يوسُفنا

علي لفته سعيد

إنّي رأيْتُ أحدَ عشرَ ضوْءاً
حين لامسْتُ الغيْمَ فنطقَ بلغتي
أريدُ أن أقْصصْ عليكَ ما أدْركْتهُ
لعلّ الأرْصفةَ دليل السّفر
وإنابةِ السّائلين
فلا أدْخل إخْوتي في صوْتي
ولا أزاحمَ الكواكِبَ ولا أنْظرَ إلى الشّمْسِ
أعتابُ آدمَ ونوحاً وإبْراهيمَ ويعْقوبَ
ومن تبوّأ الطّريقَ من الله
حينَ تركوا أثرَ النبّوّةِ في مُدني
ولم يسْقوا حروفَهم
فغدَت الصّحْراء للقوافلِ والسّيوفَ
ولم يقلْ أحدٌ منْهم
نحْنُ عُصْبةٌ
ولم يكْتبوا على الجدْرانِ
أنّ الوارثينَ بعدَ ألْفِ ألفِ عامٍ في الظّلالِ
لا يحْتاجُون بيّنةَ النّاظرين
لأنّي رأيْتُ أحدَ عشرَ حرْفاً
في دفاترِ الحُلمِ
يرْسمُ حدودَ البلدِ المقْسومِ
ينادي به المكبّرونَ
لن نتْرككَ وحيداً
وغافلوهُ حينَ أغْمضَ عيْنيْهِ
يشمّ خبْزَ سنابلهِ
ورموْهُ في الجّبّ
كتبوا على جدْرانهِ
نحْنُ له حافظون
تلقى طعناتٍ كثيرةً
وهو ملْقى على وجْهِ الماءِ
ووجْه الذّئْبِ يبْكي
يصْرخُ بلهاثهِ إنّكم الأخْسرون
لأنّي خضْتُ أحدَ عشرَ حرْباً
رأيتُ فيها إحدى عشرة بقْعةَ دمٍ
لم أعْرف أيّ من إخْوتي قدّ قميصي
فتشابهت عليّ الأكفّ
و توزّعَ الجرْحُ متاعاً صائِداً للذئْبِ
لم يُكْرموا مثْوايَ وراحوا يغنّونَ للمسْتعانِ
أن هذي البلادُ كاذبة
لا يُزاحُ عنْها السّوء
واتّهموها هائمةً تُهيمُ بما همَت
بأحْرفِ السّماء
هذي البلادُ التي تعْرفُ مكْرَ إخْوتها
رمت قميصَها المقدود
لا نفْعَ من حكْمٍ يحْملُ بيْنَ أصابعهِ دمي
إنّي رأيْتُ الضّوْءَ والماءَ
سيقولونَ أضْغاثُ أحْلامٍ
والنّفْسُ وما تهْوى
وما يقْصدهُ
أنْثى وأنّه لمجْنون
كلّما دخلوا عليهِ
وجدوه يمسكُِ بالحروف
كي لا ترْتدي ثوْبَ الحرْب

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة