نينوى ـ خدر خلات:
يبدو ان القيادة الكردستانية السياسية والعسكرية عازمة على استرجاع جميع المناطق التي خسرتها لصالح تنظيم الدولة الاسلامية او ما يعرف اختصارا باسم (داعش) خلال شهر آب الماضي.
وكان تنظيم داعش قد بسط سيطرته على مناطق كانت تخضع لسيطرة قوات البيشمركة بشكل شبه كامل، مثل سنجار وزمار وسد الموصل وبعشيقة وتلكيف والحمدانية وقضاء مخمور ونواحيه قراج وديبكة والكوير.
ونجحت قوات البيشمركة، بعد اعادة تنظيمها، وباسناد جوي امريكي حيناً، واميركي عراقي مشترك حيناً آخر، من ايقاف تقدم تنظيم داعش باتجاه عاصمة الاقليم اربيل.
ثم بدأت صفحة الهجوم المقابل من قبل البيشمركة، والتي تمكنت فيها من استعادة السيطرة على سد الموصل وناحية وانة (35 كلم شمال غرب الموصل) المجاورة في الثامن عشر من آب الماضي والتقدم نحو زمار (60 كلم غرب الموصل)، وتحرير عشرات القرى بضمنها منطقة عين زالة الغنية بالنفط، وما زال موقف زمار لم يحسم بعد رغم ان قوات البيشمركة تسجل تقدما ملحوظا.
ثم هاجمت قوات البيشمركة محور قضاء مخمور (45 كلم جنوب اربيل) وتمكنت من طرد عناصر داعش، تلا ذلك تقهقر قبضة داعش على نواحي ديبكة وقراج والكوير، والتي باتت في قبضة البيشمركة بدون مقاومة تذكر.
وفي نفس الوقت تمكنت قوات البيشمركة من طرد عناصر داعش من معظم اجزاء قضاء تلكيف (20 كلم شمال الموصل)، وتم تحرير مدن تللسقف وباطنيا ومجمع بابيري (الرسالة) اما مركز قضاء تلكيف نفسه، فبات خاليا من عناصر داعش ومحاصر بالكامل من قوات البيشمركة التي تتأنى في الدخول اليه بسبب الطرق والبيوت والمركبات المفخخة التي يستخدمها التنظيم في حروبه الدفاعية كاسلوب لا يبدو انه سيتخلى عنه لنجاعته او لأنه يعرقل تقدم القوات المهاجمة.
اخر صفحات المواجهات بين قوات البيشمركة وتنظيم داعش كان قضاء الحمدانية (35 كلم شرق الموصل) وناحية بعشيقة (17 كلم شمال شرق الموصل)، حيث هاجمت قوات البيشمركة مواقع داعش اول امس الجمعة الماضية وما زالت الاشتباكات المتقطعة مستمرة.
ويقول نقيب في قوات البيشمركة، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ “الصباح الجديد” والذي يشارك في القتال في محور الحمدانية ـ بعشيقة ان “الهدف الرئيس من هجوم يوم الجمعة على مواقع داعش كان يستهدف بسط سيطرتنا على جبل (العين الصفراء) الاستراتيجي والذي يطل على اجزاء واسعة من منطقة سهل نينوى”.
واضاف “تمكنا من تحقيق هدفنا بعد مقاومة رمزية من قبل عناصر داعش، وسيطرنا على خمسة قرى في سفوح الجبل، مع أسر 4 من عناصر داعش ومقتل 3 آخرين، بينما البقية لاذوا بالفرار باتجاه مدينة الموصل”.
ويطل جبل العين الصفراء على مركز ناحية برطلة من الجهة الجنوبية، اما جهته الغربية فتطل على ناحية بعشيقة.
وتابع متحدثنا بالقول “نحن نتقدم باستمرار، وقد يكون تقدمنا بطيئا في بعض الاحيان، والسبب يعود الى ان تنظيم داعش يحتمي بالعبوات الناسفة التي زرعها بكثافة على الطرقات وفي المقار الحكومية ومنازل المواطنين التي كانت تحت سيطرته في بعض البلدات خلال الاسابيع الاربعة المنصرمة”.
ومضى بالقول ان “قوات البيشمركة في محور بعشيقة حققت تقدما لافتا، بعدما سيطرت على قريتي الفاضلية وكانونة (غرب بعشيقة) وقطعت امدادات العدو من ذلك الجانب، كما تقدمت قوات اخرى من الجهة الشرقية وسيطرت على قرى قوبان وبير حلان (غرب بعشيقة) وبوجود قواتنا شمال بعشيقة فان العدو بات محاصرا من 3 جهات، ومسألة طرده من بعشيقة هي مسألة وقت لا اكثر”.
ونوه الى انه “تم قتل 15 داعشيا وأسر نحو 20 آخرين، بينما خسائرنا كانت شهيدين وجريحين”.
ويرى الضابط الكوردي ان “حسم معركة بعشيقة وبرطلة سيقصم ظهر داعش في مدينة الموصل، لانه وفق تسريبات وصلتنا، فان تنظيم داعش يرى ان طرده من هاتين المنطقتين قد يعني خسارته لمدينة الموصل نفسها بسبب ارتفاع وتيرة السخط والاستياء على عناصر التنظيم من قبل أهالي الموصل بعد تفجير عدة مقامات للأنبياء وجوامع ومراقد تاريخية وأثرية، فضلا عن القرارات والفتاوى التي يفرضها التنظيم على أهل الموصل”.
وكان تنظيم داعش قد بسط سيطرته على غالبية اجزاء محافظة نينوى في العاشر من حزيران الماضي، بعد انهيار مفاجئ للقوات الامنية العراقية.