قصائد للشاعر الإسباني بيكتور بوتاس

ترجمة أحمد عبد اللطيف

المطر
في عينيكِ الممطرتين
تنبت شجرات شاحبة
من الثلج بين أغصانها ترتجف
في صخرة حية منحوتة
صورة إله متلهف يبتسم ويقتل.

مجهولة
لا سعيدة جدًا، ولا تعيسة. مثل كثيرات،
كانت تبدو جامدة أمام ما قد يحدث
بجانبها. كل يوم
ستسير في نفس الشوارع
ونفس الظلال
ستنظر إليها وهي تعبر. ولن تعثر
على أحدٍ يمكنه تمييزها عن الأخريات،
هكذا، بالنظرة المجردة. وكل يوم
ستموت قليلًا (من دون مقارنة
مع عجلة طاحونة الصوفية الحديثة؛
ولا العمل الروتيني والسوقي الذي تدركه جيدًا
عمل يجففها ويلغيها)
وما الذي يتبقى. وما الحل.
غير أني أعلم
أنها تحتفظ بطزاجة ورقة قلب ملتهب وفطري،
وفضول يافع. ستكون امرأة وحيدة،
مثل وحيدين، بطريقة أو بأخرى، صاروا كذلك لاختلافهم.
ولن ترتاب ذات ظهيرة
في أنها هكذا كانت تملي عليّ قصيدة.

ذكرى غائبة
الآن، أبحث، بين رماد تلك الأمسية الممزقة،
على الحدث المناقض
الحدث الذي لم يحدث.
أعرف أنه يتربص بي في أي ناصية.
أتخيله وأنا سعيد تقريبًا (وحزين بعض الشيء)

مدينة الزهراء
نظرتان تبادلتا العشق في الخفاء،
خلال سنوات طوال.
كلمتان لم ينطق بهما أحد.
كلمتان، ما كان ينبغي أن ينطق بهما أحد.
كنوز مسكينة
تحتفظ بصحائف مسكينة.
(كما الحديقة المقوّضة،
غدا عشق عبد الرحمن الناعم، مقوضًا)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيكتور بوتاس (إسبانيا 1945-1994) كان أحد أبرز شعراء جيل 77 بجانب ميجيل دوروس وخوسيه لويس جارثيا مارتين. صدر له عشرة دواوين قبل موته المبكر، وكشف ديوانه الأول «الأشياء التي تتربص بي» (1979) موهبة كبيرة وتنوعًا موضوعيًا، وغاب عنه الحب في مقابل الانتصار للشعر حول الحياة وجريان الزمن الغامض، وهي خصائص ستتجلى باستمرار في دواوينه التالية التي ظهر فيها الحب من أجل وداعه. فاز بوتاس بالجائزة الوطنية للنقد بديوانه «حكاية قديمة»، وظهر في العديد من الأنطولوجيات مثل «أصوات وأصداء» و»ثلاثون عامًا من الشعر الإسباني»، ونُشر عن شعره العديد من الكتب النقدية مثل «أعمال بيكتور بوتاس الشعرية» (1995) ثم كتاب «بيكتور بوتاس» للناقد خوسيه هافل ويضم مجموعة من النصوص والصور غير المنشورة

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة