واشنطن تقدم 239 مليون دولار لدعم الأقليات العرقية والدينية المضطهدة في العراق

منذ تموز الماضي
متابعة الصباح الجديد:

وافقت حكومة الولايات المتحدة على شراكة مع منظمة إنسانية كاثوليكية رائدة بهدف مساعدة الإدارة على تسهيل وصول المساعدات الأكثر احتياجاً الى الأقليات الدينية المضطهدة في الشرق الأوسط.
ووافقت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على مذكرة تفاهم مع المنظمة الكاثوليكية الأخوية الرائدة “فرسان كولومبوس”. والهدف من الاتفاق هو لتسهيل الشراكات لمساعدة المجتمعات في الشرق الأوسط على التعافي من آثار الإبادة الجماعية والإضطهاد، وربط الوكالة مع الأوساط المحلية وقادة المجتمع المحلي للمساعدة في إيصال الاحتياجات بسرعة الى المجتمعات المسيحية المضطهدة.
وبموجب الاتفاقية، سيساعد الفرسان الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على تبادل المعلومات وتحديد المشاريع والمستفيدين من هذه المساعدات.
كانت منظمة فرسان كولومبوس إحدى أكثر المجموعات النشِطة في الولايات المتحدة وتعمل لدعم جهود الإنعاش للمجتمعات المسيحية المحاصرة في سهل نينوى والتي دمرها سيطرة داعش على المنطقة للفترة من عام 2014 الى عام 2017. وقد خصص الفرسان بالفعل مبلغ 20 مليون دولار منذ عام 2014 لإنعاش المنطقة والجهود الإنسانية في العراق.
وتأتي الاتفاقية في الوقت الذي تستمر فيه الحكومة الاميركية على مواجهة الانتقادات وسط مزاعم بأن الولايات المتحدة لم تُقدم العون للمجتمع المسيحي في العراق. وعلى الرغم من أن الوكالة الاميركية للتنمية الدولية قد خصصت أكثر من 200 مليون دولار للمساعدة المُخطط لها والنشِطة لدعم الإنتعاش في شمالي العراق، فقد ادعى مؤخراً رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق بأن الولايات المتحدة لم تفعل شيئاً لمساعدة المسيحيين في الشرق الأوسط.
ردّت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية بنفي أية فكرة مفادها أن الوكالة لم تُقدم العون للأقليات الدينية في العراق. وفي بيان صحفي اعترفت بأنها يمكن أن تستخدم فرسان كولومبوس لأن خبرتهم العميقة في تعزيز الحوار بين الأديان توفر لهم الوصول والصوت الى المجتمعات التي غالباً ما تتعدى قدرات الوكالة. وجاء في بيان الوكالة: “لايمكن المبالغة في أهمية الصوت الموثوق به عند مساعدة الناجين من الإبادة الجماعية”. وسوف تسمح مذكرة التفاهم للوكالة وفرسان كولومبوس الاستفادة من تمويل الحكومة الاميركية مُقابل مساهمات المحسنين الأميركيين وذلك في رد منسق على الإبادة الجماعية والإضطهاد. وسوف تعمل الوكالة وفرسان كولومبوس معاً لتحديد السكان المحتاجين ومساعدتهم وعقد اجتماعات مع المتنفذين المحليين وتعزيز التعددية والتعاون في الجهود المبذولة لمنع الفظائع الرهيبة في المستقبل.
وفي يوم الثلاثاء أعلنت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية أنها ضاعفت إجمالي مساعداتها منذ شهر تموز الى أكثر من 239 مليون دولار لدعم الأقليات العرقية والدينية المضطهدة في العراق.
ومنذ أن أعلن نائب الرئيس مايك بنس عن إنشاء مبادرة الاستجابة على الإبادة الجماعية والإضطهاد في شهر تموز الماضي، قامت الوكالة بتوسيع عدد الشركاء الذين تعمل معهم لمساعدة مجتمعات الأقليات المضطهدة في العراق. وتعمل الوكالة حالياً مع 36 منظمة محلية و 11 منظمة دينية و 27 منظمة دولية في العراق.
وقال مدير الوكالة الأميريكية للتنمية الدولية مارك كرين، في بيان له: “إن مقياس التقدم ليس بكمية الدولارات بل بالحياة والمجتمعات التي ساعدنا في إحيائها واستعادتها وفي التقدم الملموس على الأرض في سهول نينوى بالعراق. وأحد الأمثلة هو ما حدث في بلدة بعشيقة حيث عمِلت المساعدات التي تُقدمها الوكالة على إصلاح المنازل التي دمرتها الحرب وقدمت السلع المنزلية الأساسية لتمكين العائلات من العودة”.
إضافة الى ذلك، قال كرين إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قد موّلت إعادة تأهيل الآبار التي توفر المياه النظيفة لأكثر من 12 ألف ساكن، وقد ساعدت في إصلاح المحولات والهياكل الكهربائية الأخرى، وتمويل الوحدات الطبية المتنقلة وساعدت في تحسين الأمن والسلامة حول المدارس وغيرها من الأماكن العامة.
وأضاف أيضاً بأن الوكالة تساعد العائلات على بناء المستقبل في بعشيقة من خلال توفير المعدات والوسائل التعليمية المطلوبة للطلبة لمواصلة تعليمهم في 21 مدرسة في البلدة. كما أنها تساعد السكان على استعادة الثقة من خلال تمويل المناسبات لإحياء ذكرى معاناة المجتمع الايزيدي، ودعم الحوار بين الأشخاص من شتى الأديان. ومن خلال الشراكة الجديدة والموارد المتواصلة، ستستمر الوكالة على دعم أولئك الذين يعملون على استحداث عراق سلمي ومتنوع ومزدهر.
ورداً على الانتقادات الموجهة لإستجابة الحكومة الأميريكية في العراق، قال المتحدث عن فرسان كولومبوس، جو كولين، قال إن مفتاح الحل هو النظر في كيفية مواجهة التحديات.
قال كولين في بيان مشترك مع صحيفة كريستيان بوست، في هذه الحالة من الواضح أن الوكالة الأميريكية للتنمية الدولية قد قدمت الدعم بشكل جاد للمجتمعات التي استهدفها داعش بالإبادة الجماعية. لقد أوفدت ممثلاً خاصاً مؤهلاً تأهيلاً عالياً الى المنطقة لتسهيل مساعدة هذه المجتمعات والتأكد من اتمام العمل المنجز بأموال الولايات المتحدة بشكل جيد. وأضاف، كذلك قدمت الوكالة تمويلاً أو مُعِدات لعدد من المشاريع مباشرة الى المجتمعات المتأثرة، كما أنها قدمت مبالغ طائلة من المال لإعادة بناء البنية التحتية في محافظة نينوى.
والممثل الخاص الذي أشار اليه كولين هو ماكس بريموراك الذي تم تعيينه مؤخراً في القنصلية الأميريكية العامة في أربيل.
وأضاف كولين بأن كرين قد قام بجولات على نطاق واسع لبناء علاقات مع الرؤساء الدينيين لتسهيل الدعم للمجتمعات المضطهدة. وقال، إن مذكرة التفاهم هي تعبير واحد عن الطريقة التي تجد بها الوكالة الأميريكية للتنمية الدولية سُبلاً ابداعية للوصول الى هذه المجتمعات.
ووفقاً لكولين، بدأت الوكالة وفرسان كولومبوس بالفعل في تمويل 3 مشاريع. وتشمل هذه المشاريع: توفير خدمات نفسية واجتماعية للنازحين الايزيديين في دهوك، وإعادة تأهيل المقابر التي دنسها داعش في سهول نينوى، وإنشاء مركز لحقوق المُلكية لمساعدة المسيحيين والايزيديين على البدء في العملية القانونية ليتمكنوا من الحِفاظ على منازلهم وأراضيهم.
ووضح كولين أنه تم تصميم المشاريع الثلاثة بالتعاون بين الفرسان والوكالة حيث بلغت تكاليفها أكثر من 700 ألف دولار. وكجزء من الاتفاقية، ستعمل الوكالة والفرسان على تشكيل شبكة من الرؤساء الدينيين في المنطقة لتقديم المساعدة لهم في مجال التنمية وإعادة التوطين لمجتمعاتهم.
قال كولين، إننا نعمل على تعريف الوكالة الأميريكية للتنمية الدولية على هؤلاء الرؤساء ورؤساء المنظمات غير الحكومية في العراق والولايات المتحدة. وأضاف، نتوقع المزيد من هذا العمل في المستقبل.
والتقى كرين مع الكاردينال ساكو في وقت سابق من هذا الاسبوع في محاولة لتوضيح ومناقشة اهتمامات وقلق الكاردينال.
وقال كرين لشبكة الأخبار الكاثوليكية العالمية، أعتقد أننا عقدنا اجتماعاً عظيماً وجزء مما فعلناه هو إطلاع الكاردينال على العمل العظيم الذي قمنا به منذ شهور وفي الأيام الأخيرة. وفي هذا الاسبوع أعلنا عن 178 مليون دولار من المساعدات الإضافية التي تذهب مباشرة الى المجتمعات المستفيدة، وتوسيع الشراكات مع فرسان كولومبوس ومالتيزر انترناشينال وكاريتاس العراق. وأضاف كان لدينا الكثير من الأخبار السارة لجلب انتباه الكاردينال، وأعتقد أنه كان سعيداً جداً.
المصدر/ كريستيان بوست– صموئيل سميث/ عنكاوا كوم– ترجمة رشوان عصام الدقاق/

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة