بسبب شُح الأمطار ومخلفات داعش
نينوى ـ خدر خلات:
أعلنت مديرية زراعة نينوى انتهاء أعمال الحصاد للحنطة والشعير للموسم الصيفي للعام الحالي التي شملت أكثر من 4 ملايين ونصف المليون دونم مزروعة بالحنطة والشعير، في حين بينت أن الإنتاجية لم تتجاوز الـ 25% من محصول الحنطة و 3% من الشعير بسبب شح الأمطار بشكل غير مسبوق، مع تأثيرات الحرب على تنظيم داعش الإرهابي ومخلفاته الحربية من ألغام وعبوات ناسفة وأجسام حربية غير منفلقة.
وعلى وفق بيان من مديرية زراعة نينوى فقد قال مدير زراعة نينوى الدكتور دريد حكمت طوبيا ان “محافظة نينوى انتهت من عمليات حصاد محاصيلها الاستراتيجية الحنطة والشعير وان المساحات المحصودة كانت 545 الف دونم من محصول الحنطة، و9300 (تسعة الاف وثلاثمائة) دونم من محصول الشعير”.
وبين مدير الزراعة ان “كوادر المديرية مارست دورها في عمليات متابعة هذه الحملة من اجل تذليل جميع المشكلات والمعوقات التي قد تواجه حملة الحصاد والتسويق وانه تم تشكيل لجان متابعة لهذ الغرض”.
يذكر ان بدء عمليات الحصاد لمحصول الحنطة كانت يوم 20/5/2018 والشعير يوم 23/5/2018 وان المساحات المزروعة فعلا كانت اكثر من مليون و 700 الف دونم لمحصول الحنطة ومليونان و 800 الف دونم لمحصول الشعير.
وبحسب البيان نفسه فان “هذا الموسم في محافظة نينوى قد تضررت فيه المحاصيل الاستراتيجية نتيجة شحة الامطار”.
يشار الى ان عمليات الحصاد شملت نحو 554 الف دونم من اصل 4 مليون ونصف المليون دونم مزروعة بالحنطة والشعير.
ولاجل الوقوف على سبب ذلك، وفي تصريح خاص الى “الصباح الجديد” قال الدكتور دريد حكمت طوبيا ان “المساحات الباقية المزروعة وغير المحصودة هي المساحات التي تضررت بسبب الجفاف وبسبب الامطار التي هطلت بشكل متأخر، ايضا كان هنالك تأثير لحرب تحرير محافظة نينوى من قبضة تنظيم داعش الارهابي، حيث ان الكثير من الاراضي عزف اصحابها عن زراعتها اما لانهم نازحون يعيشون في مخيمات ومناطق بعيدة عن اراضيهم او بسبب مخاوفهم من الالغام والعبوات الناسفة والاجسام الحربية غير المنفلقة”.
منوها الى ان “مديرية الزراعة كثفت جهودها خلال الموسم الزراعي هذا واعدت دورات وندوات ارشادية للفلاحين والمزارعين لتشجيعهم على العودة لمناطقهم وزراعة اراضيهم فضلا عن السعي لتطوير قدراتهم ورفع الانتاجية”.
واضاف “العمليات العسكرية انتهت في صيف 2017 والكثير من المزارعين عادوا وزرعوا اراضيهم في شهر كانون الثاني من العام 2018، لكن شح الامطار وتأخر هطولها هو السبب الرئيس لقلة المحصول”.
ولفت طوبيا الى “زراعة نينوى جهزت الفلاحين والمزارعين بالسماد الكيمياوي في الفترة المقررة لذلك، كما زودناهم بمادة زيت الغاز (كاز اويل) بالاتفاق مع مديرية توزيع المنتجات النفطية لاعمال الحصاد، لكن كميات البذور للزراعة كانت قليلة في مطلع العام، ونحن زراعتنا ديمية تعتمد على الامطار، اما المساحات التي تعتمد على المرشات فان انتاجها كان جيدا وعلى وفق ما مأمول منها، لكن الاراضي التي تعتمد على الامطار اصابها الضرر الاكبر واثرت على الانتاجية العامة في محافظة نينوى بشكل كبير جدا”.
ويرى طوبيا ان “الانتاج هذه السنة يتراوح بين 20 ـ 25% من الحنطة والشعير 3% من الطاقة الانتاجية الفعليـة فـي الاعـوام الاعتياديـة”.
وكان وزير الزراعة فلاح حسن زيدان، قد كشف في بيان له في تموز من العام الماضي “العراق فقد مليون طن من الحنطة بسبب سيطرة عصابات داعش على المحافظة”، مشيرا الى ان “ذلك أدى الى عدم وصول العراق الى الاكتفاء الذاتي من الحنطة والشعير بعدما كنا قريبين عليه في عام 2014”.
واضاف زيدان ان “نينوى ستدخل الخطة الزراعية لموسم 2017-2018 بكامل مساحاتها من محاصيل الحنطة والشعير والخضروات وتنمية الثروة الحيوانية”.
من جهته، اكد الوكيل الفني لوزارة الزراعة مهدي ضمد القيسي ان “الوزارة لديها خطة متكاملة لعودة نينوى الى صدارة المردودات الزراعية من الحنطة والشعير كون المحافظة تغطي نسبة 40% بحسب الخطة الزراعية والحصة المائية وهي نسبة كبيرة جدا من مجمل الناتج العراقي”، لافتا الى ان “الوزارة بدأت بخطط لاعادة وتنمية الثروة الحيوانية وستكون رافدا مهما ومؤثرا للامن الغذائي للمواطن”