وصل العدد بهم الى 3800 لاجئ عراقي من أصل 11500
نينوى ـ خدر خلات:
وصلت وجبة جديدة من اللاجئين العراقيين في مخيم الهول الحدودي بسوريا والتي شملت نحو 344 لاجئا من اصل نحو 11500 لاجئ، عبر منفذ حدودي غير رسمي، فيما يدعو ناشطون عراقيون الى شمولهم بتدقيق امني مشدد ومسائلتهم عن سبب بقائهم في تلك المخيمات ومغادرتها مع بدء اتراب لحظة الانهيار التام لتنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا.
وبحسب مصادر مطلعة، فان 344 لاجئا عراقيا غادروا مخيم الهول الحدودي في الجانب السوري، وعبروا الى العراق عبر منفذ غير رسمي يسمى “الفاو” كوجبة رابعة من اللاجئين العراقيين العائدين لبلادهم، ليكون المجموع الكلي للعائدين 3842 لاجئا بضمنهم اطفال ونساء، فيما يبلغ عدد الباقين في المخيم 7759 لاجئا عراقيا، اغلبهم ينتظرون دورهم للعودة الى مدنهم وقراهم في محافظات عراقية ابرزها نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى. علما ان العدد الكلي للعراقيين الذين كانوا يقطنون بهذا المخيم هو 11601 لاجئ من النساء والرجال والاطفال.
وقال الناشط الموصلي والحقوقي لقمان عمر الطائي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “اعادة النازحين العراقيين الى مناطقهم هو امر جيد بطبيعة الحال، وهذا مؤشر ايجابي على ان الفترة الحالكة والمظلمة التي عصفت باغلب اجزاء البلد بدأت تتراجع، وان الامال معقودة على مستقبل واعد ومطمئن”.
واضاف “ان عودة اللاجئين العراقيين من مخيم الهول الحدودي يؤكد ان خطر التنظيمات الارهابية بدأ يتلاشى على البلاد او على المناطق التي هرب منها هؤلاء اللاجئين، وانه على وفق معلوماتنا فان اغلب من يقطن بمخيم الهول يرغبون بالعودة لمناطقهم لممارسة حياتهم مجددا”.
واستدرك بالقول “لكن من الضرورة بمكان ان يكون هنالك تدقيق امني مشدد وجدّي يشمل جميع العائدين من هذا المخيم، ومساءلتهم عن سبب بقائهم في سوريا لحد يومنا هذا، حيث بدأت تلوح في الافق العلامات الواضحة للانهيار الكبير والتام لتنظيم داعش الارهابي”.
واشار الطائي الى انه “ينبغي بالحكومة العراقية التواصل مع الجهة السورية التي تشرف على المخيم، لمعرفة اعداد اللاجئين والقاطنين فيه منذ استحداثه لحد الان، والتأكيد على الارقام خشية وجود ارتفاع فيها مؤخرا، لانه من المرجح ان عائلات داعشية هربت من مناطق اخرى في المحافظات السورية ولجأت لهذا المخيم كي تحشر نفسها مع العائلات البريئة وتحجز مكانها للعودة الى العراق”.
مبينا ان “مسالة عودة العائلات التي لديها مقاتلين مع داعش هي مسالة مهمة للوضع الامني العراقي، وينبغي معرفة مصير ابنائهم سواء كانوا قد قتلوا او فروا الى دول اخرى عبر دولة مجاورة، كما لابد من مراقبة هذه العائلات ومتابعة انشطتها وتحركاتها في مناطق عودتها او حتى في المخيمات التي يمكن ان يتم نقلهم اليها”.
ويرى الطائي انه “لابد من وجود تنسيق امني بين محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى لمتابعة هذه العوائل التي تتوزع بين هذه المحافظات، والعمل على توفير الدعم وتقديم المساعدة الى العائلات البريئة منهم، مع مراقبة العائلات التي لديها ابناء مختفين وتكون اعمارهم من الشباب فما فوق تحديدا”.
داعيا الى “العمل على دمج اطفالهم في المجتمع وادخالهم في المدارس الحكومية ومتابعتهم لاجل اعادة تأهليهم وتشذيب عقولهم من اية افكار متطرفة قد تكون انتقلت اليهم في اثناء وجودهم في سوريا”.
وكانت “الصباح الجديد” قد كشفت في اكثر من مناسبة في الاسابيع القليلة المنصرمة عن وجود نوايا لمئات العائلات العراقية القاطنة في سوريا للعودة الى مناطقهم في البلاد، كما اوضحت ان الكثير من العائلات العراقية بدات بمغادرة مناطق تخضع لسيطرة التنظيمات الارهابية هناك وخاصة تنظيم داعش الارهابي بعد الهزائم الثقيلة التي اصابته بمقتل سواء في العراق او في سوريا، اضافة الى ان بعض الارهابيين العراقيين يرغبون بارسال عائلاتهم فقط فيما يسعون للهرب الى دول اوروبية وغير اوروبية عبر منافذ وطرق غير رسمية في سوريا.