عبد الوهاب الملوح
أشبه بأعرج يتدرب أعقاب الليل وحده على رقصة تانغو؛
على دراجة هوائية تروّج النهارات لشتاء فاسد المزاج،
مقطوع الأنساب؛
ليس من عادة الفصول الاحتيال على عاطفة المناخ،
سوف تأتي الرياح بالغباريين يقيمون حفلاتهم على أنخاب
صيادي البروق المفقودين…
كم كانت البلاد امرأة ترفع شالها
عكس رياح السموم وتفتح للدم مجراه في اتجاه
المنفى!
تعالي نتبادل الشتائم؛
نسبُّ الحبّ،
نلوِّث الهواء بقهقهاتنا؛
نعتّق الجدران،
نعري مؤخرة أعمارنا
وندوس على المقدسات والحكومات و..
الانتظارات الكاذبة
اتركيني لي قليلًا، أعيد ترتيب شؤون وهمي
صمتي
وعماي؛
غضاريف روحي،
دقات ساعات حزني،
قيلولتي على هضبات بين لفتاتك،
العزلة حانة مفتوحة بلا بيبان ولا شبابيك
تضج بالظلال المتشققة والأخيلة المنهوبة من قهقهات الصبيان وقت العشيات؛
لولا الرصيف لما انحنيت ألتقط دموع الظلال المتروكة وحدها بلا غد آت،
لولا البكاء لما مشيت أعيد الطريق إلى منعطفاته،
لولا السكر لما انعتق الجسد من سجون الفقهاء
أهيئ النهار قصعة لدموع الأشجار،
أدفع بخطاي تطيل أنفاس المسافة،
على مقربة من يدي تلهو طفلة بأحلامها وتركب منها دمية إلكترونية… ثم تكسرها شماتة في أحلامها.
تعلق الجارة ملابسها الداخلية المتسخة على حبل قدام عمرها متروكة كأن عمرها علكة فاسدة في فمها،
أدفع بخطاي بين شماتة الطفلة والعلكة في فم أدرد أتوقف فلا وقت لي..
يلزمني أن أتخلص من ظل يريد التشبه بي…. لا لشيء إلا ليسيء علاقتي بحدس خطاي.
….لا لشيء إلا ليروضني كلبا يتدرب على النباح
الأنيق؛
لا وقت لي..
لدي ما يشغلني،
أدخل إيقاع أغنية فاسدة؛
أعيد صياغة نكتة سخيفة؛
أكنس الضوء المشبوه عن عتبات سيرتي؛
أقصد محلا لبيع الخردوات لبيع العواطف الجياشة؛
أشارك الصبية لعبة الكجات وأغشهم؛
أحوّل الشوارع إلى ضحكة عريضة….
لا وقت لي
لم أبذل أي جهد
لتفادي ارتطامي المدوي
من شرفة لفتتك،
متعلقا بصدى أغنية
يرددها سكران يأخذ بيد
نهار أصابه الصداع؛
كما أصابني التلف من لفتتك؛
لم يكن من الممكن الإفلات من،
رائحة صوتك،
تشرحني ألما بلا شجن،
تجرحني فرحا بلا أمل،
تعلنني خطأ بلا ندم؛
لم أبذل أي جهد لتلافي كل هذا!
لم أعلف دهشتي بهجة الأوز الطائر،
ولم أرفع يدي طلبا للنجدة مما بي،
ولم أستنفر دمي ليطالب بحقه في التدفق ضمانة لطول العمر،
لم أبذل أي جهد!
كان بإمكاني أن أكون أفضل
لو لم أشم في أغنية لعبد الحليم حافظ؛
لو لم أصدق حكايات جدي عن عشيقاته الجنيات؛
لو لم أتسلق أشجار اليوكاليبتوس استعارة تفسد المعنى وتحقق في تاريخ أستراليا؛
أنا الذي لم أترك دمعتي تسقط جيفة،
لم أمسك بأحزان يدي وهي تجرح حلم ظهيرة امرأة العنب، كنة الرمان،
لم أعتن بدمي زهرة في آنية الجسد أحمر شفاه لسيدة الخمسين.
صدّقت روبنسون كروزو ولم أكن جزيرة ببغاوات.
أشبه بحيوان منوي أعرج يستعرض سيرته في مزاد علني.