى الأبد، تحدّقان فيك.
7/9/2014

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة