قبيل اجتماع مشترك برئاسة الأمم المتحدة
متابعة _ الصباح الجديد:
اندلعت اشتباكات في مدينة الحديدة اليمنية امس الأربعاء بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين قبيل انعقاد أول اجتماع للجنة عسكرية مشتركة برئاسة الامم المتحدة مكلّفة بالاشراف على وقف اطلاق النار.
وتردّدت في القسم الشرقي من المدينة المطلة على البحر الاحمر في الساعات الأولى من الصباح أصوات طلقات مدفعية واشتباكات بالأسلحة الرشاشة، وفقا للمراسلة.
ويسري وقف إطلاق النار الهشّ في محافظة الحديدة الذي تم التوصل اليه في محادثات سلام السويد هذا الشهر، وسط تبادل للاتّهامات بخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 كانون الاول.
وقتل عشرة عناصر من القوات الموالية للحكومة واصيب 143 بجروح في محافظة الحديدة منذ بدء الهدنة، حسبما أفاد الثلاثاء مصدر في التحالف العسكري بقيادة السعودية الداعم للحكومة في هذا البلد لفرانس برس.
من جهتهم، أفاد « المتمردون « مساء الثلاثاء عبر قناة «المسيرة» المتحدثة باسمهم أن القوات الحكومية «خرقت الاتفاق 31 مرة» في الساعات الـ24 الاخيرة.
ويسيطر المتمرّدون على الغالبية العظمى من أرجاء المدينة، بينما تتواجد القوات الحكومية عند أطرافها الجنوبية والشرقية.
وكان من المقرّر أن تنعقد في الحديدة امس الأربعاء، أول جلسة للجنة عسكرية مشتركة تضم الامم المتحدة وطرفي النزاع برئاسة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمارت الذي وصل إلى الحديدة الاحد الماضي.
النجاح او الحرب
بدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت حدّتها مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري يضم الامارات خصوصا في آذار 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمرّدين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما يواجه نحو 14 مليون من السكان خطر المجاعة. وتدخل عبر ميناء مدينة الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في اليمن.ويطالب التحالف بانسحاب المتمردين من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف ورأس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 كانون الأول.
كما أنّه يتوجّب على المتمرّدين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من مدينة الحديدة التي يسيطر عليها المتمردين منذ 2014، بحلول نهاية السابع من كانون الثاني المقبل.
وقال المصدر في التحالف لفرانس برس امس الاول الثلاثاء «نحن سعداء لوصول الجنرال كمارت لبدء الاشراف على تطبيق الاتفاق». وأضاف «نتطلع لدعم جهوده». وتابع «نأمل في أن ينجح، لكن إذا لم يحدث ذلك، فاننا نملك الحق لاعادة إطلاق الحملة لتحرير المدينة» التي تحاول القوات الموالية للحكومة استعادتها منذ أشهر بدعم من التحالف. وفي السويد، اتّفق طرفا النزاع كذلك على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمرّدون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وكذلك على عقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع الأطر لاتّفاق سلام ينهي الحرب. ويرى محللون أنّ الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها هي الأهمّ منذ بداية الحرب لوضع البلد الفقير على سكّة السلام، لكنّ تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة بين الاطراف. وتبنى مجلس الأمن الدولي بإجماع دوله الجمعة الماضية اتفاقات السويد، وبينها إرسال المراقبين المدنيين إلى اليمن بهدف تأمين العمل في ميناء الحديدة الاستراتيجي والإشراف على إجلاء المقاتلين من هذه المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين السكان.