أحلام اليقظة وسيلة للتجانس مع الرغبات

أحلام يوسف
هناك مقولة للروائي البرازيلي باولو كويلو يقول فيها: “عندما ترغب في شيء ما، فإن الكون بأسره يطاوعك على القيام بتحقيق رغبتك”، وبما يعني انك ان رغبت بالحصول على ثروة، يمكن ان تنجح بذلك، ويكون الكون كله تحت امرك، في حالة واحدة، ان عملت بجد وذكاء على هذا الأمر.
تقول نهار طه الباحثة بعلم النفس: للعقل الباطن تأثير اشبه بالإعجازي على ما يحيط بنا وعلى جسمنا، فكم من مرضى شفوا من امراضهم بسبب اعتقادهم بالشفاء، وكم من اصحاء اصابهم المرض بسبب الوسواس او الخوف من مرض معين، فيبقى تفكيره منصبا على تلك الجزئية، ويبدأ عقله الباطن بالترتيب ليصاب بالفعل بالمرض.
وتابعت: هناك مثل مصري شعبي “الي يخاف من العفريت يطلعلو” فان تحولت حالة معينة الى هاجس سواء كانت حالة إيجابية ام سلبية، فستؤثر على صاحبها، فإما ان يتحول الى شخص إيجابي، متفائل ينظر الى النصف الملآن من القدح، او سلبي، وسوداوي.
وأضافت: تقوم برمجة العقل الباطن على عنصر الخيال، ويعني ذلك تعديل بعض سلوكياتنا التي نشأنا عليها، او تطبعنا بها، مثل الخوف، او الرهاب، والتشاؤمية، وغيرها من الصفات التي تؤثر بصورة سلبية على حياتنا، وحياة من حولنا.
كل منا لديه طموحات واحلام، تتعلق بكل تفاصيل الحياة، سواء ما يتعلق بحالة الفرد الاقتصادية، والاجتماعية، والسلوكية، هناك من يحلم بامتلاكه ثروات طائلة، وهناك من يطمح الى ان يكون شخصا متفائلا، كل ما نحتاجه هو القرار، قرار تحقيق تلك الرغبة.
فريق أكاديمية نيرونت الأميركية، خلص الى ان آخر خمس دقائق قبل دخولنا في حالة النوم، ربما تكون هي الأهم في يومنا، ففي هذا الجزء الصغير من اليوم، يخبرنا عقلنا الباطن بما نشعر، ويرسخ لحالتنا المزاجية في اليوم التالي، مع العلم أن العقل الباطن (أو اللاواعي) ليس بمقدوره التمييز بين ما كنا نشعر به حقيقةً في حالة اليقظة، وبين ما نتمناه أو نتخيله!
وهناك طريقتان الأولى ان نتذكر كل المواقف التي حصلت معنا، ووجدنا أننا لم نكن كما يجب، او أننا لم نرد الرد المناسب في هذا الموقف او ذاك، او ان هناك مشكلة لم تحل وبالتالي فيجب ان نقلق، وسنبدأ بمحادثات سلبية بيننا وبين أنفسنا، ونملأ عقلنا الباطن بها.
بحسب “نيروت”، فلدينا بديل آخر لكيفية قضاء دقائق ما قبل النوم، ألا وهو إن بدأنا نشعر بالنعاس، وكنا على وشك الدخول إلى عالم النوم، نسأل أنفسنا “كيف كنت سأشعر في حال تحققت جميع رغباتي”، ونستمتع بما سوف نشعر به ونتخيله إلى أن يسقط جسمنا تمامًا في النوم.
هذه ليست مجرد ممارسة فارغة، بل هي أداة برمجية لإعادة عقلنا الباطن للعمل بنحو إيجابي.
أحلام اليقظة احدى الطرق التي وجد علماء النفس تأثيرها على حالة الفرد الصحية والنفسية، نستطيع ان نصنع من خلالها حياة أخرى غير تلك التي نعيشها، نكتب لها سيناريو وحوارا مثلما نحب ونتمنى، صحيح اننا سنرجع الى الواقع الذي قد نكون ساخطين عليه، لكننا بأحلام اليقظة عشنا دقائق جميلة استعدنا بها صفاءنا الذهني، وشعرنا بالسعادة التي يمكن ان نفتقر اليها بحياتنا الواقعية، فكلنا محتاجون لومضة ضوء، وشعور بالرضا، فان لم نستطع خلقه بحياتنا الواقعية، فهناك فرصة لتحقيقه بأحلام اليقظة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة