الكردستاني يطلب ضمانات أميركية أو إيرانية للمشاركة في حكومة العبادي

بغداد – نجلاء صلاح الدين:
كشفت التحالف الكردستاني عن أن الوفد الكردي المفاوض مع التحالف الوطني الذي شكله رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، طرح على رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي وجود طرف ضامن دولي لتنفيذ المطالب الكردية من قبل الحكومة المقبلة، وفيما توقع خبراء سياسيون عدم انسحاب الاكراد من العملية السياسية في حالة عدم تلبية مطالبهم، اكدوا ان الجانب الأمريكي يضغط على الكرد للمشاركة في الحكومة المقبلة.
وقال عضو التحالف الكردستاني عادل برواري الى ” الصباح الجديد ” أمس الأربعاء،ان ” الوفد الكردي المفاوض مع التحالف الوطني طالب بوجود طرف دولي ضامن للوعود التي يقدمها رئيس الوزراء الى الكرد من اجل المشاركة في الحكومة المقبلة”، مبينا ان الكرد سيقبلون بضمانة امريكية او ايرانية واشراف الأمم المتحدة”.
واوضح ان ” اهم افقرات التي يجب تنفيذها هي تفعيل المادة 140 واقرار قانون النفط والغاز وتسنم الكرد لمناصب وزارات منها النفط والمالية ووزارة الخارجية”.
وتابع ” وطالبنا ايضاً برفع حصة الأقليم الى 25 % من الموازنة الأتحادية والمشاركة في القيادة العامة للقوات المسلحة واستقالة الحكومة في حال انسحاب الكرد منها “.
وبين ان “اقيم كردستان ينتظر الكلمة الاخيرة من قبل التحالف الوطني حول الشروط المطروحة من قبل الاقليم “،.
وزاد بالقول “في حالة قبول التحالف الوطني بتلك الشروط سينقل الوفد نتائج المفاوضات إلى القيادات الكردستانية في أربيل ليعود سريعاً بعدها إلى بغداد للعمل على تشكيل الحكومة الجديدة”.
واشار برواري الى ان ” موقف القيادات الكردية واضح وجاء منسجماً مع الدستور والقانون “، مبيناًً ان ” اقليم كردستان شكل لجنة تفاوضية لأجراء الحوارات بشأن تشكيل الحكومة تتألف من 3 أعضاء، يمثلون الاحزاب الرئيسة في الاقليم “.
وأكد ان ” استمرار اللقاءات والمفاوضات مع القوى السياسية الاخرى في اطار تلبية شروط التحالف الكردستاني على وفق البنود الدستورية “.
ولفت النائب في التحالف الكردستاني الى أن “وزارة النفط ليست مطلباً ملحاَ لدى الكرد في مباحثات تشكيل الحكومة المقبلة بين اللجنة الكردية والعبادي ،وانما هي من بين الوزارات السيادية التي طرحت ويمكن قبولها او الاستعانضة بأخرى ،وهذه المسائل طرحت في اطار مباحثات مع حكومة العبادي”.
وكان رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي قد اكد في مؤتمر صحافي، بأن مفاوضات تشكيل الحكومة إيجابية، متوقعاً إعلانها خلال يومين.
من جانبه اعرب المحلل السياسي احسان الشمري عن اعتقاده في ان يكون هناك خلافات شديدة بين التحالف الكردستاني والتحالف الوطني ،وتوقع تدخل دول اقليمية ودولية لحل النزاع بين الطرفين .
وقال استاذ العلوم السياسية احسان الشمري الى ” الصباح الجديد ، أن ” الاكراد لن ينسحبوا من الحكومة المقبلة بالرغم من تهديدهم بالمقاطعة في حال عدم تلبية مطالبهم ، مشيرا الى ان ” جميع المراقبين باتو يدركون بان المفاوض الكردي يتميز بالذكاء والقوة وصولا الى رفع سقف المطالب خلال مراحل التفاوض “.
واشار الشمري الى ” وجود اتفاقات سرية لن تظهر للأعلام تتعلق بطرح الكثير من الضمانات وتشارك بها عدد من الدول الاقليمية وربما تدخل الولايات المتحدة في الموضوع لحل تلك الامور ،وخصوصا بعد ضيق الوقت المقرر لتشكيل الحكومة “.
واضاف ان ” هناك اسباباً عديدة لفقدان الثقة بالحكومة المقبلة من جانب الكرد ،من بينها خذلان الحكومات الماضية ابتداء من حكومة الجعفري وصولا الى حكومة المالكي بتلبية مطالب الكرد، اضافة الى عدم الالتزام باتفاقية اربيل التي لم تطبق منها حتى نقطة واحدة “.
واوضح الشمري إن ” التحالف الكردستاني سبق وان هدد بالانسحاب والمقاطعة لأكثر مرة ولم ينسحب، والامر بات مكشوفا لدى الجميع، منوها الى ان جميع السياسيين العراقيين يتأثرون بالحراك الخارجي اكثر من تأثرهم بالحراك الداخلي”.
واستبعد الشمري اقدام التحالف الكردستاني على الانسحاب من العملية السياسية لأسباب عديدة منها الضغط الاميركي والاقليمي فضلا عن وجود مؤشرات على ان العراق سيلعب دورا محوريا في منطقة الشرق الاوسط خلال الفترة المقبلة، مشيرا الى ان من مقدمات هذا الدور هو التقارب الايراني الاميركي والتقارب العراقي التركي وهو ما سيؤثر على المكونات العراقية الثلاثة الرئيسة الشيعة والسنة والكرد.
واعرب الشمري ان الكرد لن يرتكبوا خطأ في الانسحاب من العملية السياسية ،لاسيما وان الكرد متربطين معنويا وماليا واداريا بحكومة المركز ،اضافة الى “وضعهم لبنات العملية الديمقراطية في العراق والعملية السياسية وسن القوانين وكتابة الدستور.
يذكر ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم كلف رسمياً في (الـ11 من آب 2014 الجاري) القيادي في حزب الدعوة الإسلامي، حيدر العبادي، بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، في حين أعلن الأخير، في، (الـ14 من آب)، سحب ترشيحه ودعم مرشح التحالف الوطني، العبادي، لتشكيل الحكومة الجديدة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة