الكثير منا يتصورون بأن الحصول على الشهادات التدريبية هو المقياس لقيمة المدرب و الحقيقة التي لا بد منها ومعرفتها بأن الشهادات تعزز دور المدرب وتنقى عمله من خلال الأساليب العلمية في تطبيق المناهج التدريبية التي يكتسبها المدرب من خلال هذه الشهادات.
التجربة الميدانية وخبرات السنين و الاجتهاد و المتابعة المستمرة و العمل الجاد كلها عوامل أساسية ورئيسية في نجاح التدريب وتطور المدرب الكثير من المدربين لا يملكون شهادات متقدمة ونراهم يبدعون في التدريب ويحققون أفضل النتائج وآخرون يملكون أعلى الشهادات ونراهم عاجزون عن وجود الحلول الصحيحة عندما تتعرض فرقهم على نتائج سلبية في دوري الكرة او على مستوى المنتخبات الوطنية .
الراحل عمو بابا كان غير أكاديميي لكنه تفوق على أصحاب الشهادات العرب و الأجانب و حقق أفضل النتائج و خلق جيل من النجوم وحصد كثير من البطولات ليؤكد بان التدريب موهبة وخبرات ميدانية وإخلاص وشجاعة القرار وعدالة وحب في العمل ويعد الراحل أبو سامي أكثر المدربين شجاعة وله شواهد كثيرة في هذا الاتجاه وحدثني الكابتن المحبوب قاسم أبو حديد المدرب المثالي مدرب اسود الرافدين سابقاً حيث قالوا عندما كانت تصلنا أوامر من رئيس الاتحاد السابق عن طريق الحمايات يرفضها عمو بابا ولا يحسب لعواقب الأمور كان شجاعاً ولا يخشى أحد وهذا عزز مكانته في الوسط الرياضي وكسب احترام الجميع ومن هذا علينا ان ندرك بان التدريب موهبة وحب وخبرات ميدانية واجتهاد وشجاعة وثقة بالنفس وعدالة ويبقى الجانب العلمي عمود كل هذه الصفات على الرغم من انه وحده لا يكفي النجاح يحتاج أسباب والفشل له أسبابه ومن عمانوئيل بابا علينا أن نستوعب الدرس .
أخر الكلام: في عام 1980 م اصطحبني هداف نادي الطلبة الكابتن رحيم حميد معه بنادي الطلبة للاختبار وقتها كنت حارس نجوم الثورة الشعبي حيث لا يوجد مدرب حراس لنادي الطلبة بذاك الوقت فاختبرني الراحل عمو بابا وبدون إجراء عملية الإحماء وقفت بالهدف وبدء بالتسديد على المرمى ونجحت فى الاختبار وقال لي بلهجته المحبوبة ازتمر ولكن إصابتي منعتني من الاستمرار اثر السقوط و الارتماء على الكرة بدون إجراء عملية الإحماء، بالفطرة أدرك عمو بابا كرة القدم لاعباً ومدربً ونجح في اللعب و التدريب بدرجة امتياز الله يرحمه ويغفر له الذنوب جميعا.
* مدرب عراقي محترف
نعمت عباس