جعفر مراد من الهندسة الالكترونية الى السينما

لندن ـ ابتسام يوسف الطاهر:

المخرج السينمائي العراقي جعفرمراد كان ضيف أمسية المقهى الثقافي العراقي في لندن. عرض لجمهور المقهى مساهماته في المهرجانات السينمائية العربية والدولية والجوائز التي حصل عليها وكذلك لقطات من المقابلات التلفزيونية التي تمت معه في الدول العربية.
كان سعيدا بلقاءه جمهور الجالية العراقية من مثقفين وادباء وسينمائيين.. إضافة الى حضور السيد سفير العراق في المملكة المتحدة بدعوة من المخرج جعفر مراد نفسه، الذي قدم له في نهاية الأمسية شهادة تقديرية لجهوده الفنية وتمنى له النجاح.
إستمع جمهور المقهى في بداية الأمسية الى البيان الذي قرأه الفنان والإعلامي فلاح هاشم موقعا من قبل مجموعة من المثقفين والذي يندد بالأساليب البوليسية والقمع والقتل ضد المتظاهرين العراقيين وكذلك الإعتقالات التي طالت المحتجين على نظام المحاصصة والطائفية والفساد العام الذي تمارسه الحكومة بكل طوائفها. وكانت قراءة البيان بمثابة رسالة ليسمعها السفير لعلها تصل لمن بيده الامر!
المخرج جعفر مراد يقيم في أوروبا منذ زمن حيث أكمل دراسته الجامعية في الهندسة الالكترونية وحصل على الباكالوريوس من جامعة اوترخت في هولندا، ولكن حبه وشغفه لعالم السينما والفن جعله يترك الالكترونيك ويتجه الى السينما وبالخصوص الى بريطانيا لدراسة السينما هناك. وفعلاً حصل على الماجستير هناك في الإخراج السينمائي وكتابة السيناريو والتصوير والمونتاج.
وفي بريطانيا اخرج وانتج العديد من الافلام القصيرة قدم فيها وجوه لاعلاقة لها بالتمثيل، لكنه دربهم ليشاركوا في ادوار قصيرة، اضافة الى تعاون بعض الفنانين المعروفين المقيمين في بريطانيا مثل المسرحي فلاح هاشم. في حديثه القصير شكر كل من شارك في افلامه «وتحملني فأنا صعب كمخرج، لست عصبيا او متطلبا، لكني اصر على ان العمل لابد من انجازه على اكمل وجه»
وبما ان الامسية كانت مكرسة لتقديم بعض من افلامه فقد تم عرض افلام قصيرة منها: العودة الى فكتوريا، لاحاجة للحبر -No Ink Required – وفيلم بايسكل وفيلم خلف المرآة، وغيرها ..مايميز تلك الافلام هو تلك الصور المكثفة التي اختصرت في مشاهد قصيرة ومعبرة، مستخدما الصور والضوء والحوار الداخلي للبطل لمتابعة الاحداث بوقت قصير. فيها معالجة نفسية متقنة وبعضها حاول طرح مشكلة الارهاب والاسلام في اوربا.. ويؤكد انه يفضل ان يكتب سيناريو الافلام التي يخرجها فهو يعرف خيال القصة ودواخلها ليخرجها على طريقته. فكانت افلامه اشبه بالقصة القصيرة الشاعرية المكثفة.
من تلك الافلام «خلف المرآه» الذي قال عنه مراد، انه من الافلام المحببة لديه. جرئ حيث يناقش عذرية المرأة بطريقة جديدة، وشارك الفيلم في خمسة وثلاثون مهرجان عالمي في أمريكا الشمالية والجنوبية وفي أوربا. ثلاثة مهرجانات في هوليود وعشرة في باقي الولايات الامريكية.وشارك في أوروجواي وباروجواي، وكولومبيا والأرجنتين وبيرو والمكسيك وكوبا. وحصل على جائزة أفضل فيلم مهرجان IFFC في الهند. وكضيف شرف على مهرجان كام السينمائي السابع في القاهرة حصل على تكريم من المهرجان، ولاقى اكبر مشاهدة واكثر نقاش لما يحمله من رسالة وجرأة لمناقشة موضوع حساس مثل هذا. وفي بريطانيا ايضا حصل على شهادات تقدير في اكثر من مهرجان.
وعن بداياته في حوار على موقع الحقيقة «بدأت الفن منذ الصغر، كنت اشارك في نشاطات المدرسة من تمثيل مسرحيات الى غناء. ثم احترفت العزف على الاورغ واصبحت مهنتي العزف في الفنادق الدرجة الاولى في بغداد. في اوربا درست الهندسة الالكترونية وحصلت على البكالوريوس في هندسة الكومبيوتر والاتصالات من جامعة اوترخت الهولندية. لكن كنت اشعر بأن حياتي غير مكتملة لأنني لم استثمر الموهبة التي رزقني بها رب العالمين. في واحدة من سفراتي السياحية الى اميركا، دخلت يونيفيرسل ستوديو، وتلك كانت اللحظة التي غيرت حياتي حيث انتابني شعور بانني كنت راكن موهبتي على الرف. عند عودتي الى بريطانيا قررت ان اسلك طريق الفن، فبدأت كممثل في افلام بريطانية الى ان سنحت لي الفرصة لدراسة الماجستير بالاخراج. حيث درست على ايدي مخرجين بريطانيين».
وفي نهاية الأمسية القى الفنان فلاح هاشم كلمة، حول ما يجري في العراق مشدداً على رفض المثقفين والعلماء والأكاديميين الذين وقعوا البيان للممارسات الوحشية التي ترتكبها عصابات الأحزاب الحاكمة ومليشياتها بحق المجتمع العراقي وبحق من يطالب بالإصلاح والتغيير. واكد على مواصلة الكفاح حتى يتم تغيير هذه الحكومة الفاسدة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة