إنتاج النفط السوري رهن 5 سنوات من إعادة البناء

بنية القطاع التحتية منهارة
الصباح الجديد ـ وكالات:
استبعد العضو في المجلس الاستشاري لمجلس الوزراء السوري زياد عربش، عودة إنتاج النفط السوري إلى مستوياته قبل بدء الأزمة السورية قبل 2023، نظرا للأضرار التي لحقت بهذا القطاع الحيوي.
وقال عربش، أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق، بحسب ما نقلته وكالة “نوفوستي” أمس الاثنين: “من الناحية التقنية لن يعود قطاع النفط السوري إلى مستواه ما قبل الأزمة (2011) قبل 2023 – 2024، إذ يتطلب ما لا يقل عن 4 – 5 سنوات لصيانة هذا القطاع”.
وأضاف خبير الطاقة السوري أن حقول النفط التي وقعت تحت سيطرة الإرهابيين “استنزفت”، إذ دمر المسلحون البنية التحتية في هذه الحقول.
وأوضح عربش أنه “بعد إجراء تقييم فني وجيولوجي لحقول النفط التي بسطت الحكومة السورية السيطرة عليها ستأتي مرحلة الإنقاذ، التي تهدف لإعادة مستوى الإنتاج إلى مستويات مقبولة، بعد ذلك ستبدأ مرحلة تطوير الحقول، والتي تتطلب استثمارات ضخمة لإعادة الإنتاج إلى مستواه قبل الأزمة، لذلك قبل 2023 – 2024 لن يكون بالإمكان الإنتاج بشكل كامل”.
وتعرض قطاع النفط في سوريا لأضرار جسيمة بسبب الحرب الدائرة في هذا البلد، وقال وزير النفط السوري والثروة المعدنية علي غانم، في أكتوبر 2017، إن إنتاج النفط السوري هبط مع بداية الأعمال القتالية إلى 16 ألف برميل يوميا، بعدما كان عند 385 ألف برميل يوميا، فيما تراجع إنتاج الغاز إلى 13.5 مليون متر مكعب في اليوم، من 21 مليون متر مكعب في اليوم سجلها قبل الأزمة.
وأضاف الوزير السوري أن التقديرات الأولية تشير إلى حجم الأضرار التي لحقت بقطاع النفط السوري خلال فترة الحرب تجاوزت 68 مليار دولار.
يذكر أن موسكو ودمشق وقعتا في 2017 اتفاقية للتعاون في مجال الطاقة والثروة المعدنية، والتي تنص على تعاون الجانبين في تطوير وإعادة تأهيل حقول النفط والغاز ومناجم الفوسفات، والعديد من مشاريع البنية التحتية في سوريا.
وكان الجانبان الروسي والسوري ناقشا آفاق التعاون الثنائي في مجال النفط.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الطاقة الروسية ونقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية أن “وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك التقى بوزير النفط والمعادن السوري، علي سليمان غانم، وناقش الجانبان حالة وآفاق التعاون الثنائي في مجال الغاز والنفط.. وكذلك مجموعة العمل الروسية – السورية في مجال الطاقة”.
وقبل ذلك عقد غانم اجتماعا مع ممثلين عن الشركات الروسية، أكد خلاله أن التعاون مع الشركات الروسية العاملة في مجالات النفط والغاز والثروات المعدنية في المرحلة الماضية كان إيجابيا ومثمرا نتيجة التوجه الحكومي في سوريا لزيادة وتوسيع التعاون مع روسيا في هذه المجالات.
ولفت غانم إلى أهمية الاجتماعات الدورية بين الجانبين لمتابعة تنفيذ اتفاقيات التعاون، التي تم التوصل إليها في اجتماعي سوتشي ودمشق للجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني التقني مع التقيد بالمواعيد الزمنية لتنفيذ مشاريع التعاون المشترك.
من جانبهم، أكد ممثلو الشركات الروسية عزمهم مواصلة التعاون مع الجانب السوري وتجسيد مشاريع هذا التعاون في خارطة طريق في مجال الطاقة بجميع قطاعاتها الاستكشافية الجيولوجية والاستخراجية، وإعادة تأهيل وتطوير حقول استخراج النفط والغاز ومناجم الفوسفات وقطاع التكرير، وكذلك تنفيذ برامج تعليمية وأعمال ودراسات علمية مشتركة.
يشار هنا إلى أن وزارة النفط والثروة المعدنية السورية وقعت مع شركة “روس جيولوجيا” مذكرة تعاون في العديد من المشاريع المشتركة، التي تتعلق بمجالات عمل وزارة النفط والثروة المعدنية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة