كامل شياع …. قالوا عنه

أشاطركم الحزن والأسى لفقدان رمز من رموز الثقافة الوطنيّة وأحد بناة صرحها المعاصر كامل شياع الذي كان واحداً من حملة مشاعل الفكر الإنساني المنفتح على ثقافات العالم المتنوّعة والملتصق بالتاريخ الحضاريّ لشعبنا .. انّه واحد من ذلك الرعيل المجيد من المثقفين العراقيّين الذين تساموا على التباينات والمشاحنات الدينيّة والمذهبيّة والاثنيّة وعملوا على إرساء صرح ثقافة تتلاقح في ظلها التيارات الفكريّة والإبداعيّة المختلفة من دون أن تقمع أو تلغي الخصائص القوميّة أو المحليّة .. هذا الجيل لم ينقطع يوماً عن التراث ولم يترفع عليه أو يهمله لكنّه في الوقت ذاته لم ينغلق عن الحداثة والتجديد وأدرك أهمية الامتداد التاريخيّ للحضارات وتواصلها وعمل على أن يكون التعامل بينها حواراً لا صداماً أو صراعاً.
جلال طالباني- رئيس جمهورية العراق (2006- 2014)

مقتل مستشار وزارة الثقافة العراقية، كامل شياع، جريمة ضدّ المجتمع العراقي، وخسارة كبيرة لمنظمة اليونسكو.. أن من قام بقتل هذا البطل المدافع عن إرث العراق وتراثه الثقافي، هم مجرمون يعملون ضدّ مصلحة الشعب العراقي.

المدير العام لليونسكو(في حينها) كويشيرو ماتسورا

قطعت كواتم الصوت الجبانة عليه صبوات القول. سدد القتلة النار إلى رأسه، إلى موطن التفكير والتخيل، والحلم والأمل. لعل الرصاصة الأولى سحقت تلك الحجيرات العامرة بقراءاته في الفلسفة، ولعل الثانية محقت حجيرات الذاكرة الأسرية حيث زوجته البلجيكية وابنه البكر، ولعل الثالثة أزالت مواقع الذاكرة عن الموسيقى ووجوه الأصدقاء. بأي طيش وغباء أزالت تلك الرصاصات القاتلة كل هذا الثراء؟ واليوم، في هذه اللحظة بعد أن مرت عليه ثلاث ليال وهو راقد في العدم الأبدي، هناك في الثرى حيث تسود اللامبالاة التامة بجمال الكائن البشري، عقلاً وفكراً، لا يجد المرء من الكلمات ما يكفي لوصف هذه الفاجعة. يا لهذه الأمة البائسة التي ترعى حق انتهاك الوجود بهذه الخفة.
د.فالح عبدالجبار

هاهو واحد من ضحايا الحلم الثقافيّ والإنسانيّ يسلمنا لوحشة رحيله الصاعق وخسارتنا الفادحة ألأنه اختار الزمان الخطأ لتحقيق الحلم..؟؟ أم لأنّ الأرض ما عادت تتسع لنزاهة الحالمين؟؟ كامل شياع الذي ما راهن على مكاسب مادية أو سلطوية كان يمثّل لنا نحن أصدقاءه حامل مصباح ديوجين الذي نبحث بواسطته عبر مرايا النهار عن رجال يشبهونه أو يقاربونه في الخصائص والزهد والنزاهة، ونحن ندرك حجم العتمات في نهارات الطائفيّة والقبليّة والانتماءات الفرعيّة المتناحرة ونعرف ندرة الرجال المتجردين من الأحكام المسبقة والأهواء، بينما تحتشد الساحة بالأشخاص الذين يمارسون خطاباً سياسيّاً مراوغا يجتر عذابات الضحية ويعيد تسويقها للحاضر والغد مخدّراً بها الجموع اليائسة التي يكرّس ذلك الخطاب جهلها واستلابها وبؤسها المؤبد..
لطفية الدليمي

قلما تحضر ذاته في أحاديثه. وعندما يتعرّض للغبن والإجحاف من بعض الأشخاص كان لسانه يتعفف عن ذكر من آذاه أو ظلمه، ولايبوح بظلامته وتعسف الغير بحقوقه. إنّه يعمل بصمت، ويتغافل عن العوائق والعقبات الموضوعة في طريقه، وكأنّها لاتعنيه.
لقد تعلمت من كامل شياع دروساً في المواطنة كرست انتمائي للعراق، مثلما تعلمت منه المثابرة على الإنجاز، والانهماك في العمل، وافتعال الآمال والأحلام، ذلك إنّ الحياة من دون حلم جميل لاتطاق. واستلهمت روحه المرحة الايجابيّة التي لا تصغي لصخب الانفجارات، ولا تعطلها شتى التداعيات والاختلالات عن المضي حتّى النهايات، ولا تهرب أو تستسلم مهما كان حجم المتاعب والأوجاع والانهيارات، وتصرّ على حشد جميع الطاقات من أجل تحرير مستقبلنا من ماضينا وتحرير ماضينا من مستقبلنا، حسب تعبيره.
د.عبدالجبار الرفاعي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة